أعلنت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية، مساء الإثنين، إصدار أمر تقييدي يحظر نشر كل ما يتعلق بالتحقيقات الجارية بشأن الكارثة البيئية التي حلت بسواحل "إسرائيل" وأدت إلى تلوث قسم كبير منها إثر انجراف بقعة نفط كبيرة، منذ منتصف الأسبوع الماضي.
ويحظر الأمر القضائي المقرر حتى الـ28 من شباط/ فبراير الجاري، نشر أي تفاصيل عن التحقيق وأي تفاصيل يمكن أن تحدد المشتبه بهم، بما في ذلك أسماء السفين المتورطة وموانئ المغادرة والوجهة والشحن وممرات الشحن التي استخدمتها هذه السفن.
ويعتبر الأمر القضائي الصادر عن محكمة الصلح في مدينة حيفا، استثنائيا وغير متوقع، إذ يمنع كذلك نشر الحجة التي بنت عليها المحكمة قرارها بمنع النشر.
وفي تعليقها على منع النشر، قالت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية إنه "في إطار القضية، يجري تحقيق دولي معقد وحساس، وإن أي تفاصيل قد يتم نشرها يمكن أن تعطل التحقيق"؛ علما بأن تحليل بيانات الموقع التقديري لمصدر التلوث يشير إلى تورط 10 سفن تسببت في الكارثة البيئية التي أدت إلى نفوق عدد كبير من الكائنات الحية المائية، وتم نشر أسماء هذه السفن على شبكة الإنترنت.
وكانت الوزارة قد دعت، الأحد، الجمهور إلى الامتناع عن الوصول إلى جميع شواطئ البلاد في أعقاب التلوث في قسم كبير منها إثر انجراف بقعة نفط كبيرة، منذ منتصف الأسبوع الماضي.
وجاء في بيان صادر عن الوزارات أنه "بسبب تلوث البحر المتوسط والشواطئ بالقطران، من رأس الناقورة وحتى شواطئ المجلس الإقليمي شاطئ أشكلون (عسقلان)، الجمهور مطالب بعدم الوصول إلى الشواطئ لغرض السباحة والرياضة والاستجمام، وذلك حتى إشعار آخر".
وأضاف البيان أن التعرض للقطران يشكل خطرا على صحة الجمهور وأن الوزارات تواصل متابعة الوضع وستطلع الجمهور عليه لاحقا.
وفي هذه الأثناء، تبين أن الحوت الذي جُرف إلى الشاطئ شمالي عسقلان نفق نتيجة التلوث. وتم التوصل إلى هذا الاستنتاج في أعقاب تشريح الحوت لدى سلطة الطبيعة والحدائق والمعهد البيطري في بيت دجن. وعُثر خلال التشريح داخل الحوت على مواد مصدرها التلوث الذي سببه النفط، ووفقا لتقديرات وزارة حماية البيئة تسرب من سفينة أبحرت مقابل شواطئ "إسرائيل".
وانضم آلاف المتطورعين في البلاد إلى جهود تنظيف الشواطئ التي تلوثت بالقطران، والتي وصفت بأنها "كارثة بيئية". إلا أن سلطة الطبيعة والحدائق طلبت من المتطوعين، اليوم، عدم الوصول إلى الشواطئ لأن ذلك يتطلب حماية.
وقالت وزارة حماية البيئة اليوم إن طائرة من قِبلها حلقت فوق الشواطئ، ورصدت تلوثا كبيرا في الشواطئ، على طول 160 كيلومترا.