خبر: حمساويو الضفة أحيوا الانطلاقة بطريقتهم الخاصة
09 ديسمبر 2012 . الساعة 08:30 م بتوقيت القدس
لم يذهب بشار محمد -وهو اسم مستعار- إلى عمله في مدينة رام الله السبت 8/12، فهو يوم إجازة بالنسبة له، أسوة بأهل غزة كما قال، وليحتفل معهم ويشاركهم حضور حفل انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس". لا مكان يذهب إليه بشار، فحركة حماس لم تعلن عن أي فعالية في الضفة الغربية في ذلك اليوم إحياءً لهذه المناسبة. الحل كمّن في تسمره أمام شاشة التلفزيون لمشاهدة الاحتفال المركزي في ساحة الكتيبة الخضراء في غزة، الذي حضره عشرات الآلاف يتقدمهم رئيس المكتب السياسي الأستاذ "خالد مشعل" وأعضاء المكتب وقيادة الحركة في غزة، وبثته عدة فضائيات على الهواء مباشرة. يقول :"حماس في الضفة في وضع لا تحسد عليه، وكل ما يقال عن المصالحة لا نجد له صدى على أرض الواقع، لذا لم يكن أمامي سوى الاحتفال بمفردي بهذه المناسبة العزيزة جداً على قلبي". وتابع "كم كانت فرحتي وأنا أشاهد الجموع منذ ساعات الصباح الباكر تزحف لموقع الكتيبة، وشعرت كأنني واحد منهم. فنحن أخوة وأبناء تنظيم واحد بغض النظر عن مكاننا وبعدنا الجغرافي.. كنت اهتف عندما يهتفون، وأصفق للقادة مشعل وهنية عندما يختمون كلامهم.. لم أترك هذه الفرصة وعشت الفرحة رغم آلامي وجراحي وجراح أبناء الحركة الإسلامية في الضفة المحتلة". هذا الشاب أسوة بالآلاف من أبناء حماس بالضفة عانى كثيراً خلال السنوات الماضية، حيث تعرض للاعتقال لدى مختلف الأجهزة الأمنية ولشهور طويلة، ولاقى من صنوف العذاب ما لا تطيقه الجبال، كما اعتقل لدى الاحتلال الإسرائيلي على ذات التهمة. [title]الفيس بوك.. الملاذ الآمن[/title] طريقة مبتكرة أخرى بحث عنها هذه المرة "سهيل وادي" من جنين -وهو أيضا أسم مستعار لأحد عناصر حركة حماس-. فقد لجأ إلى "الفيسبوك" للاحتفال بانطلاقة حماس، وكان يعلق ويكتب العبارات المؤيدة لها ويبث أولا بأول كافة تفاصيل الاحتفال في غزة. يقول :"لم أكن لأسمح لنفسي أن تمر هذه الذكرى صامتة. لكن للأسف "ما في باليد حيلة". لذا فقد قررت أن أحتفل مع أصدقائي عبر صفحات الفيسبوك. فتبادلنا التهاني والتبريكات، وأعدنا نشر مقاطع فيديو موجودة على موقع "اليوتيوب" تتحدث عن انطلاقة حماس والأناشيد الحماسية لكثير من الفرق الإسلامية المميزة مثل "الوعد" و"اليرموك"، ونشرنا الأخبار والبيانات الصادرة عن الحركة بهذا الخصوص". ويؤكد وادي- وهو طالب جامعي تعرض للاعتقال لدى الأجهزة في الضفة عدة مرات- أنه سعيد جداً بثبات حماس على مواقفها ودخولها إلى عامها السادس والعشرين أكثر صلابة وشعبية، رغم كل ما تتعرض له من مؤامرات داخلية وخارجية. [title]الضفة ستحتفل[/title] أما "أنس عبد الباري"، فله موقف أخر، حيث يرى أن حماس كان يجب أن تدفع أبنائها وتشجعهم على الخروج والاحتفال بذكرى انطلاقتها في مختلف المدن الفلسطينية، وأن تحاول بشتى الطرق إحياء هذه الفعالية التي لا تتكرر إلا مرة واحدة كل عام. ويفسر ذلك بقوله: "هذا الخنوع مرفوض رفضاً قاطعاً، فأين ثمن التضحيات الجسام التي قدمها أبناء الحركة الذين لاقوا صنوف العذاب؟ إذا لم نستطع أن نرفع راية خضراء فوق بيوتنا أو أن نهنئ بعضنا علانية، فماذا نحن فاعلون؟ وثار جدل كبير بين عدد من المشتركين على صفحات محسوبة على حركة حماس عبر الانترنت بشأن فعاليات الضفة في ذكرى الانطلاقة. أحدهم طالب شباب الحركة بالعقلانية وعدم التسرع لأن المستقبل في صالحهم، "وسيأتي اليوم الذي تقف وسط دوار المنارة برام الله وتهتف لحماس وكتائب القسام بحرية كاملة" على حد تعبيره، وختم بقوله "ولكنكم تستعجلون". كثيرون أيدوه فيما ذهب إليه، مؤكدين أن الظروف العامة تستلزم اليقظة والتعقل، خاصة أن المتربصين كثر. الشاب "حامد فرج الله" من قلقيلية، لم يبالي بأية مخاوف، وزرع راية خضراء ظاهرة للعيان على شرفة منزلهم. حيث أكد أنه "حماس حركة فلسطينية أصيلة ورافعة راية المقاومة، لذا لا يجب أن تمر ذكرى انطلاقتها بهدوء وكأنها جنازة لميت". [title]إنجازات مشرفة[/title] وبعيداً عن ظروف الضفة، قال "أشرف الحداد" من نابلس إن هذه المناسبة تأتي وقد حققت حماس انتصاراً مشهوداً له، في معركة "حجارة السجيل" ولقّنت العدو درساً لن ينساه، في ظروف مشابهة كثيراً للإنجاز التاريخي الذي تزامن مع انطلاقتها العام الماضي حين نجحت في إتمامها لصفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" وتحرير أكثر من ألف أسير وأسيرة من سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف "لا ينسى التاريخ هذا الموقف البطولي، فمن كان يحلم أن تدك "تل أبيب" بالصواريخ، وقبل ذلك من كان يتوقع أن يرى :أحلام التميمي وآمنة منى وقاهرة السعدي أحرار!!.. هذه معجزة تضاف إلى معجزات الحركة الإسلامية. يؤيده "وائل هندي"- وهو طالب في جامعة البولتيكنك في مدينة الخليل- فبنظره الفرحة هذه المرة مضاعفة، الأولى بصمود حماس ودخولها لعامها الجديد وهي تزهو وتنتصر، والثانية بحضور قادة الحركة من الخارج واستقبالهم استقبال الأبطال الفاتحين". نساء حماس لم تكن بعيدات عن هذه الفرحة، فالطبيبة علا سالم –اسم مستعار-، سعيدة جداً بثبات حماس على مواقفها وقدرتها على إدارة قطاع غزة من خلال حكومة يقودها الأستاذ هنية، رغم الحصار الخانق المفروض عليها. وتختم علا حديثها بالدعاء إلى الله أن يحرس حماس ويعلي من شانها وأن ينصر المقاومة وأن تزول الغمة وتعيش الضفة الغربية الفرحة العام القادم وأقدام جنود القسام تدوس الخونة والعملاء ورصاصها في صدور الأعداء والاحتلال.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.