أصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الخميس، بياناً صحفياً، في ذكرة الإسراء والمعراج.
وقالت الحركة في البيان الذي وصل "فلسطين الآن"، "ها هي الذكرى تعود ومآذن القدس يلفها الحزن والسواد، إذ ما زالت قطعان المستوطنين والغربان تعدوا على طهر ساحات المسجد الأقصى وسمائه، وتعيث بها تدنيساً وتشويهاً برعاية وتخطيط وحماية من الحكومة الصهيونية".
وفيما يلي نص البيان كما وصل "فلسطين الآن":
ذكرى الإسراء والمعراج
الأقصى بين هجمات التهويد ورباط أولي البأس الشديد
"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"
في ذكرى الإسراء والمعراج تتعبق الأجواء بتلك النفحات الزكية التي نشرها موكب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أن حلّق في سماء القدس، وهبط فوق أرضها في تلك الرحلة المعجزة التي أرست أسس العلاقة الوطيدة بين مسجدي الله في الأرض المسجد الحرام والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.
عبق الرحلة الزكية اشتمه كل مسلم وعربي موحد في كل أصقاع الأرض، فيم كان المحتل مزكوماً فلم يَرِح طيبها رغم جثوه على أرضها.
شعبنا الفلسطيني الأبي، ها هي الذكرى تعود ومآذن القدس يلفها الحزن والسواد، إذ ما زالت قطعان المستوطنين والغربان تعدوا على طهر ساحات المسجد الأقصى وسمائه، وتعيث بها تدنيساً وتشويهاً برعاية وتخطيط وحماية من الحكومة الصهيونية.
لقد زادت كلفة الهجمة الصهيونية على القدس والمسجد الأقصى المبارك في الآونة الأخيرة، فبين محاولات التهويد والتشويه والتزوير وتحويل هوية القدس كمدينة، وبين محاولات التقسيم الزماني والمكاني والسطو على أجزاء من ساحات المسجد الأقصى المبارك وإغلاق أبوابها التاريخية من جهة أخرى، فالعدو الصهيوني يواصل في كل لحظة مخططات ما أسماه تغيير الأمر الواقع، وفرض ما يدعيه سيادته على المسجد الأقصى من خلال إجراءات يفرضها في كل يوم أو وقائع ينفذها على الأرض كنصب كاميرات المراقبة داخل ساحات الأقصى أو اغلاق مداخله وتحويل مسار المصلين والاستيلاء على أجزاء من ساحات المسجد الأقصى مثل باب الرحمة ومسجد البراق.
يضاف إلى ذلك ما يتعرض له المواطن العربي المقدسيّ في القدس من تضييق وإرهاق وقمع لدفعه نحو الهجرة والنزيف من القدس، فمعاناة المقدسيين كبيرة وهم يتعرضون إلى حرب تهجير بكل وسائل القهر، سياسي واجتماعي وأمنى، من خلال القتل والاعتقال والإبعاد، لكنهم أثبتوا في الماضى والحاضر للقاصي والداني تفانيهم في الدفاع والرباط في قدسهم وما زالوا يفوتون على المحتل فرصة التمتع بحلم إفراغ القدس من أهلها والمسجد الأقصى من عمّاره.
إننا في حركة المقاومة الإسلامية حماس وفي ظلال هذه الذكرى المباركة العطرة نؤكد ما يلي:
أولا: كل التحية والإجلال والتقدير لأهلنا الصامدين المرابطين في القدس والمسجد الأقصى على ما يقدمون من صورة مشرفة في التفاني للدفاع عن أقصاهم وصد الهجمات المتتالية لتمرير مخططات التقسيم أو التهويد، والتحية موصولة لأبناء شعبنا كافة في كل أماكن تواجدهم على ارتباطهم وحملهم لأمانة القدس.
ثانياً: نذكر الأمتين العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي والقوى والأحزاب السياسية والمنظمات الشعبية والمجتمع الدولي بدورهم تجاه القدس، والوقوف عند مسؤولياتهم التاريخية والمصيرية تجاه ما يجري من جريمة بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس والأراضي المصادرة لصالح الاستيطان السرطاني، والتحرك الفوري والعاجل، مستثمرين الإعلان عن فعاليات أسبوع القدس لفضح الجريمة الصهيونية في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، بغية إحباط المخطط الصهيوني الحثيث لاستهداف المسجد الأقصى المبارك، وإكمال تهويد بيت المقدس.
ثالثاً: نؤكد تمسكنا بمسار رصّ الصف الوطني وتوحيد الجهد والكلمة لمواجهة المخاطر المحدقة بالقدس والأقصى، ومن هنا فإننا نشدد على أهمية التوافق إلى رؤية وطنية وفعاليات لإدارة معركة الدفاع عن القدس.
رابعاً: نرفض كل مشاريع التطبيع التي وقعت مع المحتل، وستظل أرض الإسراء والمعراج محل طهر وأصالة وترفض كل أولئك الذين دخلوا إليها من بوابة الاعتراف بسيادة المحتل عليها.
خامسا: لا انتخابات بدون القدس، ولا مساومة على حق المقدسيين في ممارسة دورهم وحقهم في المشاركة الكاملة في الانتخابات العامة وانتخابات المجلس الوطني، ولن نسمح للاحتلال بأن يفرض إرادته على المقدسيين، فهم في طليعة أبناء شعبهم ومن حقهم أن يشاركوا في رسم المسار السياسي.
حركة المقاومة الإسلامية حماس
الخميس: ١١ مارس ٢٠٢١م