كشف الرئيس السابق لجهاز "الموساد" الإسرائيلي، يوسي كوهين، تفاصيل عن عمليات إسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني في السنوات الماضية.
وحول سرقة الموساد للأرشيف النووي الإيراني، قال كوهين، إن الإعداد لهذه العملية بدأت قبل سنتين من العملية، وبعد الحصول على معلومات بأن الإيرانيين يخبئونه في موقع غير معروف.
ولفت إلى أن 20 عنصرا من الموساد شاركوا في العملية، ولم يكن بينهم أي إسرائيلي، مشيرا إلى أنه جرى بناء منشاة مشابهة في دولة أخرى لم يسمها لإجراء التدريبات اللازمة للعملية.
وأضاف: "فهمنا البنية الداخلية للمنشأة، وترتيب الحاويات، وحددنا سبع ساعات لتنفيذ العملية".
وتابع كوهين أنه قبل اقتحام منشأة الأرشيف النووي وصلت معلومات أنه حدث تطور في المنشأة كاد يؤدي إلى إلغاء العملية. "كانت لدينا مشكلة ما، وتولد شيء لم نكن نعرفه" على حد قوله. لكن كوهين قرر الاستمرار باقتحام المنشأة وسرقة الأرشيف.
وكشف أنه خلال العملية كانت تنقل صور مباشرة للاقتحام، مشيرا بالقول: "عندما اقتحمنا المكان ووصلنا إلى هذه الخزنات العملاقة، فهمنا من الصور والأوصاف باللغة الفارسية التي كنا نقرأها على الهواء مباشرة، أن هذا ما كنا نريده: وضعنا يدنا على البرنامج النووي العسكري الإيراني".
وحسب كوهين، فإنه أبلغ نتنياهو بعد مغادرة عناصر الموساد للمنشأة، مضيفا: "أبلغته بأن الجزء الأول من العملية تم، والآن سنجلبه إلى البلاد، خلال هذه المطاردة".
وأضاف أن عناصر الموساد، خلال هروبهم من إيران، كانوا يصورون المواد المسروقة، تحسبا من القبض عليهم قبل مغادرة إيران، وأن تجاوز الحدود استغرق وقتا. وتمكن قسم من العناصر من مغادرة إيران "وكانت هناك حاجة إلى تخليص قسم من العناصر من إيران".
وبعد نقل الأرشيف إلى دولة الاحتلال، عقد نتنياهو مؤتمرا صحفيا كشف خلاله عن سرقة الأرشيف واستعرض قسم منه.
وألمح كوهين إلى أن "الموساد" الإسرائيلي هو من فجر منشأة للطرد المركزي الإيرانية تحت الأرض، في مدينة نطنز الإيرانية.
وقال "كانت أجهزة الطرد المركزي هناك تدور".
وعند سؤاله "لم تعد كذلك؟" أجاب كوهين "بالفعل".
ولم يؤكد كوهين صراحة مسؤوليته عن التفجير في نطنز، لكنه تحدث بشكل عام "نقول بوضوح شديد (لإيران): لن نسمح لكم بالحصول على أسلحة نووية. ما الذي لا تفهموه؟".
وأكد أن العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده كان تحت رقابة "الموساد"، دون تحمّل المسؤولية المباشرة عن اغتياله.
وقال كوهين إن "الموساد كان يراقبه (فخري زاده) منذ سنوات، وكان قريبًا منه جسديًا قبل تشرين الثاني/ نوفمبر 2020"، وهو الشهر الذي تم فيه اغتياله، في عملية نُسبت الى "الموساد".
وهدّد كوهين باغتيال علماء إيرانيين، يقول إنهم يشكّلون خطرا على "إسرائيل".
وقال "إذا كان الرجل يُشكّل قدرة تُعرّض مواطني إسرائيل للخطر، فعليه التوقف عن الوجود".
وأضاف "في بعض الحالات، تنقل إسرائيل الرسالة إلى مثل هذا الهدف المحتمل بأنه إذا كان مستعدًا لتغيير المهنة، وعدم إلحاق الضرر بنا بعد الآن، فعندئذ نعم"، بمعنى عدم اغتياله.
ورفض كوهين القول إن إيران، أقرب من أي وقت مضى، لامتلاك السلاح النووي، وقال "هذا ليس صحيحا".