خرج المصريون في الساعات الأولى من صباح السبت 15/12/2012م للتصويت على أول دستور يصنعه ممثلون منتخبون من قبل الشعب المصري في ظاهرة هي الأولى في التاريخ المصري المعاصر . ولعل أهم ما يميز الحالة المصرية عن سواها أنها تحظى باهتمام عربي وإسلامي لافت ، لا سيما من قبل الشعب الفلسطيني بشكل عام وسكان قطاع غزة بشكل خاص . فالفلسطينيون بغزة الذين عانوا الأمرين جراء حالة الشراكة التي كانت تجمع النظام البائد برئاسة المخلوع حسني مبارك مع الكيان الإسرائيلي ، والتي كانت تخلق حالة من النجاح الباهر لحالة الحصار التي فرض على قطاع غزة منذ عام 2007 ، ما جعل الفلسطينيون وخاصة الغزيين منهم من أكثر الناس سعادة بزوال هذا النظام الذي وصفوه بـ"المجرم" . وقد أحس الفلسطينيون بفارق شاسع بين الموقف المصري من الحرب التي أعلنت من العاصمة المصرية القاهرة عام 2008 والعدوان الأخير على القطاع منتصف نوفمبر العام الجاري ، حيث كان الموقف المصري وحسب كل المراقبين متقدماً وواقفاً بقوة مع الشعب الفلسطيني وهو ما تكلل بانتصار كبير للمقاومة ووقف لإطلاق النار تم برعاية مصرية وفق شروط المقاومة الفلسطينية . [title]نعم للدستور ..[/title] الحاج أبو محمد (75 عاماً ) من وسط قطاع غزة استغرب من الدعوات التي يطلقها معارضو الرئيس المصري لرفض مسودة الدستور والتصويت عليها بـ"لا" ، وقال :" لوكنت مصرياً واستطعت التصويت على الدستور لقلت "نعم للدستور" لأن مصر تستحق أن تتقدم "، معتبراً أن استقرار مصر ينعكس على القضية الفلسطينية بالإيجاب . ويؤكد أبو محمد أن الفرق بين النظام الذي يرأسه الدكتور محمد مرسي ونظام مبارك المخلوع كبير وشاسع ،مستدلاً على ذلك بواقع معبر رفح الحالي وتطوره وتحسن أوضاعه بعد تولي مرسي مقاليد الرئاسة ، إضافة للموقف المصري المتقدم خلال العدوان الأخير على قطاع غزة . وقال أبو محمد بلغته البسيطة :" الحرب الي فاتت(السابقة) قعدنا 22 يوم والسفير الإسرائيلي عايش ومرتاح في القاهرة ، الحرب الشهر الي فات خلال 24 ساعة كان الرئيس مرسي مطرد (طارد) السفير الإسرائيلي وموجه تحذير شديد اللهجة للاحتلال ". [title]تمنيات باستقرار مصر ..[/title] أما أم جمال وهي مدرسة فتمنت الاستقرار لمصر ، معتبرة أن استقرار مصر يعني ازدهارها وتطورها ، ما ينعكس من وجهة نظرها على كل الأمة العربية التي تقوى بقوة مصر وتضعف بضعفها . وقالت :" على كل مصري حر أن يصوت في الاستفتاء على الدستور وليؤمن الجميع بالديمقراطية ، الكل يتحدث عن رأي الشعب .. اليوم ليتركوا الشعب ليقول كلمته بنعم للدستور لتكون مصر كما كانت قوية وتقود الأمة العربية نحو العزة والكرامة ". وشاطرت أم جمال أبو محمد رأيه بأن التغير الذي حصل في مصر انعكس بشكل واضح على القضية الفلسطينية وخاصة على صعيد رفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات . [title]استفتاء على جولتين ..[/title] وبدأت الجولة الأولى من الاستفتاء صباح السبت في محافظات القاهرة والإسكندرية والشرقية والغربية والدقهلية وأسيوط وسوهاج وأسوان وشمال سيناء وجنوب سيناء. وتضم هذه المحافظات نحو 26 مليون ناخب مسجل، في حين تقرر أن تبدأ المرحلة الثانية يوم ٢٢ ديسمبر/كانون الأول الجاري في بقية المحافظات البالغ عددها 18وتضم 25 مليون ناخب . ويتطلع الفلسطينيون وخاصة سكان قطاع غزة إلى استقرار مصر ويتمنون لها كل الخير ،ويتطلعون لموقف مصري موحد يسير بمصر نحو التقدم والتطور واستعادة دورها الوطني والقومي العربي والإسلامي لتكون قائدة للأمة كما كانت على الدوام .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.