المصير الذي سيواجهه القدوة حال أصر على خوض الانتخابات خارج قائمة فتح؟
كشفت مصادر مطلعة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، لوكالة "فلسطين الآن"، عن نقاشات حادة وعاصفة تجري داخل قيادة الحركة فيما يتعلق بالقرارات التي قد تتخذ بحق عضو اللجنة المركزية ناصر القدوة.
ووفق المصادر، فإن الأنظار تتجه إلى الاجتماع القادم للجنة المركزية لحركة "فتح"، حيث تجري نقاشات عاصفة داخل أروقة اللجنة تتعلق بنوعية القرارات التي يمكن أن تتخذها بحق عضوها ناصر القدوة، خاصة بعد تصريحه مرارا وتكرارا عن نيته خوض الانتخابات التشريعية في قائمة منفصلة عن القائمة الرسمية لفتح.، وتشكيله تيارا منفصلا عن الحركة ليخوض به الانتخابات التشريعية القادمة.
وتستند تلك المصادر في رؤيتها على التصريحات التي صدرت عن عدد من قيادات الحركة، والتي لمحت للقدوة بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأبرز تلك المواقف ما صرح به امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، وقال إن القدوة "أخطأ بسعيه لتشكيل قائمة منفصلة لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة".
وتابع "لكن إذا استمر في طريقه، اعتقد أنه تخلى عن دوره القيادي في الحركة. نأمل أن يقوم بمراجعة جدية لموقفه، وألا يخرج نفسه".
أيضا ما خرج على لسان الناطق باسم فتح حسين حمايل، الذي قال إن الحركة ستخوض الانتخابات بقائمة واحدة فقط، "ومن يتبع قائمة أخرى ولا يلتزم بالقرارات، فلا يُعتَبر من حركة فتح، ومن يرتضي لنفسه الخروج عن الإجماع والإرث العظيم للحركة سيدفع ثمناً باهظاً في عدم التزامه ذاتياً".
هذا الثمن الباهظ قد يصل إلى أبعد من مجرد فصله من فتح، إلى المس به جسديا، وهذا ليس بغريب، فقد قيل أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد هدد في اجتماع مع المجلس الثوري قبل نحو شهر ونصف، من يخرج عن الاجتماع الفتحاوي بالقتل.
الهجوم على القدوة، ورد عبر رسالة مفتوحة وجهها "أبناء حركة فتح بالقدس إلى الأخ الدكتور ناصر القدوة".
وجاء في الرسالة:
قررنا مخاطبتك عبر رسالة إعلامية لهدفين:
الأول غيابك الطوعي عن القواعد التنظيمية والشعبية من لحظة انتخابك في المؤتمر العام 2016 لغاية كتابة هذه الرسالة.
الهدف الثاني هو مخاطبتك أبناء شعبك أبناء الحركة عبر وسائل الأعلام المختلفة وقد أتبعنا نفس الأسلوب لعل وعسى أن تشعر بمرارة وكي هذا النوع والشكل من المخاطبة".
وتابعت "تعلمنا في مدرسة فتح أن لا للتبعية ولا للاحتواء والحفاظ على القرار الوطني المستقل، وقد أسقطنا خلال مسيرة فتح الكفاحية مقولة أن من يملك المال يملك القرار وكرسنا مبدأ نضاليا، وهو أن من معه الشعب ويملك الإرادة يملك القرار ".
واشتد الخطاب الموجه للقدوة، بالقول: "المشهد الذي عبرت عنه مؤخرا لا يليق بقامة نضالية وفتحاوية تاريخية، حملت صلة الدم والقرابة بمفجر الثورة الرمز أبو عمار وحملت المفاهيم التي نشأنا عليها في حركة فتح.. فهذا المشهد مهما حمل من شعارات زائفة وعبارات منمقة إلا أن مضمونها يعبر ويعكس عن وكيل انتخابي قد يكون لأفراد أو جهات أو أنظمة، ونحن ندرك أنك أكبر وأسمى من أن تلعب هذا الدور".
