26.68°القدس
26.44°رام الله
25.53°الخليل
22.68°غزة
26.68° القدس
رام الله26.44°
الخليل25.53°
غزة22.68°
الجمعة 26 ابريل 2024
4.76جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.08يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.76
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.08
دولار أمريكي3.8
أحمد قنيطة

أحمد قنيطة

مسيرة الأعلام.. واندثار حلم السيادة الصهيونية على القدس

ما حدث مؤخراً في ساحة باب العامود (باب دمشق) لا أرى تفسيراً له سوى أنه عملية تنفيس وتفريغ نفسي لتراجع وفشل المغتصبين بجيشهم وشرطتهم وحكومتهم وكيانهم المسخ، أمام فصائل مقاومة محاصرة في بقعة صغيرة اسمها غزة خلال معركة سيف القدس، والتي اشتعلت لمنع العدو من السيطرة على باب العامود، وحرمانه من اقتحام المسجد الأقصى يوم 28 رمضان فيما يُعرف بمسيرة الأعلام.. 

الخطة كانت باقتحام المسجد الأقصى بالآلاف من المغتصبين عبر الحي الإسلامي والدخول من باب العامود واقامة الرقصات بالأعلام في باحات المسجد الأقصى في حالة أشبه باعلان السيطرة والسيادة التامة على القدس والمقدسات، أما قضية حي الشيخ جراح فما زال العدو يؤجل ويؤجل ويناور ويخشى البت والفصل بها خوفاً من تصاعد الأحداث وتفجرها، ما يعني أن العدو بقدّه وقديده أحجم عن تنفيذ أهدافه ومخططاته التهويدية الكبرى في القدس، واكتفى بالتقاط الصورة أمام ساحة باب العامود عبر مسيرة استفزازية سادتها شعارات السب والشتم للعرب والمسلمين، دون تحقيق أي من أهدافها التي أعلن عنها منظموها من جماعات الهيكل والمتعلقة بفرض السيادة الصهيونية على الأحياء العربية. 

أتفق تماماً أن الصور والفيديوهات التي رأيناها أمام ساحة باب العامود مستفزة وقاسية على قلوبنا، لكن المستفز والمؤلم لنا كفلسطينيين ولكل عربي ومسلم هو أصل الوجود الاحتلالي الصهيوني في القدس برمته، وهو ما يستدعي بذل المزيد من الجهد والتضحيات في مقاومته حتى تحقيق النصر والتحرير، لكنّ تلك المشاهد والفعاليات ليست بالجديدة علينا للأسف، ولم تأتِ في سياق تطوّر وتصاعد لمثل تلك الفعاليات التهويدية كما كان يخطط لها العدو، والذي هدف لفرض واقع جديد وتغيير الوضع القائم، وإنما ما حدث هو تراجع كبير في مستواها وجرأتها بعد معركة سيف القدس، حيث بات العدو يحسب ألف حساب لكل تحركاته في القدس المحتلة، وذلك بخلاف العادة حين كان العدو يقتحم المسجد القبلي والمصليات الأخرى ويطلق قنابل الصوت والدخان على المرابطين فيه دون أن يرف له جفن أو يردعه رادع. 

زمن التغوّل والاستفراد بأهلنا في المدينة المقدسة ولّى وانتهى دون رجعة، فأهل القدس جاهزون على الدوام للتصدي لعدوان الاحتلال ومواجهة غطرسته، وأهل الداخل والضفة المحتلتيْن مستعدون لنصرة القدس وأهلها، وغزة المثقلة بجراحها وآلامها متأهبة للدفاع عن قبلة المسلمين ومهوى قلوبهم، فسيف القدس ما زال مشرعاً، والراجمات الصاروخية جاهزة ومذخّرة، بانتظار قرار قيادة المقاومة في حال أخلّ العدو بالوضع القائم في القدس والأقصى في هذه المرحلة، ريثما تتهيئ الظروف لتحرير أرضنا وتطهير مقدساتنا وطرد آخر صهيوني محتل من بلادنا الحبيبة

"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ"

المصدر / المصدر: فلسطين الآن