قدّم باحثون وإعلاميون فلسطينيون، السبت، توصياتهم للمساهمة في منع تهويد مدينة القدس المحتلة.
وفي ندوة نظمها المنتدى الفلسطيني في بريطانيا تحت عنوان "القدس تنتفض: الدور المطلوب وسبل الدفاع عن القدس والمقدسات، وكيف نساهم بمنع تهويدها؟"، أكد المتحدثون على أهمية القيام بدور أكبر على كافة المستويات؛ لتسليط الضوء على منع تهويد المدينة.
وشارك في الندوة، التي أدارها الإعلامي عدنان حميدان، كل من رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا حافظ الكرمي، والباحثان زياد ابحيص، وعادل شديد، ورئيس تحرير موقع "عربي21" الصحفي فراس أبو هلال.
وأجمع المشاركون على ضرورة "تكثيف العمل شعبيا وإعلاميا على حضور الحالة المقدسية بشكل بارز في دائرة الاهتمام العربي والإنساني، مع الحاجة لمجموعات ضغط أكثر فاعلية في الدول الغربية لدعم الرواية الفلسطينية، في ظل تراجع الاهتمام الرسمي العربي بالملف الفلسطيني عامة وملف القدس بصفة خاصة".
وأكد الباحثون على "نجاح هبة باب العامود في إعادة ملف تهويد القدس للأضواء".
وطالب المشاركون بضرورة إيجاد دور أكبر للسلطة والفصائل الفلسطينية بشأن ما يجري في القدس.
وقال الكرمي إن قضية القدس تحتاج إلى "مجموعات ضغط أكثر فاعلية لدعم الرواية الفلسطينية عالميا".
في حين رأى ابحيص أنه "لا يعقل رهن قضية حي الشيخ جراّح بمحكمة الاحتلال"، معتبرا أن الاحتلال يتراجع في تنفيذ مخططات التهويد كلما وجد حراكا شعبيا مقدسيا رافضا على الأرض.
وأبدى زايد ابحيص استغرابه من ترقب الأردن والسلطة الفلسطينية لقرار محكمة الاحتلال بشأن حي الشيخ جراح، معتبرا أنها "محكمة منبثقة عن محتل يسعى لتكريس استعماره في الأرض"، مذكرا بوجود أوراق قوية بين أيديهم للتحرك في هذا الملف أمام المحافل الدولية المختلفة.
وذكر الخبير في الصراع الإسرائيلي العربي عادل شديد، أن "الوعي الجمعي المقدسي استشعر خطورة ما يجري، وتحرك بشكل أبهر الجميع".
وأشار إلى أن "تأجيل حسم ملف القدس في أوسلو سهل مهمة الاحتلال"، منبها لخطورة ما يقوم به الاحتلال حاليا من تفكيك التواصل الجغرافي بين الأحياء الفلسطينية في القدس، حيث يصعب تنقل الفلسطينيين بينها، بينما يعزز أواصر التواصل بين الأحياء التي يفرضها للمستوطنين.
ولفت شديد إلى أن الوعي الجمعي المقدسي "استشعر خطورة ما يقوم به الاحتلال، وعليه هب للدفاع عن باب العامود بشكل أبهر الجميع، خصوصا من كانوا يراهنون على تذويب هوية المقدسيين، وإنتاج جيل جديد بعيد عن قضيته".
فراس أبو هلال، بدوره، قال إن "هناك ضعفا ملحوظا بدور السلطة والفصائل في ملف القدس".
وطالب أبو هلال "بوضع فلسطين والقدس على الأجندة اليومية للإعلام، حتى لو لم يكن هناك أخبار حديثة منها.
وأكد أبو هلال أن "ما يحكم وجود القدس في الأجندة الإعلامية يجب أن يكون ليس "الجدة" فقط، بل إن مجرد استمرار الصراع هو مبرر لوجود القدس على أجندة الإعلام".
وحذّر من أن "محاولات فرض التطبيع شعبيا جعلت الأنظمة تمارس دعاية مضادة لشيطنة الفلسطينيين، وعليه صارت الحاجة أكثر إلحاحا لتقديم الرواية الفلسطينية باستمرار على مختلف المنصات الإعلامية الممكنة مع تراجع الاهتمام الرسمي العربي بالملف الفلسطيني".