أكد خبير عسكري، اليوم الخميس، أن قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي للمفترقات والطرق الحيوية في قطاع غزة، يهدف لتقطيع الأوصال، والتأثير على الحركة.
وقال اللواء الفلسطيني واصف عريقات: "الطرق والمفترقات أهداف حيوية وبنية تحتية، تؤثر على الحياة العامة، وتُشكل ضغطاً على السكان في عدم قدرتهم على الحركة والتواصل، خاصةً تحرك المقاتلين ونقل المعدات القتالية".
وأضاف "هذا ما فعلته إسرائيل عام 1981 في لبنان قبل الاجتياح عام 1982، وسميناها معركة تقطيع الأوصال، وهي تؤثر كثيرًا على الحركة".
واستدرك عريقات "المعركة البرية احتمال ضعيف؛ رغم أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أحمق، وممكن أن يدحرج الأمور، لكنه ضعيف، ويخشى عدم تحقيق إنجاز سريع، أو القدرة على الاستمرار لفترة طويلة، أو تحمل خسائر في الأرواح".
ونوه إلى أن هناك مؤشرات للحرب البرية منها حشد القوات ودعوة آلاف من جنود الاحتياط، لكن غير مناسب لهم التوجه لها، لاعتبارات عديدة منها أن الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 ملتهب.
ولفت عريقات إلى أن هناك مخاوف إسرائيلية من خسائر كبيرة في الأرواح، إذا دخلت القوات براً لغزة، وبالتالي هم لا يحتملوا هذه الخسائر.
وبيّن أنه "عند تقدير الموقف عسكريًا، الجيش الإسرائيلي لديه سؤال مهم: من هو العدو هل غزة فقط أم ستمتد داخل فلسطين كلها؟، وهل ستقاتل غزة فوق الأرض أم تحت الأرض؟ وما هو الهدف السياسي؟".
وعن وصول الموفد الأمريكي للمنطقة، قال عريقات :"هم بذلك يريدون تغطية ضعفهم، ومازالوا يحاولون جر الأمريكان وتوريطها معهم، لكن الأولويات والاهتمامات الأمريكية اليوم مختلفة عن السابق خاصة في الاتفاق النووي مع إيران وحربهم الاقتصادية مع الصين، والصواريخ مع روسيا، وهذا يُشكل عنصراً ضاغطاً عليهم".
ورأى أن ال 48 ساعة القادمة ستكون حاسمة، فإسرائيل لا تحتمل استمرار قصف المقاومة.
وبحسب عريقات "ما دام هناك رد فلسطيني، فإن الموقف الفلسطيني سيكون قوياً".
وأوضح أن ما يميز هذه المواجهة أن المقاومة تتبع سياسة تتحكم فيها بالنيران، وهذا ما يُخيف "إسرائيل".
وشدد عريقات على أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية في حالةٍ سيئة، موضحاً أن هناك توتراً داخلياً مع الفلسطينيين، والذي وصفه بيني غانتس بأنه أخطر من حرب غزة، ناهيك عن عدم القدرة على البقاء في الملاجئ والغرف المحصنة فترةً طويلة خاصةً مع كورونا، عدا عن شل الحياة الاقتصادية، وإغلاق المدارس والجامعات، وقصف المطارات، فعدم السفر يُخيفهم، بمعنى أن الحياة العامة معطلة في "إسرائيل".
وطبقاً للواء عريقات فإن هناك رعباً حقيقياً عندهم مع نزوح الآلاف للداخل الأمر الذي أخاف الآخرين.
وتطرق لما جرى في "تل أبيب" بعد استهدافها بوابل من الصواريخ، موضحاً أنها غدت بالفعل مدينة أشباح.
وتحدث عريقات عن قدرة الفلسطينيين على التحمل والصمود، مشيراً إلى استهداف إسرائيل للمدنيين العزل في غزة والأبراج السكنية، ناهيك عن استعمالها للقذائف الفسفورية المُحرمة دولياً، والصواريخ الارتجاجية، في حين أن المقاومة تستهدف المنشآت الحساسة في المستوطنات والجيش والمواقع العسكرية الإسرائيلية.