تشكو بعض الأمهات من كون أطفالهن في حالة حركة مستمرة، ويجدن صعوبة بالغة في الاستجابة للطلبات البسيطة، بالإضافة إلى كون الطفل يلعب لفترة قصيرة ثم بسرعة ينتقل من عمل إلى آخر، وفي المدرسة يشكو المعلمين من تدهور الأداء المدرسي بسبب عدم قدرته على التركيز،كل هذه الأعراض تشير في كثير من الأحيان إلى إصابة الطفل بحالة من الاندفاعية والتي تدعى اضطراب فرط النشاط أو اضطراب نقص الانتباه، فما هي هذه الحالة وهل من سبيل إلى علاجها؟ للإجابة التقينا والدكتورة فؤاده هدية أستاذة طب نفس الطفل بعين شمس
1- الاندفاعية من أهم أعراض اضطراب فرط النشاط
الاندفاعية تظهر في سن الثالثة تقريبا
الاندفاعية تعد نوعا من الاضطراب العصبي السلوكي لدى الطفل، حيث يكون الطفل المصاب مفرطاً في النشاط واندفاعياً، ولا يستطيع التركيز على أمر ما لأكثر من دقائق فقط
هذا الاضطراب يصيب حوالي (3-5%) من الأطفال في سن (5-18) عاما، وهو يصيب الذكور أكثر من الإناث بنسبة (4: 1) على الأقل
اضطراب فرط النشاط يشكل ما بين 30% و50% من مجموع الاضطرابات النفسية والعقلية عند الأطفال
أن ظهور النشاط المفرط يكون في سن الثالثة تقريباً، ولكنه يتضح بشكل جلي في سن دخول المدرسة
ما بين ثلث ونصف الأطفال المصابين بالاندفاعية يصبحون طبيعيين لا فرق بينهم وبين الآخرين عندما يصلون إلى سن الشباب
أن اضطراب فرط النشاط يظهر بنسبة 92% في التوائم وحيدة البويضة، بينما يظهر بنسبة 33% في التوائم ثنائية البويضة
2-أسباب الاندفاعية عند الأطفال
الاندفاعية قد ترجع إلى خلل في وظائف المخ
أولا..الوراثة، حيث يصل احتمال تكرار الإصابة في نفس العائلة إلى (30%) وخصوصا بين الأقرباء الذكور
ثانيا.. قد ترجع إلى وجود خلل في وظائف المخ المسؤولة عن الانتباه، أو اختلال التوازن الكيميائي للناقلات العصبية ولنظام التنشيط الشبكي لوظائف المخ
ثالثا..وقد تكون الأم تعرضت أثناء الحمل للإشعاع، أو بعض العقاقير الطبية، أو الإصابة ببعض الأمراض المعدية، كالحصبة الألمانية أو الزهري أو الجدري
رابعا..بسبب إصابة مخ الجنين أثناء الولادة أو بعدها، أو في الأعوام المبكرة من طفولته بارتجاج نتيجة حادث أو ضربة على رأسه
خامسا..تعرض الطفل لأي عدوى ميكروبية، أو فيروسية - كالحمى الشوكية أو الالتهاب السحائي أو الحمى القرمزية، أو الحصبة الألمانية-
خامسا..التسمم بمادة الرصاص التي تدخل في طلاء لعب الأطفال الخشبية، وطلاء أقلام الرصاص
سادسا..بعض أنواع الغذاء، مثل: محسنات الطعام الصناعية، والشوكولاته، والمواد السكرية، وهي تؤدي إلى الاندفاعية بسبب زيادة الطاقة لدي الطفل
3-أعراض الاندفاعية عند الأطفال
الاندفاعية تجعل الطفل سهل التشتت
عدم التركيز وتشتت الانتباه: حيث تسيطر على الطفل مؤثرات صوتية أو مرئية، أو سرحان بأفكار وذكريات معينة
وهذا يجعل الطفل سهل التشتت، ولا يستمر في نشاط واحد، ويصبح سريع النسيان، وقليل التركيز
يشعر الطفل دائماً بدافع غير منطقي يحثه على فعل أي شيء، ويبدو دوماً في حركة مستمرة لا يستطيع التحكم بها، يظهر على شكل اهتزاز الساق أو القدم أو تحريك القلم
قد يتكلم أو يتصرف الطفل بشكل غير لائق ووقت غير مناسب، من دون التفكير بالعواقب وما يترتب على ذلك من نتائج، وقد يكون أيضاً سريع الهيجان والعصبية
لا يبدو على الطفل أنه يرضى بأي شيء، وقد يستمر بالحديث عن الموضوع نفسه أو يسأل بشكل مستمر أو يتدخل في شأن غيره
لا ينسجم مع من هم في عمره، وقد يتصرف بسذاجة أو بطريقة يفرض بها نفسه على بقية المجموعة في محاولة للتحكم بهم
