تحدثت صحيفة الإندبندنت البريطانية الصادرة اليوم الأحد عن أشد الليالي دموية في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة ، والذي كان يوم السادس عشر من مايو الماضية حين استشهد 45 مدنيا بينهم 18 طفلا.
وتقول الصحيفة إنه بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين، كانت تلك الليلة الأشد دموية في القصف خلال الصراع الأخير بين المقاتلين في غزة والجيش الإسرائيلي.
وتشير إلى أن الهجوم أثار تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت المعايير الدولية من خلال شن غارات جوية، دون سابق إنذار، على جيب تقطنه غالبية من المدنيين، ما أدى إلى قتل "غير مبرر" لغير المقاتلين.
وقال صالح حجازي، نائب المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية، للصحيفة: "من المرجح أن يكون القصف الشديد على شارع دون سابق إنذار بمنازل مليئة بالمدنيين غير متناسب، وهي جريمة حرب".
وأضاف: "حتى لو كانت المنازل المدمرة والوفيات والإصابات المدنية ناجمة بشكل غير مباشر عن قصف هدف عسكري، فهذه هي الظروف التي كان ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يتنبأ بها ويحتسبها".
ويشير التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي يرفض بشدة هذا الرأي، قائلا إن طائراته الحربية كانت تستهدف البنية التحتية العسكرية لحركة حماس في تلك الليلة، بما في ذلك شبكة من الأنفاق الهجومية تحت الأرض - تُعرف باسم "المترو" - والتي يقال إنها تقع جزئيا تحت الشوارع في حي الرمال، بما في ذلك شارع الوحدة، حيث تم تدمير العديد من المنازل.
واعترف مسؤول عسكري إسرائيلي كبير للإندبندنت بأن عدد القتلى المدنيين أعلى بكثير مما كان متوقعاً.
وقال إن سلاح الجو ضرب بزاوية معينة بهدف تدمير الهياكل تحت الأرض، لكن لم يتوقعوا في حساباتهم انهيار المباني السكنية.
وقال المسؤول نفسه إن سلاح الجو الإسرائيلي يعتقد أنه ربما كانت هناك متفجرات أو ذخائر مخزنة في التجاويف التي أصابتها، ما أدى في النهاية إلى الانهيار. لكنه لم يقدم أدلة تدعم هذا الادعاء، بحسب الصحيفة، قائلا إن التحقيقات لا تزال جارية.
ويقول الإسرائيليون إن حي الرمال كان "مليئا" ببنية تحتية عسكرية أقامتها حماس عمدا بالقرب من المباني المدنية، بما في ذلك منشآت القيادة والسيطرة فوق الأرض.
وقال المسؤول للصحيفة: "استخدمنا نوعا عاديا من الذخيرة كنا قد استخدمناه مئات المرات في أماكن أخرى في غزة، وثبت أنه فعال للغاية ودقيق للغاية"، مضيفا أن الانفجارات حدثت جميعها "في أعماق الأرض" ليكون هناك حد أدنى من الأضرار الجانبية لأي شيء فوق السطح.
وقال عمال بلدية في غزة، أشرفوا على الاستجابة للطوارئ، للصحيفة إن قصفا إضافيا جعل من الصعب الوصول إلى من هم تحت الأنقاض.
وكانت موجة العنف التي اندلعت الشهر الماضي أكثر حدة من حرب الأسابيع السبعة في عام 2014، وفقا لمسؤولي الأمم المتحدة.
لكن يوم 16 مايو/ أيار كان الأشد دموية بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين.
وتقول جماعات حقوقية تحقق في هجمات تلك الليلة إن الجيش الإسرائيلي ربما انتهك القانون الدولي، بالنظر إلى أن الضربات استهدفت حيا مكتظا بالسكان، ما تسبب في ارتفاع عدد القتلى، وكذلك لأنه لم يتم تحذير السكان قبل القصف.
لكن الضغط يتصاعد على إسرائيل، بحسب التقرير، إذ أعربت ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، عن قلقها من أن الضربات الإسرائيلية القاتلة على غزة، وكذلك هجوم حماس الصاروخي العشوائي وغير المسبوق على إسرائيل، قد يشكل جرائم حرب.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للصحيفة إن التحقيقات جارية وأن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد صوت لصالح بدء تحقيق دولي في الجرائم المزعومة التي ارتكبتها شتى الأطراف، وهو قرار رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووصفه بـ "المخزي".