أكد القيادي في حركة حماس د. صلاح البردويل, أن الانتصار العسكري والسياسي للفلسطينيين خلال الفترة الماضية, لن يضيع سدى كما يتصور البعض ولن يكون مجرد حادثة عابرة مرت، وإنما سيؤسس لخارطة طريق للمصالحة تقوم على أساس المواجهة للاحتلال. وشدد على ضرورة البناء والاستفادة من الانتصار العسكري والسياسي من خلال تحقيق الوحدة على الأرض ضمن أمرين هما إعادة بناء المؤسسة الفلسطينية بحيث تضم الجميع والأمر الثاني تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة تعمل على إدارة الأمور بشكل مشترك في الضفة والقطاع إلى حين البت في عملية الانتخابات في الضفة والقطاع والقدس بشكل ديمقراطي. وأشار البردويل إلى أن هذين الأمرين يحتاجان دعوة الرئيس محمود عباس قادة الفصائل للشروع في بحث آليات إعادة صياغة المنظمة ودعوة أخرى للمجلس التشريعي الفلسطيني لان ينعقد دون النظر غالى الأغلبية والأقلية، مشددا على أن "المهم أن ينعقد لوضع خطة لإدارة السلطة بشكل منتظم بين الضفة والقطاع بعيدا عن الأحزاب". وأكد البردويل أن هذين الأمرين سيؤسسان لمصالحة عاجلة، مبينا أن الأسابيع والأيام القادمة ستشهد مثل هذه الاجتماعات التي ستؤدي إلى انطلاقة كبيرة جدا في موضوع المصالحة على الأرض. وشدد على أن المصالحة الفلسطينية أولوية لدى حركة حماس مبينا أن القارئ لخطاب رئيس المكتب السياسي خالد مشعل "يستطيع أن يستخلص انه وضع خارطة للمصالحة وبدأها بالاعتراف بالأخطاء ويجب أن "نطبب" الجروح ويجب أن نتجاوز وفتح صفحة جديدة وعفا الله عما سلف ولنبدأ". واعتبر أن خطاب مشعل يمثل منتهى الجدية ويعبر عن توجه حركة حماس في أنها لا ترى في المصالحة مناورة ولا تكتيكا سياسيا وإنما ترى فيها مصلحة حقيقية للشعب الفلسطينية. ودعا البردويل إلى عدم التعلل بأن حماس غير جاهزة بسبب الانتخابات مؤكدا جهوزية حركته حتى آخر لحظة في قيادتها الحالية، مبينا أن رئيس المكتب السياسي الأستاذ خالد مشعل معه صلاحية كاملة لتوقيع أي اتفاقات حتى اليوم الذي ينتهي فيه عمله كرئيس للمكتب السياسي. [title]الرعاية المصرية[/title] وحول الظروف الميدانية والسياسية التي تعصف بالقيادة المصرية وتأثيرها على المصالحة قال البردويل: "مع احترامنا للرعاية المصرية لكن هناك امور من الممكن ان تتم داخليا دون الحاجة الى أي دولة مضيفا:" من الممكن في ظل الظروف الحاصلة في مصر ان نبدأ في تدشين هذا الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني". وأكد البردويل أن القيادة الفلسطينية تحتاج للرعاية المصرية والعربية لتشكل لها حماية من "التغول" الإسرائيلي، مشددا " انه لم تتوفر شبكة أمان مالية عربية لا يمكن للمصالحة أن تسير وإذا ما توفرت شبكة أمان سياسية عربية على رأس هذه الشبكة مصر المصالحة لا تجدي ولن يقبلنا احد في العالم". وتابع البردويل: "نحتاج إلى عمق وظهر عربي نريد أن نعيد القضية الفلسطينية الى عمقها العربي والإسلامي ليتحمل العرب والمسلمون كل ما عليهم من تبعات سواء تبعات سياسية أو مالية لذلك نفضل وجود مصر ووجود عربي لحماية المصالحة هذا هو المهم". [title]خالد مشعل[/title] وبين البردويل أن خالد مشعل يصر على اخذ استراحة مقاتل رغم رفض كل المرجعيات في حركة حماس، معربا عن أمله في أن يكون قد غير قناعاته بعد زيارته لغزة ويعود ليواصل مشواره في هذه الفترة الحساسة. ولفت البردويل انه لا بوادر لدى مشعل بالتراجع عن قراره ولكن اذا اصر فإن المجلس الشورى لحماس سينعقد وينتخب قيادة جديدة تعمل وفق برنامج عام ومحدد وفق البردويل [title]التهدئة[/title] وفيما يخص التهدئة أكد البردويل أن المقاومة فرضت جزءا هاما من شروطها خاصة ما يتعلق بعدم التعهد بتطوير السلاح كما ارادت اسرائيل، مبينا أنهم تلقوا وعودات من الجانب المصري بفتح المعابر ورفع الحصار. وأكد البردويل أن التهدئة مصلحة وطنية فلسطينية قائلا: "حققنا شروطنا وأشركنا مصر ووضعناها امام مسولياتها". وأضاف البردويل: "كل اختراق نبلغ به الجانب المصري لمراجعة العدو لكن في كل الاحوال مجموع الخروقات نقوم بحصرها ووضعها في ميزان وهل آن الاوان للرد ام نصبر، "مؤكدا ان الرد على أي خروقات إسرائيلية للتهدئة تتم بالتوافق الداخلي للمقاومة والتوافق المصري... لكن القاعدة العامة نحن لا بد ان يكون بيدنا قرار انهاء التهدئة أو استمرارها بتوافق وطني فلسطيني وتوافق عربي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.