أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل على وحدة الشعب الفلسطيني وإن اختلف البعض واجتهد اجتهادات خاطئة، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني وفي مقدمته حركة حماس "لا يتغيرون ولا يبدلون، وسيحافظون على فلسطين والقدس وحق العودة والمقاومة ولن يفرطوا في شبر من أرض فلسطين أو حق من حقوقهم". ولفت مشعل خلال كلمة له في الجامعة الإسلامية بغزة وسط حشد كبير من الطلاب والهيئة التدريسية، الأحد 9/12/2012م، إلى أن حركته بدأت وستستمر في المقاومة حتى تحقيق النصر على الاحتلال الإسرائيلي، وأضاف: "أما من ضل عن الطريق فندعو الله أن يهديه، ونمد أيدينا إليهم أن تعالوا إلينا". وأوصى رئيس المكتب السياسي لحماس الشعب الفلسطيني بالمصالحة ورص الصف الفلسطيني، مشيراً إلى أن فلسطين أكبر من أن يتحمل مسئوليتها فصيل واحد. وأضاف: "حماس لا تستغني عن فتح، وفتح لا تستغني عن حماس، أخطأنا في حق بعضن البعض". وقال "الانقسام السياسي طبيعي لكن الانقسام في النظام السياسي على جغرافيتين متباعدتين من الوطن غير مقبول ، المصالحة مسؤولية الجميع". وأشار مشعل إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والأراضي المحتلة في العام 1948 والشتات شريك المقاومة في انتصارها على الاحتلال الإسرائيلي؛ فهم من انتفضوا ووقفوا مع أهل غزة خلال العدوان الأخير على القطاع. وأضاف: "أفقدتم شارون الحياة ومنعتموه من الموت، وأخربتم بيت باراك وستخربون بيت نتنياهو إن شاء الله (...) دول عظيمة لم تجرؤ على قصف (تل أبيب) وأبطال المقاومة في غزة فعلوا ذلك". وشدد رئيس المكتب السياسي لحماس على أهمية العلم بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني، مضيفاً: "العمل كسب ومجد وتقدم وإنجاز وعامل كبير من عوامل القوة في الأمة، وهو عند الشعب الفلسطيني سلاح التطور والتحدي للاحتلال". وقال مشعل إن أمام الشباب الفلسطيني شوط طويل في خدمة القضية الفلسطينية :"فكل يخدم شعبه وقضيته ومشروعه الوطني وأمته من موقعه حيث هو (...) إذا كنا جيل التأسيس فأنتم جيل النصر والعودة إن شاء الله". وكرمت الجامعة الإسلامية بغزة: رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ونائبه موسى أبو مرزوق، وعضوا المكتب السياسي للحركة عزت الرشق ومحمد نصر، وأهداهم رئيس الجامعة كمالين شعث زيت زيتون فلسطيني من أشجار الجامعة بغزة. وفي كلمة له خلال لقائه أهالي الأسرى والشهداء والجرحى في قاعة رشاد الشوا في غزة ، جدد مشعل تمسك حماس بتحرير كافة الأسرى من سجون الاحتلال ، وأثنى على تضحيات الشهداء والجرحى والأسرى. وأقسم ثلاثا خلال لقائه والدة الأسير القائد حسن سلامه ، أنه سيخرج وكل الأسرى من سجون الاحتلال ،وقال : لا خير فينا إن لم نفرج عن أسرانا ، أمة محترمة تهتم بأسرها ، غزة عاشت سنوات صعبة جدا لتفرج عن أسرانا ، وعدنا وعهدنا سنفرج عن أسرانا بذات الطريق التي أفرجنا به عن السابقين". وتوجه مشعل إلى أهالي الشهداء والأسرى والجرحى بالقول : إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ، هذا العطاء وسام على صدركم جميعا ، الأمة تتقاطر إليكم تحمل المحبة والاعتزاز والتأييد و الدعم وهي تقدم لغزة تقديرا لتضحياتكم. وأضاف أن " فلسطين مسرى محمد ومهد عيسى وبوابة الأرض إلى السماء ،و الله اختاركم واصطفاكم لتحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني ، لنكون في خط الدفاع الأول عن الأمة هذا شرف عظيم ، قدمتم أبناءكم وبناتكم وبيوتكم ومزارعكم لا تحزنوا كل ذلك عند الله ". وأشاد مشعل بالمقاومة الفلسطينية وتوحدها في الميدان خاصة في معركة حجارة السجيل الأخيرة التي أجبرت العدو على التراجع ، مشيرا إلى تنوع أساليب المقاومة في ردع المحتل حسب ما تراه مناسبا وقال "في القاهرة نأخذ العزيمة منكم ، ندير المعركة معكم ـ أدرناها معا وختماها بخير خاتمة معا " في إشارة إلى اتفاق التهدئة المشرف. وفرق مشعل بين المناورة والتكتيك وبين التخلي عن الثوابت والحقوق ، وسامح مشعل كل من ظن سوءا بالمقاومة عندما تهدأ وتيرة الجهاد والمقاومة مؤكدا أن الجميع سيكتشف " أننا نحضر من اليوم وصاعدا لمعركة التحرير ، مع جميع فصائل المقاومة". وشدد رئيس المكتب السياسي لحماس على أن فلسطين " التاريخ والحاضر والمستقبل هي وطننا وأرضنا وحققنا ولا شرعية للاحتلال الإسرائيلي". وانتهى اللقاء بتكريم الحكومة برئاسة اسماعيل هنية لمشعل والوفد القيادي المرافق ، إذ تم تسليمهم درع انتصار المقاومة في غزة وسط تصفيق وتهليل الحضور.