قالت القناة الـ 12 إن حركة "فتح" توشك على الانقسام على خلفية المفاوضات التي سبقت انتخابات السلطة الفلسطينية في 22 مايو، و ليس من المؤكد على الإطلاق أن صناديق الاقتراع ستفتح في نهاية المطاف ، لكن الفكرة التي جاء بها أبو مازن من أجل شراكة شبه متساوية مع حماس تؤدي الآن إلى تمرد مفتوح ضده.

وتابعت الـ قناة الـ12 في مقالٍ نشر على صفحاتها " ويبدو أن  رأس التحدي وزير خارجيته الأسبق: الدكتور ناصر القدوة ، ابن شقيق ياسر عرفات ، المرشح لخلافة القيادة منذ سنوات،  وهو رجل من غزة يبلغ من العمر 68 عامًا ، يقضي جزءًا كبيرًا من وقته في نيس مع زوجته الفرنسية ، لكنه لم يخف أبدًا طموحه في الجلوس على كرسي عمه. إنه طبيب أسنان ، لكنه قضى معظم سنواته كدبلوماسي في مناصب رفيعة جدًا في الأمم المتحدة." 

وواصلت " وعلى عكس الأعضاء الآخرين في اللجنة المركزية لحركة فتح ، فهو رجل العالم العظيم ، وقاعدة سلطته الوحيدة اليوم هي منصبه كرئيس لمعهد عرفات ، الذي يستمد الأموال من ميزانية السلطة الفلسطينية" 

وبينت أنه في نهاية الأسبوع الماضي ، هدده أبو مازن بالفصل الفوري من معهد عرفات وعضوية فتح. التهديد لا يترك انطباعا كبيرا على القدوة وعلى رأس فتح هناك الكثير ممن يحثون أبو مازن على عدم فقدان أعصابه.

وأوضحت " الخوف الكبير في المقاطعة ، التي تم وضعها ضمن الاغلاق المحكم يوم السبت بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بكورونا، من تحالف القدوة ومروان البرغوثي. على الرغم من وجود البرغوثي لسنوات عديدة في سجن هدريم، إلا أنه لا يزال الرجل الأكثر شعبية في الضفة الغربية. القدوة يشجع ترشح البرغوثي لرئاسة السلطة ، مع العلم أنه لن يخرج من السجن ، ليحصل على دعم مقابل مرشحيه للمجلس التشريعي. حصل رفاق أبو مازن على تصريح إسرائيلي للدخول إلى السجن للحديث عن قرب مع البرغوثي ، الأمر الذي من شأنه أن يمنع رجاله من خوض الانتخابات. لكن البرغوثي يرفض الالتزام بهذا ، وقد أوضح أصدقاؤه بالفعل أنه لن يتم إدراجهم في قوائم المرشحين التي سيقدمها أبو مازن في التصويت" 

ونوهت أن هيبة القدوة ، ونسب عائلة البرغوثي وسمعتها مع إمكانية إضافة أنصار محمد دحلان ، الموجود في أبو ظبي ، تخلق معارضة خطيرة. القدوة يدعو علناً إلى إلغاء ترحيل دحلان من قبل أبو مازن.

ولفتت أن أمر أبو مازن يوم السبت بـ “تأجيل” كل انتخابات النقابات المختلفة – العمال والطلاب والمحامين والصحفيين وغيرهم لمدة ستة أشهر على الأقل. السبب: إنه يخشى أن يعرض القدوة قوائم مؤيديه من “المنتدى الديمقراطي” الذي تم إنشاؤه مؤخرًا ، الأمر الذي قد يتجاوز القوائم “الرسمية” لفتح. وبالمناسبة ، فإن الشراكة بين السلطة الفلسطينية وحماس ، الشخصية الرئيسية لهذه الخطوة هي جبريل الرجوب الذي كان حليف قدوة حتى وقت قريب.

وتساءلت ماذا يقول القدوة؟ باختصار ، موقفه هو أن السلطة الفلسطينية بحاجة إلى إعادة التأهيل وليس الإصلاح. وهو يدعو إلى “طريق ثالث” غامض بموضوع الكفاح المسلح ضد “إسرائيل” والاعتماد على الحوار. إنه يعارض تجميع قائمة مشتركة مع حماس ، وقد أعلن بالفعل أنه سيقدم قائمة بمعارضي أبو مازن في فتح. كما يستبعد القدوة نية إلحاق حماس بمنظمة التحرير الفلسطينية طالما أنها لا تتحمل كافة التزامات المنظمة.

وختمت مقالها أن التطورات تسير الآن بخطى مذهلة. يبدو تفكك فتح الى معسكرين ممكنا حتى لو انتهت المغازلة مع حماس بشجار صاخب من جديد. القدوة ومجموعته لا ينتظرون: ذهبوا إلى حرب الخلافة بينما كان أبو مازن في مكتبه.