قال كاتب إسرائيلي إن "الواقع الأمني المحيط بإسرائيل ينذر باندلاع توترات متلاحقة على أكثر من جبهة، فعلى الحدود اللبنانية لا تخفي النباتات المزهرة مواقف حزب الله، والضفة الغربية وقطاع غزة تعيشان أجواء الحماسة الدينية خلال شهر رمضان، والخوف أنه حتى بعد الهجوم على مفترق زعترة، فإن الأسوأ لم يأت بعد، لأن يوم القدس قد يصب الزيت على النار، والجبهة الإيرانية هي الأخرى متفجرة".
وأضاف رون بن يشاي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "الطقس الربيعي والنباتات الخضراء المزهرة لم تستطع إخفاء المواقع العديدة التي أقامها حزب الله على بعد مئات الأمتار من الحدود، ورغم أن البؤر الاستيطانية الإسرائيلية كانت مرئية، وبدت أكثر تهديدًا، إلا أن الوضع ذكرني كثيرًا بالهدوء الزائف الذي ساد قطاع قناة السويس بعد وقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف وقبل حرب 1973".
ونقل عن الجنرال عومر كوهين أحد قادة المنطقة الشمالية أن "الجيش ذاهب للتعرف على كل حجر، وكل طريق تسلل محتمل، وكل تشابك قد يكون بمثابة مخبأ لقوة حزب الله الخاصة، قوة الرضوان، لتخرج منها في هجوم مفاجئ، ولذلك فإن قوات الحزب تتغير باستمرار من أجل تنفيذ العمليات المفاجئة، ونحن نتابع الحزب طوال الوقت، وعندما يغير تشكيلته نرد وفقًا لذلك".
وأشار إلى أننا "نعلم أن الحزب سيحاول احتلال مستوطنة أو مستوطنات، وسنبذل قصارى جهدنا لمنع ذلك، رغم أن انحرافا صغيرا لحفارة إسرائيلية قد يتسبب بحادث يقتل فيه جنود إسرائيليون، كما حصل قبل عقد من الزمان قرب مستوطنة "مطولا"، رغم أن موظفي الأمم المتحدة يقفون وظهورهم إلينا، ويواجهون الجنود اللبنانيين المسلحين للتأكد من أنه إذا اشتعلت الشرارة فقد يكونون قادرين على إخمادها".
وانتقل الكاتب إلى "التوتر الشديد في الساحة الفلسطينية، خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع العلم أن جذور هذا التوتر معروفة ومألوفة لنا، ونكررها مرارًا وتكرارًا في كل انفجار، وآخرها استهداف ثلاثة من المستوطنين، وهذا الهجوم نتيجة للوضع المستمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة في ظل الأجواء الدينية التي سادت خلال شهر رمضان".
وأوضح أن "هجوم زعترة قد يثير التقليد من قبل العناصر اليهودية المتطرفة الذين أحرقوا المنازل الفلسطينية، ورغم أن التفاصيل الدقيقة أقل أهمية، لكن الواقع الأساسي الذي يوجد فيه عشرات الفلسطينيين، وربما المئات، في غزة والضفة الغربية الذين يستعدون للهجوم، وينتظرون اللحظة المناسبة هو القضية التي يجب التعامل معها، وعدم محاولة تخمين الشيء التالي الذي يجب إشعاله".
وأكد أن "الفلسطينيين على مقربة من جملة توترات أمنية وعسكرية متلاحقة، أهمها يوم القدس اليهودي الذي سوف يستفز المسلمين، وستقام ليلة القدر الأسبوع المقبل التي يصلي فيها عشرات الآلاف المشبعين بالحماسة الدينية في الحرم القدسي الشريف، وبالاعتماد على الخبرة السابقة، قد يهاجم المستوطنون اليهود، أو يرشقون الحجارة من أعلى في ساحة حائط البراق".
وأشار إلى أن "كل هذه التوترات يضاف إليها تأجيل الانتخابات الفلسطينية التي ألغيت في الواقع، فضلا عن الأزمة السياسية الإسرائيلية، وتفشي وباء كورونا، وتتسبب هذه التوترات بالاشتعال بأي لحظة، سواء نتيجة خطأ عملياتي للجيش الإسرائيلي، أو بسبب الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، خاصة عقب تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ليست ملزمة بأي اتفاق يتم التوصل إليه بين القوى العظمى وإيران".
وأضاف أن "التوتر الإسرائيلي مع إيران يتجاوز الملف النووي وصولا إلى تطوير صواريخ بعيدة المدى التي قد تحمل رأساً نووياً، وصواريخ باليستية، وصواريخ كروز، وطائرات بدون طيار دقيقة، ولذلك فإن هذا التوتر قد ينفجر، ويتحول إلى حرب، ولذلك يستعد الجيش الإسرائيلي لهذا الاحتمال بالذات في "شهر الحرب"، الذي قد يبدأ ذلك في غضون أيام قليلة"
وختم بالقول إن "هذه التوترات تتزامن مع التدريبات العامة للجيش الإسرائيلي، التي تنخرط فيها جميع أسلحة الجيش البرية والبحرية والجوية، في مواجهة حربية كبرى في عدة ساحات، ولعدة أسابيع، مما يتطلب أن يكون الجيش الإسرائيلي مستعدًا بشكل كامل تقريبًا لحرب واسعة النطاق، إذا اندلعت في المستقبل القريب".