قد تبدو حركة جسمه غير متناسقة أو خرقاء، كأن يسقط ما في يده، أو يتعثر في ما يمر به
غالبية من يعانون من هذا الاضطراب وهذه الاندفاعية لديهم مستوى ذكاء طبيعي، إلا أن معظمهم يواجه صعوبات تعلم
بسبب عدم القدرة على التركيز والانتباه، وعديد منهم لديهم صعوبات مثل: عسر القراءة، أو مشاكل في اللغة والمحادثة
4-العلاج السلوكي للاندفاعية عند الأطفال
علاج الاندفاعية بتدريب الطفل على التركيز
يتضمن العلاج عدة محاور هي: العلاج السلوكي، والعلاج التعليمي، والعلاج الغذائي، والعلاج الدوائي، والنتائج العلاجية مشجعة عموماً، (50%) من الحالات يتركون العلاج بعد (3) أعوام
بمعنى تدريب الطفل على زيادة التركيز، والتخفيف من فرط النشاط، وتعديل السلوك المزعج، وتستعمل في ذلك مختلف الأساليب السلوكية
منح الطفل مجموعة من التعليمات؛ يمنح عند التزامه بها مجموعة من النقاط، فإذا وصل إلى عدد معين من النقاط؛ فإن ذلك يؤهله للحصول على مكافأة وهكذا
جدولة المهام والأعمال والواجبات المطلوبة، والاهتمام بالإنجاز على مراحل مجزأة مع التشجيع والمكافأة؛ بشرح المطلوب من الطفل بشكل بسيط ومناسب لاستيعابه
أن يعرف الطفل ما يتوقع منه بوضوح ومن دون غضب، وعلى والده أن يذكر له السلوك اللائق في ذلك الوقت
التدريب المتكرر على القيام بنشاطات تزيد من التركيز والمثابرة، مثل: تجميع الصور، وتصنيف الأشياء، والكتابة المتكررة، وغير ذلك
تعديل درجة الإثارة بتوفير الغرفة الهادئة في المنزل للمذاكرة، إبعاد المؤثرات الصوتية والبصرية؛ مثل: التلفاز والألعاب والألوان الصارخة المثيرة
5-علاج الاندفاعية عند الأطفال بالتعليم
الطفل الاندفاعي يحتاج للمراقبة والمتابعة
وهو علاج خاص في عدد من الحالات بسبب نقص التحصيل الدراسي، ويتعلق بالفترة التي يتواجد فيها الطفل بالمدرسة، ويشتمل على :
التعليم الفردي أو وجود قليل من الأطفال في نفس الفصل الدراسي
أن تكون النشاطات ضمن مجموعات صغيرة
يطلب من الطفل الجلوس في المقاعد الأمامية؛ لزيادة الضبط والمراقبة بالنسبة للحالات الأشد
زيادة المراقبة والمتابعة في فترة الاستراحة ودروس الرياضة، وأثناء ركوب الحافلة
أن يراعي المعلم أن الطفل ليس متخلفاً عقلياً، ولكنه اندفاعي في تصرفاته وليس مشتت الانتباه
يجب أن تكون الدروس والواجبات قصيرة
أن يستخدم المعلم الألوان والأرقام والأشكال لمساعدة الطفل على التركيز
6-العلاج الغذائي للاندفاعية
من المفيد تجنب الطفل الاندفاعي الأغذية المحتوية على الاصباغ
قد يكون من المفيد تجنب الأغذية المحتوية على الأصباغ الملونة وبعض المواد الكيميائية
معظم الأطفال المندفعين ..مفرطي النشاط يظهرون حساسية تجاه المواد الكيميائية والمواد الملونة والمضافة، وتوجد في الأطعمة التي تبدو صحية
من المهم أن تلاحظ الأم على الطفل نوع الأطعمة التي يفضلها ويتناولها بكثرة، فربما يكون هذا النوع بالتحديد هو سبب المشكلة
7-العلاج الدوائي للاندفاعية
الاندفاعية من أعراض اضطرابات فرط النشاط
تفيد المنبهات العصبية في علاج الاندفاعية لدى الطفل، فهي تؤدي إلى هدوء الطفل، وزيادة فترة التركيز عنده، ولكن ينبغي أن تعطى للأطفال في سن المدرسة
وهي لا تصرف إلا تحت إشراف طبيب الأطفال، وأهم التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية هي: الصداع، والأرق وقلة الشهية
ويجب أن لا يكتفي بالعلاج الدوائي، وإنما ينبغي أن يترافق مع أنواع العلاج الأخرى