على ما يبدو فإن رغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، سلطة رام الله وحركة فتح من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى، ما هي إلا محاولة للتغطية على ما يدور بينهما في الكواليس.. وهذا ما كشفت عنه صحيفة "الجريدة" الكويتية، التي أكدت أنه "خلال الأشهر الأخيرة جرت في عدة عواصم عربية وأوروبية مفاوضات سرية بين الكيان الصهوني والسلطة الفلسطينية، وهي مستمرة حتى هذه اللحظة". ويضم فريق المفاوضات الصهيوني كلاً من "يتسحاك مولخو" و"رون درمر" و"عاموس غلعاد"، أما الفريق الفلسطيني فيضمّ "صائب عريقات" و"محمد أشتية" و"ياسر عبد ربه"، إضافةً إلى ضباط أمنيين وعسكريين من الجهتين. يأتي هذا ليؤكد ما كشفه رئيس السلطة "محمود عباس" من أنه "التقى وزير الحرب الصهيوني "إيهود باراك" عدة مرات، آخرها قبل نحو أسبوعين في الأردن". وتمّت المفاوضات السرية ولقاءات "عباس" و"باراك" بعلم رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" وتوجيهه، في حين يتم ترتيب لقاء علني بين الأخير و"أبو مازن" خلال الفترة القريبة المقبلة. بحسب الصحيفة فقد توصل الطرفان إلى صيغة يمكنها أن تخرج الأمور من تعقيداتها، حيث اقترح الكيان الصهوني أن تؤجل السلطة الفلسطينية طلب الاعتراف بدولة فلسطين سنةً على الأقل، على أن تبدأ مفاوضات الحل النهائي فوراً، وأن الطرف الفلسطيني يدرس الاقتراح، لا سيما أن"نتنياهو" تعهَّد أمام الإدارة الأميركية بالشروع في مفاوضات مكثفة إذا تم الاتفاق على جدول الأعمال. إلى ذلك، أفادت مصادر سياسية أخرى بأن "نتنياهو" و"باراك" أشركا وزير الخارجية "أفيغدور ليبرمان" في المفاوضات السرية، كما أن رئيس الوزراء الصهيوني أطلع زعيمة المعارضة "تسيبي ليفني" على الأمر. ويقول مقرَّبون من "نتنياهو":" إن الأخير ينوي إعلان تبكير موعد الانتخابات النيابية وخوضها في حزب مشترك مع "باراك" و"ليبرمان"، علماً أن ثلث حزب "الليكود" يعارض سياسته "السلمية".