19.68°القدس
19.41°رام الله
18.3°الخليل
25.46°غزة
19.68° القدس
رام الله19.41°
الخليل18.3°
غزة25.46°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: الأسير الخواجا: مدرسة في الصبر والتضحية

تتشابه غالبية قصص الأسرى في سجون الاحتلال من حيث فصول المعاناة والبعد عن الأهل ومرارة الأسر وقساوة السجان، غير أن لكل أسير خصوصية تجعل من حكايته قصة مختلفة عند عرض التفاصيل والدخول في ثناياها. هذا هو حال الأسير شكري محمود الخواجا (43 عاما) الذي أمضى في سجون الاحتلال (14 عاما) وينتظر حكما جديدا من المتوقع أن يصدر بحقه خلال الأسابيع القادمة. حكاية الأسير الخواجا مع الاعتقال بدأت أول فصولها في إحدى الليالي الشتوية الباردة في كانون أول 1992 عندما حاصرت قوات الاحتلال منزله في قرية نعلين قضاء رام الله وانتزعته من بين عائلته التي كانت مجتمعة حول كانون الحطب الدافئ، مستكملة بذلك حملتها ضد عناصر حماس والجهاد الإسلامي التي كانت باكورتها إبعاد أكثر من (400) من عناصر الحركتين إلى جنوب لبنان. مكث الخواجا يومها ثلاث سنوات في الأسر تعرض خلال فترة التحقيق لأنواع مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، وليطلق سراحه في الحادي عشر كانون الثاني 1996. لكنّ الاحتلال لم يمهل الخواجا سوى (10 شهور) استطاع خلالها الزواج على عجل في محاولة لانتزاع الفرحة من بين أنياب الاعتقالات والسجون، حيث أُعيد اعتقاله من جديد في السادس من تشرين ثاني عام 1996، ولتبدأ فصول معاناة جديدة، ستكون طويلة هذه المرة. [color=red][b][title]تحقيق وتعذيب[/title][/b][/color] مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان نقلت عن زوجة الأسير الخواجا قولها إنه شكري حول إلى مركز تحقيق المسكوبية، حيث بقي هناك أكثر من شهرين ثم نُقل إلى الجلمة، وقد تعرض خلال فترة التحقيق التي استمرت أكثر من أربعة شهور لأنواع مختلفة من التحقيق القاسي والمتواصل، خاصة أن تلك الفترة لم يكن هناك قوانين تمنع التعذيب داخل المعتقلات الإسرائيلية. وتكمل: "تنوعت أنواع التعذيب التي تعرض لها شكري بين الشبح والركل والهز والمنع من الطعام والنوم لعدة أيام، إضافة إلى سكب الماء الحار على جسدي ثم اتابعه بالماء البارد، ما سبب لي مشاكل في العظام، كما استخدم المحققون العديد من الأساليب النفسية كالتهديد بالإبعاد والموسيقى الصاخبة والعزل عن باقي المعتقلين لفترات طويلة، كل ذلك دون أن يتمكن الاحتلال من انتزاع ما يريد". ولفتت الزوجة إلى انه وبعد انتهاء فترة التحقيق الطويلة عُرض شكري على المحكمة الإسرائيلية عدة مرات التي أصدرت في آخر جلساتها حكما بسجنه لمدة (9 سنوات) بتهمة مقاومة الاحتلال والمشاركة في نشاطات عسكرية تابعة لحركة حماس، وبعد أشهر من صدور الحكم رُزقت زوجته بابنته البكر ساجدة والتي تفتحت عيونها على الدنيا دون أن ترى والدها أو تسمع صوته. [color=red][b][title]إداري بعد الحكم[/title][/b][/color] وتضيف "بعد أن عددنا