دار بيني وبين أبو يزن في حضرة المتابعين للشأن المصري نقاش حاد انتهى بزعل مزمن لا أمل من علاجه إلا بجهود المخلصين, حيث تمسكت برأي بكل قوة من أن ثوار مصر لم يستطع مرسي تجميعهم من البداية, حيث كان من المفترض أن يقوم باستيعابهم ومشاركتهم في العمل السياسي, واتباع طريقة تونس في الحكم, إلا أنه رفض, وقال "أهل مكة أدرى بشعابها". المهم قال لي أبو يزن وهو الحكيم المتزن, صاحب الخبرة خصوصاً أنه تعلم لسنوات في مصر: "لقد تجمعت أغلب القوى التي تسمي نفسها ثورية ضد الإخوان, لقد باعوا الوطنية مقابل الأيديولوجية, شدَّتهم تلك اللعينة, حتى أنهم تحالفوا مع الشيطان وأعوان الشيطان, وأخوال الشيطان, وكل أقربائه ضد الإخوان, لقد تعاونوا مع الفلول من جديد –على أساس أن عمرو موسى كان عمر بن الخطاب مثلاً, أو البرادعي كان ولي الله حكمت يار-". فعلاً المشكلة أن مرسي كان ديمقراطياً "زيادة عن اللزوم" بالرغم من أن "صباحي وموسى والبرادعي" لا يؤمنون بالديمقراطية أبداً, طالع إلهم صوت مع إنهم "حبة سقايط"... في عصر مَنْ مِنْ حكام مصر كان الاعلام يرعد ويزبد وبكذب ضد الرئيس بهذه الصورة؟ في عصر من كان المصريون يتقدمون نحو القصر الرئاسي, ويكتبون عبارات تهاجم الرئيس, وتشتمه ؟ في عصر من كان الرئيس المصري يتراجع عن قراراته لمصلحة مصر ؟ فعلاً لقد تعودت جلود المصريين على الدكتاتورية, لذلك لم يفهموا بعد المعنى الحقيقي للديمقراطية, وأصبح الخلل واضحاً في طبقة النخبة بمصر, ويريد "البرادعي ومن معه" رئيساً طرطوراً, , يحتكم بأمر الدولة العميقة, لكي يحافظوا على مصالحهم, للأسف لقد تجمعوا ضد الإخوان... فلا الديكتاتورية أفادتهم, ولا الديمقراطية ستنفعهم, لأنهم فضلوا الأيديولوجية على مصلحة مصر... فعلاً كم أنت دكتاتور يا مرسي؟ [title]طيب بالراحة يا أبو يزن –دع الخلق للخالق- ... أبداً[/title]