يصادف اليوم الجمعة 9 نيسان، ذكرى مجزرة قرية دير ياسين التي نفذتها العصابتان، الأرغون وشتيرن بدعم من البالماح والهاغاناه بهدف تهجير سكان القرية، وبث الرعب في القرى والمدن الأخرى، كان عدد ضحاياها من أهالي القرية القريبة من القدس 254 شهيدا.
وكانت المستوطنات الصهيونية القريبة من القدس، طلبت من سكّان قرية دير ياسين، عقد هدنة ما بينهم وأهالي القرية. وافق عليها أهالي دير ياسين، إلّا أن منظّمتا “الآرغون” بزعامة مناحيم بيغين الذي غد رئيس الحكومة السادسة لإسرائيل، و”شتيرن” التي كان يتزعّمها حينها إسحق شامير حينها، قرّروا بعد أسبوعين من عقد الاتفاقية مهاجمة القرية بمدرّعاتهم وأسلحتهم وإرهابييهم وبمشاركة ٣ مدرّعات بريطانية.
ودخلت قوّات الآرغون القرية من شرقها، فيما دخلت قوّات شتيرن القرية من شمالها لمهاجمتها ليلاً ومفاجئة السكّان، فكان السكّان لهم بالمرصاد وقاوموا بالدفاع عن القرية، فكانت نتيجة الهجوم الأول قتل ٤ وجرح ٤٠ من الصهاينة. استنجدت بعدها المنظّمات الصهيونية المهاجمة بقوات البالماح التي كان لها معسكراً في القدس، فقصفت دير ياسين بالمدافع من أعلى جبال القدس، ومع ساعات الظهيرة كانت القرية خالية من المقاومين والذخيرة، فهاجمتها الآرغون وليحي ونفّذوا مجزرتهم.
وقال الكاتب الفرنسي، باتريك ميرسيون، الذي استطاع توثيق المجزرة، إن “القوات الصهيونية استعملوا الأسلوب الوحيد الذي يعرفونه جيداً، وهو الديناميت، وهكذا استولوا على القرية عن طريق تفجيرها بيتاً بيتاً. وبعد أن انتهت المتفجرات لديهم قاموا 'بتنظيف' المكان من آخر عناصر المقاومة عن طريق القنابل والمدافع الرشاشة، حيث كانوا يطلقون النيران على كل ما يتحرك داخل المنزل من رجال، ونساء، وأطفال، وشيوخ”. وقاموا المهاجمون بعدها باقتياد ٢٥ من الرجال الأحياء في حافلات ليطوفوا بهم داخل القدس، ومن ثم أعدموهم رمياً بالرصاص.
ومن الجدير ذكره، أن مذبحة دير ياسين كانت من الأحداث التي عجّلت وسرّعت تأسيس الجيش العربي الذي خاض الحرب ضد الصهيونية في العام ١٩٤٨. وفي المقابل ازدادت الهجرة الفلسطينية إلى الدول العربية في أعقاب الذعر الذي حل بالفلسطينيين بسبب بشاعة المجزرة التي نفذّتها المنظّمات الصهيونية، إذ استغلت الحركة الصهيونية بشاعة المذبحة التي ارتكبتها في دير ياسين لدب الذعر في نفوس الفلسطينيين، وإخافتهم.