الأيام وانتظرنا الإفراج عن شكري ساعة بساعة وبعد انتهاء فترة اعتقاله الطويلة، فوجئنا وقبل أيام من الموعد المحدد للإفراج عنه بقرار تحويله إلى الاعتقال الإداري بحجة نشاطه داخل السجن، ليمكث 6 شهور، قبل أن يُفرج عنه الاحتلال يوم الثالث عشر من تشرين أول عام 2006". وتؤكد الزوجة أن تحويل شكري إلى الاعتقال الإداري كان أمرا متوقعا وذلك بسبب عدم تجاوبه مع المحققين الذين قالوا له بأنهم سيحولنه إلى الاعتقال الإداري بعد انتهاء فترة اعتقاله وأنهم لن يقعوا في نفس الخطأ الذي وقعوا فيه حين أطلقوا سراح الشهيد عادل عوض الله. بعد طول انتظار خرج الخواجا أخيرا من سجنه ولكنه كان مثقلا بالأمراض التي ورثها من جراء التعذيب والإهمال الطبي، حيث فقد القدرة على الإبصار بشكل شبه كامل في عينه اليمنى، واستمر على هذه الحالة حتى أجرى عملية جراحية استطاع من خلالها القدرة على الإبصار من جديد، بالإضافة إلى مشاكل أخرى في السمع لا يزال يعاني منها حتى اليوم. [color=red][b][title]الاعتقال الثالث[/title][/b][/color] بعد الإفراج عنه عام 2006، قرر الخواجا الالتفات إلى عائلته التي غاب عنها طويلا، وتفرغ لأرضه التي انكب عليها عناية وحراثة، كما عمل في تربية المواشي والأبقار، غير أن الاحتلال أراد أن يثبت للخواجا من جديد انه حاضر في تفاصيل حياته ويستطيع في كل مرة أن يبدد جميع خططه وأحلامه. وفي السابع من حزيران الماضي، داهمت قوات كبيرة من جنود الاحتلال منزل الخواجا وصادرت منه أجهزة الحاسوب والاتصالات ومبلغا من المال وعاثت في البيت فسادا وخرابا وغادرت المكان دون أن تعتقل الخواجا، غير أنها عاودت الكرة من جديد بعدها بأسبوع، وفي الخامس عشر من ذات الشهر اقتحم الاحتلال منزل الخواجا وقاموا باعتقاله للمرة الثالثة خلال العقدين الماضيين. وفي مشهد مماثل، نُقل الخواجا إلى التحقيق في المسكوبية ذلك المركز الذي يعرفه جدا ويخبر زنازينه واحدة تلو الأخرى، لتبدأ المعاناة من جديد وليستخدم الاحتلال ذات الأساليب التي استخدمها من قبل، حيث مكث هناك ثلاثة أسابيع قبل أن يُنقل إلى سجن "عوفر" حيث لا يزال موقوفا حتى هذه اللحظة بانتظار محكمته القادمة التي ستعقد في السابع عشر من الشهر الجاري. تقول أم محمد لمؤسسة التضامن: "الجديد في هذا الاعتقال انه جاء بعد أن أصبح شكري أب لأربعة أبناء ساجدة (18 عاما) وسجى (16 عاما) ومحمد (5 سنوات) وعمرو (عامان ونصف) وبعد أن أصبح ولأول مرة جدٌ، حيث رزقت ساجدة بابنتها الأولى رهف..."، وتضيف: "هذا هو حالنا وهذا هو قدرنا أن يصبح الاعتقال والسجن جزء من يوميات حياتنا، لكن بالرغم من ذلك لا يزال شكري يتمتع بمعنويات عالية تناطح السحاب". ويؤكد كل من عرف الأسير شكري الخواجا أنه عاش فترة اعتقاله الطويلة مثالاً يحتذى به للأسرى في سجون الاحتلال فهو طيب الذكر، حسن الخلق، شديد الصلابة أمام إدارات السجون، مفعماً بالحيوية يمارس الرياضة ويلعب الكرة الطائرة أو يتلو القرآن ويقرأ في الفكر والسياسة والتربية.