كشفت وكالة أسوشيتدبريس في وقت متأخر من الليلة الماضية، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعمل على زيادة المساعدات للفلسطينيين تدريجيا، بعد أن قطع الرئيس السابق دونالد ترامب جميع المساعدات تقريبا.
وبحسب الوكالة فإن إدارة بايدن منذ توليه منصبه يوم 20 كانون الثاني الماضي، مع التعهد بإلغاء العديد من قرارات ترامب، خصصت الإدارة الأمريكية حوالي 100 مليون دولار للفلسطينيين، ولم يتم الإعلان إلا عن جزء صغير منها.
وكانت الإدارة قد أعلنت يوم الخميس الماضي (25/3/21) أنها ستمنح 15 مليون دولار للمناطق الفلسطينية الفقيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة للمساعدة في مكافحة جائحة كوفيد-19.
وبعد ذلك بيوم وبدون إعلان، أخطرت الإدارة الأميركية الكونغرس في 26 آذار بأنها ستمنح الفلسطينيين 75 مليون دولار للدعم الاقتصادي، لاستخدامه جزئيا في استعادة "ثقتهم وحسن نيتهم" بعد الاستقطاعات في عهد ترامب.
ورفضت وزارة الخارجية التعليق على إخطار الكونغرس، ولم يتضح ما إذا كان مبلغ الـ75 مليون دولار يشمل الـ15 مليون دولار المقررة كمساعدات لمكافحة جائحة كوفيد-19.
ومع ذلك، تمثل خطة التمويل تحولا كبيرا في نهج الولايات المتحدة تجاه الفلسطينيين بعد تبادل الاتهامات خلال سنوات ترامب.
ولم تخف الإدارة اعتقادها بأن نهج ترامب، الذي أبعد عنه الفلسطينيين، كان معيبا وجعل احتمالات تحقيق السلام أقل.
ويبدو أن المساعدات الجديدة تهدف إلى تشجيع الفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل، رغم عدم وجود ما يشير إلى أنها سيكون لها تأثير قوي، ولم يتم تقييم رد إسرائيل بعد.
وحصلت وكالة "أسوشيتد برس" على نسخة من إخطار الكونغرس في 26 آذار من وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بعد ساعات فقط من إصدار مكتب محاسبة الحكومة غير الحزبي تقريرا خلص إلى أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لم تفحص بشكل صحيح جميع المستفيدين الفلسطينيين من التمويل بناء على معايير مكافحة الإرهاب الأميركية كما يقتضي القانون.
.وردا على إعلان إدارة بايدن تقديم 15 مليون دولار من المساعدات الفورية للفلسطينيين لمكافحة كوفيد، اتهم النائب الجمهوري لي زيلدين، (من ولاية نيويورك) الإدارة الأميركية بـ "الانصياع للإرهابيين"، وأشار ضمنيا إلى أن المساعدة للفلسطينيين "بغض النظر عن مقدار الأموال التي تخصصها الولايات المتحدة" تنتهك القانون الأميركي، وتتحدى إرادة الكونغرس".
ومن الملاحظ أن اتهام زيلدين، وهو عضو الكونغرس الجمهوري اليهودي الوحيد، يأتي كجزء من جهد متعمد لتحريف القانون الأميركي، وإساءة وصف نوايا الكونغرس، لأغراض إثارة الجدل وإثارة الغضب بشأن خطط إدارة بايدن لاستئناف المساعدة المُقدمة للفلسطينيين، وإعادة العلاقات مع الفلسطينيين بشكل عام.
يذكر أنه بالإضافة إلى زيلدين، يساند تلك الحملة أعضاء في الكونغرس على غرار السيناتور الجمهوري تيد كروز، (ولاية تكساس) وعضو الكونغرس الجمهوري دوج لامبورن (من ولاية كولورادو)، فضلا عن مسئولين سابقين في إدارة ترامب، مثل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، ومجموعات يمينية مختلفة مثل (مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل-Christian United For Israel)، و"المركز الأميركي للقانون والعدالة"، والمركز اليهودي للسياسة".