قال كاتب إسرائيلي إن محاولات رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، جر الإمارات إلى حملته الانتخابية، دفعت محمد بن زايد لأن يقرر أن نتنياهو لن تطأ قدمه أبو ظبي قبل الانتخابات الوشيكة.
وأضاف باراك رافيد في مقاله على موقع ويللا الإخباري، أنه "ليس من السهل إغضاب ابن زايد، حاكم أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات، لكن نتنياهو تمكن من إخراج ابن زايد من عقله".
وأشار إلى أن "المعلومات المتواترة تؤكد أنه تم بالفعل تجميد القمة السياسية بين إسرائيل والسودان التي كان من المفترض عقدها في أبو ظبي بحضور ابن زيد ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بهدف توقيع اتفاق رسمي لإقامة علاقات دبلوماسية بين تل أبيب والخرطوم".
وكشف أن "نتنياهو اقترح عقد القمة بمحادثة هاتفية مع ابن زايد قبل ثلاثة أسابيع، ورحب الأخير باستضافة نتنياهو والزعيم السوداني بحفل التوقيع، شرط تواجد أمريكي كبير، وعرضت الإمارات الفكرة على الأمريكيين، ووافقوا، لكنهم طلبوا عقدها بعد الانتخابات الإسرائيلية، ورغم أن الحدث كان سيتم أوائل أبريل، لكن الإمارات أبلغت واشنطن أنه في ضوء سلوك نتنياهو، واستخدامه لها في الانتخابات، فإنها ستجمد القمة بعد اتضاح الوضع السياسي في إسرائيل".
وأكد أنه "خلال الأسبوعين الماضيين، حاول نتنياهو الحصول على دعوة لزيارة أبو ظبي، واعتقد الكثير في قيادة الإمارة أنه سيكون من الخطأ قبوله قبل الانتخابات، لكنه مارس ضغوطا شديدة، وأرسل رئيس الموساد يوسي كوهين لترتيب زيارة له، وجلس الأخير في أبو ظبي ثلاثة أيام متتالية، واستثمر كل طاقته في تلقي الضوء الأخضر من مستشار الأمن القومي الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد، لزيارة نتنياهو".
وأشار إلى أن "الإمارات علمت في النهاية أن نتنياهو كان قادمًا فقط لالتقاط صور له من أجل حملته الانتخابية، لكنها فضلت غض الطرف حتى لا يحدث توترًا في العلاقة، حتى جاءت الأزمة مع الأردن بشأن زيارة ولي العهد للحرم القدسي لتؤدي لإلغاء الرحلة إلى أبو ظبي، ومع ذلك فإن نتنياهو لم يستسلم، وواصل الضغط لإتمام الزيارة قبل الانتخابات".
وأضاف أن "نتنياهو أقحم الإمارات كي تكون جزءًا أساسيًا من حملة الليكود الانتخابية، بكشفه عن وعد حصل عليه من ابن زايد لاستثمار عشرة مليارات دولار في إسرائيل، وتبين لاحقا أن هذه مزاعم بمبادرة من نتنياهو شهدتها محادثة هاتفية مع ولي العهد، دفعت الإمارات لنشر توضيح عنها، ورغم أن دافعها في ذلك كان اقتصاديًا بحتًا، فقد صُدموا عندما رأوا أن نتنياهو حولها إلى مسألة سياسية بالكامل، ويستغلها بحملته الانتخابية".
وأشار أن "نتنياهو لم يتوقف عن استخدام الإمارات لحملته الانتخابية، فادعى على الهواء في برنامج إذاعي مشهور على إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن ابن زايد يؤمن بسياسته الاقتصادية، مما شكل القشة التي قصمت ظهر البعير بينهما، ودفع الإمارات لإبداء استعدادها بكبح رغبة نتنياهو بأخذ صورة مشتركة قبل الانتخابات، لأن رئيس الوزراء شوه كلام ولي العهد لاحتياجاته السياسية، مما اعتبر تجاوزًا للخط الأحمر".
وأكد أن "الإمارات قررت الرد أخيرا، بإعلان وزير الصناعة سلطان جابر، وهو من أكثر المؤثرين في سياستها الاقتصادية، أن الاستثمار في إسرائيل على أساس الجدوى الاقتصادية، وليس على أساس دعم سياسي أو حزبي، وبعد أن ثبت فشل رحلة نتنياهو إلى الإمارات كلياً، زعم مكتبه أنه لم يتم التخطيط للزيارة على الإطلاق، وادعى هو نفسه أن رحلة أبو ظبي مجرد مغازلة لا يعرف من وزعها، وهذا بالطبع ليس صحيحا".
وختم بالقول أنه "بعد ستة أشهر فقط من إعلان التطبيع مع الإمارات، خلقت معركة نتنياهو السياسية والقانونية من أجل البقاء أول أزمة خطيرة معها، صحيح أن غضب محمد بن زايد سينتهي عند نقطة أو أخرى، لكن ما علمه عن بنيامين نتنياهو، لن ينسى".