فصلت جامعة الأزهر في غزة الثلاثاء الماضي ثلاثة طلاب من قسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية لمدة عامين، اعتبارًا من بداية الفصل الدراسي الأول 2012/2013. جاء ذلك بعد تنظيم الطلاب اعتصامات سلمية داخل الجامعة استمرت حتى الخميس لليوم الثالث عشر، تُطالب بإعطائهم فرصة كافية للدراسة للامتحانات النصف فصلية التي أقرت الجامعة بالبدء تقديمها عقب انتهاء العدوان على غزة بثلاثة أيام. والطلاب المفصولون هم "باسم حسين الديراوي ويحمل رقم جامعي 20060047، يحي تيسير البرعي ورقمه الجامعي 20051606، ومحمد خليل الكرد ويحمل الرقم الجامعي 20102590". ويقول الطالب المفصول محمد الكرد إنّ "عشرات الطلاب من قسم اللغة الإنجليزي بدأوا في الاعتصام بعد رفض عميد الكلية ورئيس الجامعة تأجيل الامتحانات الخاصة بالقسم أسبوعًا إضافية لنتمكن من الدراسة". ويتابع: "مّثل طلاب القسم ثلاثة طلاب ليتحدثوا باسم القسم، والثلاثة جميعهم تم فصلهم بحجة أنهم يمارسون التحريض والاضطهاد الفكري، وأنّهم موجهين من قبل الدكتور في القسم الذي تم فصله مؤخرًا من الجامعة أيوب عثمان". [color=red][b][title]فصل أستاذ جامعي[/title][/b][/color] وفصلت جامعة الأزهر أيضًا قبل نحو أسبوعين الأستاذ في قسم اللغة الإنجليزية أيوب عثمان على خلفية مقالات انتقد فيها عدد من سلبيات الجامعة أبرزها الكتابات غير اللائقة المكتوبة على جدران الجامعة، وعدم وجود كراسي كافية للطلاب في القاعات الكبرى وممارسة أعمال تطوير وبناء خلال وقت المحاضرات". ويوضح الكرد أنّ الطلاب بعد أن استنفدوا جميع الطرق لحل الإشكالية لجئوا للاعتصام السلمي، واجتمعنا مع عميد الكلية ورئيس الجامعة، ودعونا لأكثر من محضر ضبط بتهم غير موجودة أصلاً، وأخبرنا أمن الجامعة أننا مفصولون". وأوضح الكرد أنّ فصل أي طالب لا بد أن يتم بقرار رسمي من مجلس الأمناء في الجامعة الذي لا بد أن يجلس جلستين ويناقش الأمر لإصدار أي قرار فصل، وهو ما لم يتم معنا". [color=red][b][title]ردّ الجامعة[/title][/b][/color] وينفي المكلف بأعمال رئيس الجامعة سامي مصلح حديث الطلاب عن تأجيل الامتحانات، مبينًا أنّهم طالبوا بإلغائها نهائيًا بسبب الحرب على غزة. ويقول مصلح إنّ هؤلاء الطلاب حرضوا غيرهم على الإخلال بنظام الجامعة من خلال الدعوة إلى المشاركة في الاعتصام لفرض عدم إجراء الامتحانات وخلق حالة من الفوضى أثناء انعقادها. ويتابع: "قدَّرنا ظروف الطلاب وأعلنّا مع أول يوم في الحرب أنّ الدراسة متوقفة في الجامعة بشكل كامل، وبعد أن انتهت الحرب أعلنّا استئناف الدراسة وأنّ الامتحانات ستكون بعد 10 أيام من بداية أول يوم في الدوام". ولفت إلى أنّ الطلاب المفصولين من حقهم أن يتقدموا بطلب استرحام للجامعة للنظر في أمرهم، مبينًا أنّ قرار فصلهم لمدة عامين كان قرارًا مُخففًا. ووفق لائحة الفصل فإنّه "توجه عقوبة الإنذار النهائي بالفصل من الجامعة بحق الطلبة المذكورين في حالة قيامهم بتكرار المخالفات المذكورة، ويمنع الطلبة المفصولين من دخول الجامعة منعًا نهائيًا وتكلف دائرة الحرس الجامعي بتنفيذ ذلك". [color=red][b][title]استمرار الاعتصامات[/title][/b][/color] بدوره، يوضح رمضان النيرب –أحد المعتصمين- أنّ الطلاب لم يلجئوا لخيار الاعتصام إلا بعد عدم قبول الجامعة بمطالبهم. ويلفت إلى أنّ 6 من أفراد أمن الجامعة اعتدت الخميس في اليوم الثالث عشر من الاعتصام على الطلاب والطالبات المعتصمون بمطفئات الحرائق وفضّوا اعتصامهم بالقوة. وأوضح أنّ الطلاب مستمرون في اعتصامهم حتى تحقيق مطالبهم بتعويضهم عن الامتحانات التي تم تقديمها وإعادة المفصولين إلى مقاعد الدراسة. [color=red][b][title]استنكار لإجراءات الجامعة[/title][/b][/color] واستنكرت كتلة اتحاد الطلبة التقدمية الإطار الطلابي لحزب الشعب الفلسطيني الاجراءات التعسفية لإدارة جامعة الأزهر بحق الطلبة المعتصمين من كلية الآداب الذين ما زالوا يخوضون اعتصامات سلمية منذ أكثر من أسبوعين. وأكدت كتلة الاتحاد أنّ إدارة الجامعة ما زالت تماطل الحوار مع الأطر الطلابية، "وتُمارس كافة أشكال الترهيب والتهديد للطلبة المعتصمين" . ودعت كتلة اتحاد الطلبة التقدمية لتصعيد الاحتجاجات في مواجهة تلك القرارات التعسفية، رافضة كافة الاجراءات التي اتخذتها إدارة الجامعة وسياسة التهديد والوعيد التي تنتهجها بحق طالبات وطلاب كلية الآداب. وعدّت الكتلة ذلك الأمر بمثابة اعتداءً صارخًا على حرية الرأي والتعبير ومساسا بحقوق الطلبة.