حديث الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية اليوم هو تأخر صرف حكومة رام الله برئاسة سلام فياض في صرف المستحقات الشهرية للموظفين البالغ عددهم نحو 180 ألف موظف وموظفة يعملون في مختلف القطاعات الحكومية. ولوحظ بشدة تغيب أعداد كبيرة من الموظفين عن أعمالهم اليوم الأحد 16/12/2012، لعدم قدرتهم على الوصول إليها، لا سيما من يعملون في مدن أخرى بعيدة عن مناطق سكناهم. كما أمكن ملاحظة هذا بجلاء على صفحة وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فالتحديثات الإخبارية في أدنى مستوياتها، حيث لم يلتحق غالبية الموظفين بمكاتبهم لذات السبب. وتعاني حكومة فياض، من أزمة مالية خانقة، ما تمنعها من صرف رواتب موظفيها من خمسين يوماً متواصلاً، الأمر الذي أثار غضب الموظفين الذين باتوا يتساءلون عن مستقبل رواتبهم، مع مرور نصف شهر على موعد استحقاقها. وفي وقت أخذ إتحاد المعلمين في نابلس قرارا ذاتيا بالإضراب الشامل ما نتج عنه توقف الحياة التعليمية، فإن رئيس نقابة العاملين في الوظيفة العمومية بسام زكارنة أعلن عن عقد اجتماع طارىء للهيئة الإدارية، لإعلان برنامج "صمود"، بحيث يحدد دوام للموظفين يتناسب مع وضعهم الجديد في ظل انقطاع الراتب وغياب أي دور للحكومة ورفضها الشراكة. وبين زكارنة أن النقابة تطالب الحكومة بالشراكة والشفافية، بما يتعلق بالأمر المالي، مبينا أن الشراكة تجعل كل طرف يقدم ما لديه لاستمرار الخدمة للمواطن أطول فتره ممكنة. وتساءل: "هل يعقل أن لا تتدخل الحكومة مع شركة الكهرباء والمجالس المحلية لشحن كرت الكهرباء للموظفين لحين صرف الراتب؟، أو توفير المواصلات بالتعاون مع شركات الباصات؟، أو دفع ما هو متوفر لديها في الخزينة من مال للموظفين؟". ودعا البنوك وشركة الكهرباء والجامعات للتعاون والشراكة من خلال تأجيل تحصيل الشيكات والشحن للموظفين، وعدم قطع الكهرباء عنهم وكذلك الجامعات بتأجيل رسوم التسجيل لحين صرف الراتب. [title]شحن كهرباء[/title] وتفهما لظروفهم الصعبة، أعلن مجلس إدارة شركة توزيع كهرباء الشمال أن الشركة بادرت لشحن عدادات الكهرباء الدفع المسبق للموظفين الحكوميين من موظفي السلطة في المناطق التي تعمل بها الشركة. وقال رئيس مجلس الإدارة المهندس يحيى عرفات في بيان وصل "فلسطين الآن" نسخة عنه الأحد 16/12 إن مجلس إدارة الشركة قرر البدء بشحن اشتراكات نظام الدفع المسبق للاشتراكات المنزلية بمبلغ 50 شيكلاً كل (15) يوم للموظفين الحكوميين. ودعا عرفات موظفي السلطة للتوجه إلى أقرب مركز خدمات في منطقتهم، من أجل إتمام الإجراءات التي تضمن استمرار وصول خدمات الكهرباء إليهم بشكل منتظم ودون انقطاع، بحيث يتم استيفاء مبلغ الشحن عند أول شحنة بعد صرف الرواتب. [title]نعي الراتب[/title] وانتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية صورة خبر تنعى الراتب الشهري، كشكل من أشكال السخرية من الظروف التي وصل إليها المواطنون الفلسطيني بسبب ظروفهم الاقتصادية. وجاء في خبر النعوة "بقلوب يملأها الحزن والألم، ينعى موظفو السلطة الوطنية زميلهم ورفيق دربهم المرحوم الراتب الشهري، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى إثر أزمة مالية خانقة عن عمر يناهز (50 يوماً) قضاها في أعمال البر والتقوى وطاعة الله". وأوضحت البرقية، أنه سيتم تشييع الجثمان من منزل الفقيد الكائن في وزارة المالية في رام الله للصلاة عليه في مقر رئاسة الوزراء ومن ثم إلى مثواه الأخير في سلطة النقد، وتقبل التعازي في كافة فروع البنوك المختلفة والمنتشرة في جميع أنحاء الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو إرسال برقيات التعزية عبر أجهزة الصراف الآلي، و"إنا لله وإنا إليه راجعون". وكان الحكومة الإسرائيلية، رفضت تحويل عائدات الضرائب للسلطة، وقامت بتحويلها لصالح شركة الكهرباء الإسرائيلية بشكل استفزازي وعنوة. ويرى خبراء اقتصاديون أن الأزمة المالية التي تمر بها السلطة في رام الله ستتواصل خلال الفترة القادمة، ما لم يف العرب والأصدقاء بوعوداتهم التي قطعوها على أنفسهم بتغطية العجز المالي الذي تعاني من السلطة. وأشاروا إلى ضرورة تنفيذ قرارات مجلس جامعة الدول العربية، التي أهمها البند المالي بمد السلطة بمائة مليون دولار شهرياً حال منعت إسرائيل تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية.