أظهرت تصريحات شخصيات إماراتية، عبر حساباتها بموقع تويتر، بالإضافة إلى ما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن وجود غضب في أوساط أبو ظبي من محاولة استخدام نتنياهو لولي عهدها محمد بن زايد، في حملته الانتخابية.
وتعد الأزمة الحالية، الأولى بين الإمارات وإسرائيل، اللتين أعلنتا تطبيع العلاقات في آب/ أغسطس الماضي، وقال "أكسيوس" في تقرير إن الإماراتيين "غاضبون من نتنياهو، بسبب توريطهم في السياسة الداخلية الإسرائيلية".
ولفت إلى أن نتنياهو تحدث مع ابن زايد قبل أسابيع، واقترح عليه عقد حفل لتوقيع اتفاق التطبيع مع السودان في أبو ظبي، الأمر الذي لاقى موافقة ولي عهد أبو ظبي، الذي أراد إشراك إدارة بايدن، والتي رحبت بالفكرة بحسب مسؤولين كبارا، لكنهم شددوا في الوقت ذاته على رغبتهم أن يكون الحفل بعد الانتخابات الإسرائيلية.
وكان مقررا إقامة الحفل في أوائل نيسان/أبريل، لكن نتنياهو كان مصرا على زيارة أبو ظبي قبل الانتخابات، وهو "ما أدركه الإماراتيون، بانه كان يبحث عن صورة فوتوغرافية، ولم يرغبوا في إثارة توترات ووافقوا على استقباله، وتم تأجيل الزيارة بسبب أزمة بين تل أبيب وعمان".
وكشف الموقع أن وعد محمد بن زايد لنتنياهو باستثمار 10 مليارات دولار في إسرائيل، كان أحد النقاط الأساسية في كل تجمع انتخابي ومقابلة لرئيس الحكومة الإسرائيلية.
وذكر "أكسيوس"، أن "القشة الأخيرة بين الطرفين، كان عندما قال نتنياهو في مقابلة صحفية، أن محمد بن زايد تطوع لاستثمار المليارت في إسرائيل، بل وأخبره أنه يؤمن بقيادته الاقتصادية".
وأضاف: "أثار الأمر غضب الإماراتيين، وقروا الانتقام، وكان ردهم الأول صريحا، عبر وزير الصناعة سلطان جابر، بأن الاستثمار في إسرائيل لم يكن إلا مرحلة أولية، وإن أي استثمار سيكون له دوافع اقتصادية وليس قائما على السياسة".
وغرد وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، بالقول: "من وجهة نظر دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن الهدف من الاتفاقيات الإبراهيمية هو توفير أساس استراتيجي قوي لتعزيز السلام والازدهار مع دولة إسرائيل وفي المنطقة بشكل أشمل. ولن تشارك الإمارات العربية المتحدة في أي عملية انتخابية داخلية في إسرائيل، الآن أو بعد ذلك".
ويضاف إلى هذا تغريدة للأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، قال فيها: " انتهى شهر العسل سريعا بسبب حماقات الشريك الجديد"، وهي التغريدة التي قام بحذفها لاحقا من حسابه.
وكشفت صحف عبرية، عن تعليق الإمارات القمة التي كانت مقررة في أبو ظبي، بسبب تصرفات نتنياهو، فضلا عن قيام الإمارات بإبلاغ إدارة بايدن بما جرى، واحتمالية عقد القمة في وقت لاحق، بعد انتهاء الوضع السياسي في إسرائيل، وقال "أكسيوس"، ستعقد إذا بقي نتنياهو في منصبه، بعد "تهدئة الغضب الإماراتي".
الكاتب والباحث ساري عرابي قال إن "الاحتلال يتعامل بقدر كبير من التعالي والعنجهية، مع العرب عموما، ودائما ما يسعى لتوظيف العلاقات مع الدول المطبعة، في سياقات داخلية اسرائيلية، ولا أتوقع أن يصل التوتر إلى حد القطيعة وتراجع الإمارات، عن سياساتها تجاه إسرائيل".
وقال عرابي إن الإمارات أصبحت جزءا من الخندق الاسرائيلي في المنطقة، وهناك علاقة تحالفية مع اسرائيل وشخص نتنياهو واليمين تحديدا، لكن هذه علاقة ضمن دورها الوظيفي في المنطقة، وهذه المشكلة لن تؤثر على توجهات الإمارات تجاه تل أبيب".
وأضاف: "حتى العلاقة مع نتنياهو علاقة ممتازة، رغم ما يقال، والإمارات حليفة مع عمق اليمين الإسرائيلي وممثله، لكن هذه مشاكل أشبه بمشاكل الأصدقاء، ولن تؤثر حتى على علاقة ابن زايد مع نتنياهو".
وأشار عرابي، إلى أن التصريحات الإماراتية، "حديث دبلوماسي، لا يعبر عن الحقيقة، وهم كانوا حريصين على خدمته انتخابيا سابقا وحتى اللحظة وكانوا مصرين على استضافته أكثر من مر،ة لكن لأسباب لوجستيه لم يتمكن من الوصول للإمارات، وزيارته المقررة والحديث عن الاستثمارات هو خدمة انتخابية بكل وضوح، لكن محاولتهم النأي عن التدخل في الانتخابات، هي ليست أكثر من دبلوماسية".
وشدد على أن "وقاحة نتنياهو تجاه محمد بن زايد أغضبتهم بعض الشيء، ولن يتعدى الأمر أكثر من ذلك".