14.44°القدس
14.16°رام الله
13.3°الخليل
18.77°غزة
14.44° القدس
رام الله14.16°
الخليل13.3°
غزة18.77°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

خربة "سيلون" الاثرية تشهد جريمة اسرائيلية منظمة هدفها تزييف التاريخ

قال الناشط في مواجهة الاستيطان، بشار القريوتي، أنه وعلى الرغم من قرار محكمة الاحتلال العليا الصادر في 14 من شهر أيار لعام 2014م والقاضي بإلزام المستعمرين بوقف أعمال الحفر والتنقيب في منطقة خربة "سيلون" الأثرية جنوب غرب قرية قريوت في محافظة نابلس، إلا أن وتيرة التجريف وسرقة الآثار من قبل المستوطنين في تصاعد مستمر وبوتيرة عالية.

واشار الى انه جاء في قرار المحكمة العليا "أن الأعمال التي يقوم بها المستعمرون من خلال مجلس المستوطنات في الضفة ووزارة السياحة الإسرائيلية هو عمل باطل كونه يمس بالآثار هناك ويعمل على تزويرها ناهيك عن وجود مخطط تنظمي لمستعمرة "شيلو" يمس بالطابع التاريخي في المنطقة".

وأكد القريوتي، أن المستعمرين ماضون بالعمل والتجريف في المنطقة، بل ومصادرة العشرات من الدونمات الزراعية دون أي مبرر، خاصة ما يجري الآن من الإعلان عن مخطط للاستيلاء على منطقة "السهلات" جنوب قريوت بهدف توسعة المنطقة السياحية في سيلون لاستقطاب العشرات من المستعمرين هناك.

ولفت القريوتي الى ان خربة سيلون غنية بكنوزها المعمارية حيث تحتفظ بآثار حقب عدة وحضارات مختلفة، من ضمنها الكنعانية والرومانية والبيزنطية، إضافة إلى الإسلامية. وتوجد فيها آثار من سكنوا فلسطين منذ الأزل ليومنا هذا. ومن أشهر معالمها المسجد العمري وهو مسجد قديم يعود للفترة العباسية، وهناك كنيستان تعودان للحقبة الرومانية تتزينان بالفسيفساء على جدرانها بصورة جمالية ملفتة للانتباه. وهناك المغر وهي بالعادة بيوت أو قبور رومانية محفورة داخل الصخر، تضم في ثناياها رفات الملوك والأمراء والنبلاء ممن عاشوا في تلك الحقب.

وتعد الآبار الرومانية المحفورة داخل الصخر، من ابرز المعالم الأثرية هناك، حيث كانت تلك الآبار الصخرية تجمع المياه في بركة صخرية ضخمة، وكانت البركة مصدراً لري مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.

واشار القريوتي، الى انه بالإضافة إلى ما تقدم توجد "الميدة"، وهي منطقة وصلنا عن الأجداد أنها المكان الذي نزلت فيه المائدة على سيدنا عيسى. ولكن الاحتلال الإسرائيلي كعادته أعلن عن المنطقة بأنها مغلقة عسكرياً ومنع التواجد الفلسطيني فيها، وذلك منذ عام 2000م.

وذكر أن أكثر من 550 موقعاً اثرياً في الضفة الغربية والقدس الشريف موجودة ضمن المناطق المصنفة "ج" حسب اتفاقية أوسلو عام 1993م المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي .

وقد استغل الاحتلال هذا الجانب في بناء المستعمرات والبؤر العشوائية على أنقاض تلك المناطق التاريخية، بالإضافة إلى الإعلان عن قسم منها بأنها مناطق مغلقة عسكرياً كما يحدث في خربة سيلون اليوم. ولكن الأدهى من ذلك، فإن حكومة الاحتلال تقدم تسهيلات كبيرة لعصابات من المستوطنين، هدفها الرئيس سرقة وتزوير الآثار الفلسطينية وبيعها داخل الخط الأخضر بأثمان زهيدة.

واضاف ان "سيلون" تشهد اليوم جريمة منظمة هدفها محاربة التاريخ الفلسطيني وتزييف ما يمكن تزييفه على أمل زرع تاريخ مزيف في المنطقة.

المصدر: فلسطين الآن