أكد الرئيس التركي "عبد الله غول" رفض القرار الصادر عن الأمم المتحدة أعده "جيفري بالمر" رئيس وزراء "نيوزيلندا" السابق شأن السفينة "مرمرة" التي هاجمتها بحرية الاحتلال وقتلت تسعة من نشطائها قبل عام ، وإشارته إلى قانونية فرض الحصار المذكور . وقال غول في حديث تلفزيوني:" إن القرار الأممي غير مقبول ولا يمكن أن تعترف به تركيا"، مضيفاً " إن الحصار الإسرائيلي على قطاع عزة يجب أن يكون مدار بحثٍ في الأمم المتحدة لتحديد مدى شرعيته". وأعلن عن قرار بلاده " رفع الأمر إلى محكمة العدل الدولية لاتخاذ قرار في مشروعية فرض الحصار البحري على غزة". ونفى الرئيس التركي أن تكون هناك "أي إجراءات أو مضايقات شخصية حدثت في تركيا و(إسرائيل) أثناء سفر المواطنين في المطارات"، وأكد أن "قرار تركيا بتجميد علاقاتها مع (إسرائيل) لا يتصل بالأفراد". إلى ذلك ، دعا "غل" نظام الرئيس السوري "بشار الأسد" إلى أخذ الدروس والعبر مما حدث في المنطقة العربية، متهماً بعض القادة العرب أنهم "لم يدركوا أن النظم الشمولية لم يعد لها موقع في عالمنا المتغير". [title]رسالة الفرصة الأخيرة[/title] وكشف "غل" عمّا أسماه رسالة "الفرصة الأخيرة" التي أرسلها مع وزير خارجيته "أحمد داود أوغلو" إلى الرئيس "الأسد" في دمشق الشهر الماضي. وقال الرئيس التركي:" إنه طلب من "الأسد "وقف إراقة الدماء، وسحب قوات الجيش والأمن من المدن، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وإجراء انتخابات حرة وشفافة وديمقراطية وتعددية"، نافياً أن تكون لأنقرة "أجندات خفية" في الأزمة السورية. وأضاف: "إننا نسمع يومياً عن مقتل 20 أو30 شخصاً في سوريا، وقمع المتظاهرين بهذه الطريقة لم يعد مقبولاً". وقال: "من المهم أن يتشكل مجلس شعب يمثل الشعب السوري تمثيلاً حقيقياً"، مشيراً إلى أن الإصلاحات التي أعلنها الأسد "محدودة ومتأخرة". وشدد على أن "أنقرة لا تتدخل في الشؤون الداخلية لدمشق، وأنها تقف على مسافة متساوية من كافة الأطراف، وأن الشعب السوري هو الذي يجب أن يختار من يحكمه". [title]مؤتمرات المعارضة السورية[/title] وقال إن: "تركيا أفسحت المجال لعقد مؤتمرات للمعارضة السورية في تركيا وأنطاليا على غرار ما يحدث في أي دول حرة وديمقراطية مثل أمريكا وبريطانيا من إمكانية السماح بتنظيم تلك المؤتمرات، ولكننا لم نوعز للمعارضين بأن يعملوا هذا الأمر أو ذاك". وحول المواقف الأمريكية والأوروبية من الأحداث في سوريا، قال غول: "إن تركيا تحاول لعب دور في تسوية الأزمة السورية، والعمل على ترسيخ السلام في منطقتنا وبأيدينا، وتولي زمام الأمور ؛لأن الأمريكيين والأوروبيين بعيدون عن أفكارنا وعاداتنا". وأوضح "غل" أن حدوداً طويلة تربط بلاده مع سوريا، كما تمتد عبر الحدود جماعات من السكان ترتبط بأواصر القرابة، ولذا "كانت تركيا حريصة على أن تعمّق أواصر الإخوة والصداقة مع الشعب السوري بكافة فئاته وطوائفه. وتحدثنا خلف الأبواب المغلقة بنفس الأفكار التي ذكرناها في العلن". [title]أنقرة والربيع العربي[/title] وحول الربيع العربي، قال "غول ":"قبل أن تبدأ الأحداث في العالم العربي، تحدثت تركيا مراراّ عن ضرورة قيام الأنظمة بزيادة وتيرة الإصلاح، وكان الخيار الثاني هي أن تقوم الشعوب بعملية التغيير، أما الخيار الثالث فهو التدخل الخارجي". وأعلن الرئيس أن تركيا "تلعب دور الدولة الملهمة للشعوب العربية، فالمنطقة ليس بها دولة أكثر عصرية. وكون التغييرات حدثت في بلد أغلب سكانه من المسلمين، كان هذا محطاً للأنظار". ونفى" غل" أن تكون بلاده "قد لعبت دوراً في دعم الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي"، وقال: "كنا نتحدث مع القادة بصراحة ومع الشعوب أيضاً فيما يتعلق بالمتغيرات التي تحدث في العالم المعاصر". ورداً على سؤال حول موافقة أنقرة على نشر رادارات دفاعية تابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، قال غل: "إن تركيا دولة في الناتو منذ عام 1952، وهذا المشروع دفاعي للتعامل مع التهديدات الصاروخية، وليس موجهاً لأي دولة".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.