منذ سنواتٍ طوال وأطفال غزة يحيون حياة ً صعبة ً للغاية، عاشُوا وشاهدوا مناظرَ القصف ِ والدمار خلال الحرب الأخيرةِ على قطاع غزة، وشاهدوا عبر شاشاتِ التلفاز بل كانوا شهودَ عِيان على المجازر الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة، فدمعتْ أعينُهم دموعَ الألم والحسرة والعذابات، وخفقت قلوبُهم الصغيرة نتيجة الأشلاء المتناثرة والدماء التي جرت كشلال ٍ ماء ٍ سقط من علو. كان لابد من وقفة جادة مع أطفال غزة، لتمسح دموعهم، وترسم البسمة َ على شفاههم، وتعيدَ إليهمُ الأملَ من جديد ٍ، فجاءت فرقة " طيور الجنة" بفريقها الفني الرائع إلى قطاع غزة، لتزيل بعضا ً ممن حفظته ذاكرة الأطفال من الخوف ومشاهد الحرب الفظيعة. لم يكن عددُ الحضور مستغربا ً من الجميع، فعشرات الآلاف من الأطفال والنساء خرجوا من بيوتهم لحضور احتفالات طيور الجنة في الكتيبة في غزة، وإستاد خانيونس الرياضي جنوب القطاع ، ومدينة بيسان شمال قطاع غزة، فكل طفلٍ في غزة يتمنى أن يشاهد عصوم ووليد وديما بشار ومحمد بشار وبراء العويد ومدير القناة خالد مقداد والصعيدي وغيرهم الذي تعود على رؤيتهم عبر قناة " طيور الجنة"، وأن يستمع إلى أعذب أناشيد الطفولة وألحان الوطن. [title]فرح بعد هم[/title] اشترت بعض الحاجيات من بسكويتٍ والشيبس مع زجاجة الماء، واستعدت للخروج من منزلها برفقة إخوانها شعبان وإيمان وتالا، وتوجهوا جميعا ً إلى مدينة بيسان شمال قطاع غزة لحضور حفل طيور الجنة .. هذا ما فعلته زينب ابنة العشرة أعوام. تقول زينب: "عندما سمعتُ بقدوم فرقة " طيور الجنة" إلى قطاع غزة طار قلبي فرحا ً، وتمنيت ُ أن يكون حفلا ً قريبا ً من مكان سكننا، لنفاجأ بأن حفلا ً سيقام يوم السبت في مدينة بيسان، وانتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر، حتى تكون فرصة لمشاهدة فرقة طيور الجنة بأعيننا على الحقيقة". [title]الفقراء .. شكرا ً[/title] "إنه لأمر ٌ عظيم أن يكون حفلا ً بعد هذه الحرب المدمرة على قطاع غزة، فأطفالي الخمسة قد دب الخوف في أفئدتهم نتيجة المشاهد المروعة التي كانوا يشاهدونها على التلفاز، وكانوا يرون جنازات الشهداء تمر من أمام بيتنا، فأرى الحزن بادٍ على وجوههم، والدموع تنهمر بغزارة ٍ في بعض الأحيان، بل إن بعضا ً من أطفالي كانوا يلازمون أحد جوانب البيت طيلة القصف خوفا ً من وصول القذائف الإسرائيلية إليهم" .. هذا ما قاله أبو محمد لبد (45 عاما ً). ويضيف: "أنا رجل لي خمسة أبناء، وغير قادر على دفع ثمن أي تذاكر ولاسيما ونحن في آخر الشهر، والحمد لله أن الحفل مجاني ولا يتطلب أي مصاريف سوى ثمن المواصلات وبعض الحاجيات للأطفال". أما أم هاني (33 عاما ً) فتقول: شكرا ً لفرقة طيور الجنة التي جاءت لتخرج أطفالنا من أحزانهم إلى أفراحهم، وشكرا ً مرة أخرى لأن الحفل مجاني، فزوجي العاطل عن العمل عاجز عن دفع ثمن التذاكر في حال وجودها. وتضيف: لقد عادت ابنتي منى (8 أعوام) تحدثني وهي مبتسمة عما دار في حفل طيور الجنة، وهي تردد الأناشيد التي سمعتها في الحفل، فلقد خفت عليها من الاكتئاب والحزن التي لازمها منذ الحرب، لكنها الآن أفضل بفضل الله، ومن ثم بفضل فرقة " طيور الجنة" . وهكذا يُسدلُ الستارُ على احتفالاتِ طيور الجنة في قطاع غزة المكلوم، حيث غادرت فرقة طيور الجنة، لكن الفرحة لم تغادر قلوب أطفال قطاع غزة، ولسانُ حالهم يقول .. شكرا ً طيور الجنة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.