بعد معاناة امتدت لأشهر عقب إصابته في مسيرات العودة بقطاع غزة، نجح الشاب محمد عليوة (19 عامًا)، في استعادة الشعور بالأمل، بعد تركيب طرف صناعي لقدمه اليمنى التي فقدها بفعل رصاص قناص إسرائيلي استهدفه شرق غزة في 2018.
ومنح "الطرف الصناعي" الشاب عليوة، الفرصة للعودة لممارسة رياضته المفضلة "الباركور"، إلى جانب ممارسة كرة القدم، كما منحه حرية الحركة والاعتماد على نفسه وتحدي الظروف التي خلفتها الإصابة التي صعّبت ظروف حياته، فكان تركيب الطرف الصناعي بمثابة الأمل نحو ميلاد جديد بالنسبة له.
ويحيي الفلسطينيون في مختلف أماكن تواجدهم، بتاريخ الثالث عشر من مارس/ آذار من كل عام يوم الجريح الفلسطيني.
وأصيب الآلاف من المواطنين برصاص الاحتلال خلال مشاركتهم في مسيرات العودة التي انطلقت في الثلاثين من مارس/ آذار 2018 على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، من بينهم نحو 8 آلاف بالرصاص الحي، منهم نحو 60% تم استهدافهم بشكل متعمد من قبل قناصة جيش الاحتلال في القدمين، ما تسبب ببتر أطراف أكثر من 145 مواطنًا جلهم من الشبان والفتية. بحسب إحصائية طبية وحقوقية موثقة.
ويقول عليوة لـ "القدس"، إنه عانى كثيرًا إلى جانب العشرات من الجرحى بسبب حرمانهم من السفر لتلقي العلاج بعد إصابتهم، مشيرًا إلى أن يشعر بسعادة كبيرة بعد افتتاح مستشفى سمو الشيخ حمد لسد احتياجاتهم وتركيب الأطراف وتقديم التأهيل اللازم لهم بغزة.
من جانبه قال الجريح محمد عاشور، إنه يشعر بحياة جديدة منذ أن قام قبل 3 سنوات بتركيب طرف صناعي سهّل حياته اليومية وساعده في قضاء احتياجاته بنفسه.
وأشار عاشور إلى أن الأطراف الصناعية التي يقوم مستشفى حمد بتصنيعها في غزة تضاهي العالمية، وهي جيّدة للحركة.
ويقول الدكتور رأفت لبد مدير عام مستشفى سمو الشيخ حمد للأطراف الصناعية، إن المشفى بدأ عمله عام 2019، ويتميز بتقديم خدمات تأهيل متكاملة بشكل مجاني، مشيرًا إلى أن ذلك سهّل على المصابين الحصول على الطرف الصناعي دون الحاجة للسفر إلى الخارج.
وبين لبد في حديث لـ "القدس"، إلى أن الخدمة داخل المستشفى متكاملة بدءًا من التأهيل قبل تركيب الطرف، ومرورًا بالعلاج الطبيعي، ثم تركيب الطرف وتدريب المصاب عليه، مع تعديل المقاسات الخاصة به، مشيرًا إلى أن كل هذا يتم بشكل كامل بما يتضمن حتى الخدمة النفسية والاجتماعية والتغذية وكل الخدمات المتكاملة.
فيما يقول الطبيب المختص محمد العبسي مدير قسم الأطراف الصناعية بالمشفى، إنه وخلال عام 2020 تم تقديم 80 طرفًا صناعيًا ما بين أطراف معقدة وفوق الركب، وما يقرب من 95 جهاز تعويضي، و45 جهاز تقوس عامود فقري.
وأشار إلى أن المستشفى يستقبل الكثير من الطلبات لتقديم العلاج لذوي البتر أو من يحتاجون أجهزة طبية خاصة، مشيرًا إلى أنهم يعملون جاهدين لتلبية الاحتياجات وإعادة الحياة والأنشطة اليومية للمرضى.
وبين أن كل هذه المعدات يتم تجهيزها بجودة عالية وضمن معايير دولية، مشيرًا إلى أنه يتم متابعة المريض المصاب باستمرار حتى يستخدم الطرف الصناعي بدون أي معيقات.
