12.7°القدس
12.37°رام الله
11.08°الخليل
17.88°غزة
12.7° القدس
رام الله12.37°
الخليل11.08°
غزة17.88°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71

تعرّف على «صلاح عثمان» أحد أبطال عملية التلة الفرنسية

«الشهيد الحي» هكذا كانوا ينادونه، تمكن مع إخوانه من خطف حافلة صهيونية قبل 28 عاماً، قبل أن يُعتقل مغشياً عليه، أنزل عليه القدير غفوة فصار في غيبوبة تامة لشهرين أفاق خلالها لوهلة لهج لسانه فيها بذكر الرحمن "الله أكبر ولله الحمد"، ثم عاد في إغماءاته، ظنه «الكيان» جثة فعاد إلى «غزة» حياً يرزق، ليعيد ذكره فينا سيرة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله.

«صلاح مصطفى عثمان» أصر على نقش اسمه في سجل المجد والبطولات لتنتقل سيرته من جيل لآخر، علم بأن الطريق محفوفٌ بالمكاره والمصاعب فأصر على المضي فيه يقيناً منه بأن نهايته إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة.

القائد صلاح

صلاح عثمان من مواليد عام 1971م في مشروع بيت لاهيا شمال فطاع غزة، حاصل على درجة الدبلوم من الجامعة الإسلامية بغزة.

اعتقل في سجون الاحتلال عام 1989 لمدة 16 شهر بسبب انتمائه لحماس، وتنقل بين مدن فلسطين المحتلة متسلحًا بفكر المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، وعاملاً بكل قوته على دحر العدو برفقة إخوانه المجاهدين، بداية من قطاع غزة، وانتهاءً بمدنية القدس المحتلة التي نفذ مع اخوانه فيها عملية التلة الفرنسية البطولية عام 1993م.

التحق القائد بصفوف كتائب القسام مطلع عام 1992 ضمن «مجموعة الشهداء» وكان قائدها حينئذ القائد الشهيد عماد عقل الذي اعتبره القائد والقدوة له آنذاك.
شارك القائد رحمه الله في تنفيذ عمليات عديدة ومتنوعة بالقدس والضفة كانت أولها عملية عملية «بيت كاحل» بمنطقة الخليل من خلال إطلاق النار اتجاه جنود الاحتلال أدت إلى مقتل اثنين وإصابة ثالث بحالة خطرة.

تلاها عملية ضد مجموعة من الجنود بالقرب من مقبرة الفالوجا بجباليا شمال قطاع غزة أدت إلى مقتل العديد من الجنود وإصابة بعضهم كما أعلن العدو الصهيوني.

ومن عايش القائد أبو عماد عرف عنه الحكمة والصمت والقوة والفعل والجرأة، كيف لا وهو الذي اخترق حاجز الخوف وضرب العدو في مقتل مع إخوانه في عمليةٍ وصفت بالفريدة من نوعها مكانا وزماناً وهدفاً.

عملية التلة الفرنسية

تمثلت العملية باحتجاز مغتصبين صهاينة داخل حافلةٍ صهيونية بهدف مبادلتهم بأسرى فلسطينيين، وكان الشهيد محمد الهندي وماهر أبو سرور وصلاح عثمان أبطال هذه العملية.

تنكر الهندي بشخصية رجل أعمال يحمل حقيبة يد وأبو سرور بشخصية جنديٍ صهيوني من القادمين من روسيا، فيما تنكر عثمان بزي طالبٍ جامعي، وانطلقوا إلى هدفهم وهم يحملون عتادهم وهو عبارة عن حقيبة ظهر يوجد فيها متفجرات وخمس قنابل يدوية وعبوة ناسفة كبيرة ومسدس وبندقية M16.

وعند وصول الحافلة "رقم 25" التي تنقل مغتصبين صهاينة، صعد المجاهدون إلى الباص، وجلس ماهر عند الباب الأمامي ومحمد في منتصف الباص وصلاح في الخلف، ثم نهض ماهر وأشهر سلاحه وهي "ام 16" وبدأ يطلق النار في الحافلة، وقال باللغة العبرية "الحافلة مختطفة"، وبعد أن حاول أحد الرهائن خطف سلاح أحد المجاهدين بدأ إطلاق النار، ثم تعّمد السائق الاصطدام بجزيرة الشارع، وفي هذه الأثناء أصيب صلاح وفقد وعيه.

بعد ذلك قفز المجاهدان ماهر ومحمد من الحافلة وسارعا إلى إيقاف سيارة صهيونية والسيطرة عليها وانطلقا صوب مدينة بيت لحم وبدأت عملية المطاردة الشرسة وانطلقت عشرات الجيبات الصهيونية تلاحق المجاهدين وجراء إطلاق النار الكثيف انفجرت القنابل التي كانت بحوزة المجاهدين ما أدى إلى استشهادهما.

أما المجاهد صلاح عثمان فقد أرسلته قوات الاحتلال إلى قطاع غزة بعد أن وجدت أن حالته الصحية حرجة للغاية لكي يلفظ أنفاسه الأخيرة هناك، ولكن الله قدّر غير ذلك وعاش مجاهدنا طوال هذه الفترة قبل أن يتوفى اليوم الجمعة 16/4/2021 متأثراً بإصابته بفايروس كورونا.

وقد عثر في الباص الصهيوني على بيان لكتائب القسام وبه مطالب المجاهدين للإفراج عن ركاب الحافلة وهي: الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس وعبد الكريم عبيد القيادي في حزب الله، والإفراج عن 50 معتقلاً من حماس وكتائب القسام، وعن عشرات المعتقلين من فتح والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والقيادة العامة.

رحمك الله يا أبا عماد وتقبلك شهيداً مجاهداً مع النبيين والصديقين والشهداء، وصبّر أهلك وإخوانك ورفاق دربك وكل محبيك.

المصدر: فلسطين الآن