قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن تغيرات ديمغرافية وسياسية مهمة جدا، في الولايات المتحدة، تسببت في التأثير على الأحاسيس المؤيدة لـ"إسرائيل" والتي توجد لدى الغالبية البيضاء.
وقال الكاتب أون هدار في مقال في الصحيفة، إن النخبة السوداء في أمريكا شعرت بتماهي مع الفلسطينيين، حتى الجيل الذي عرف الكارثة وإقامة "دولة إسرائيل" بدأ في فقدان قوته السياسية.
وأضاف أنه، في الوقت ذاته حدثت ثورة تكنولوجية في وسائل الاتصال، وبدلا من شبكات التلفزة الثلاث فقد تم إنشاء عشرات قنوات الكوابل، التي توجهت إلى شرائح مختلفة من السكان.
وشدد على أن الجمهور في أمريكا لم يعد يوافق كأمر مسلم به على صورة العالم التي قدمها لهم المؤيدون لإسرائيل.. والـ"سي.إن.إن" و"فوكس نيوز" جلبتا صورا مختلفة عن العالم.
وقال إن العمليات الديمغرافية أيضا أدت الى صعود جيل جديد من الصحافيين والصحافيات، بما في ذلك شباب سود وملونون ويهود ليبراليون، مثل الذين يتماهون مع السيناتور بيرني ساندرز أكثر مما يتماهون مع بنيامين نتنياهو. خط "نيويورك تايمز" الآن ورئيس التحرير الأسود دين باكت، يعكس هذه التغييرات وهو يختلف كليا عن خط الصحيفة التي كان رئيس تحريرها روزنتال، المؤيد للصهيونية.
وأضاف: "عندما تتم إضافة إلى الصورة، التغييرات الكبيرة في وسائل الإعلام في عصر الإنترنت، والشبكات الاجتماعية فإن من الواضح أن فكرة عمل دعاية متطورة ستغير صورة إسرائيل في الإعلام الأمريكي، تظهر غير جدية، بل تثير الشفقة".
وشدد الكاتب على أن "إسرائيل تواصل التمتع بتغطية متعاطفة في "فوكس نيوز" وفي قنوات إعلام يمينية، لنفس السبب الذي تواجه فيه صعوبة في تسويق رواية إسرائيل في "سي.إن.إن" و"نيويورك تايمز" وهذه هي الرسالة والسياسة التي تعكسها".
ولفت إلى أنه في بداية الثمانينيات كان إيزي دور ف. ستون، وهو أحد أيقونات الصحافة اليسارية في أمريكا أشد المنتقدين لاسرائيل، وحتى إنه قارن سياستها تجاه الفلسطينيين بسياسة بريطانيا تجاه المتسللين اليهود.
وجاءت حرب لبنان الأولى والانتفاضات وبدأت "رواية إسرائيل" تتغير بشكل دراماتيكي، وهي تعكس الواقع الجديد الآخذ في التشكل.
ورأى أن هذا لم يكن نتيجة دعاية إسرائيلية سيئة، بل جزء من عملية تدريجية فيها الرسالة الإسرائيلية لم تتساوق مع الواقع، والأكثر أهمية مع صورة العالم لأجزاء في أوساط الشعب الأمريكي. في النهاية فإنه يصعب أن تبيع الثلج لسكان الأسكيمو.