ما تزال قيادة السلطة وقيادة حركة "فتح"، تعيش حالة من التخبط والفشل في التعامل مع الحراك الشعبي في الضفة الغربية، الرافض لجريمة الاغتيال البشعة التي نفذتها عناصر أمن السلطة بحق الناشط نزار بنات.
فبعد محاولة جهاز المخابرات بقيادة ماجد فرج، لفت أنظار الشارع الفلسطيني عن فضيحة "اللقاحات" - والتي كان بطلها حسين الشيخ- باغتيال نزار بنات، تبين أن مخطط جهاز المخابرات باء بالفشل وتورطت السلطة في واقعة تهدد مستقبل قيادة السلطة برمتها.
ضغوط على "فتح" بغزة
مصادر مطلعة كشفت لوكالة "فلسطين الآن"، تعرض حركة "فتح" في قطاع غزة، لضغوطات كبيرة من قبل جهاز المخابرات الفلسطينية في رام الله للنزول في شوارع غزة.
وأكدت المصادر أن جهاز المخابرات يسعى من خلال هذه الخطوة إلى نقل الصورة والاحداث من ساحات الضفة المحتلة الى قطاع غزة عقب اغتيال الناشط السياسي المعارض نزار بنات.
وفي التفاصيل، ذكرت المصادر أن أقوى الضغوطات تمارس على أمين سر حركة فتح أحمد حلس والذي بدوره أكد لقيادة "فتح" في غزة بأنه لن يستجيب لهذه الضغوطات في ظل حالة التمييز والتهميش المتعمد الذي تمارسه القيادة بالضفة تجاه أبناء قطاع غزة وخصوصا أبناء "فتح".
وأضافت أن رفض أحمد حلس الاستجابة للضغوطات، دفع جهاز المخابرات لتوجيه أنظاره إلى حاتم أبو الحصين امين سر حركة "فتح" في شمال غزة والذي يتمتع بعلاقة قوية مع الضابط في المخابرات بهاء بعلوشة.
ووفق المصادر، فإن المعلومات تشير الى رفض ابو الحصين التصدر لمثل هذه الدعوات، خاصة أنه تعرض في أكثر من موقف إلى انتقاد حاد من قيادة "فتح" في غزة التي رفعت الغطاء التنظيمي عنه أثناء دعوات سابقة وتركته يحل مشاكله بنفسه مع وزارة الداخلية بغزة.
استغلال "حراك بدنا نعيش"
وفي مسار اخر، أكدت المصادر لوكالة "فلسطين الآن"، أن قيادة رام الله تتحرك لاستغلال نشطاء حراك "بدنا نعيش" للنزول للشارع، حيث تواصل الضابط في رام الله أنور رجب مع الناشط الفتحاوي أمين عابد والذي يعمل لصالح مخابرات رام الله للترتيب لفعاليات في غزة وتوثيق اي "ردة فعل" لداخلية غزة على المتظاهرين.
ولفتت إلى أن جهاز المخابرات قام بإنشاء "غرفة دردشة على برنامج houseclub للبدء بطرح افكار في كيفية نجاح اي حراك ضد غزة".
وأفادت المصادر، بأن حاتم أبو الحصين اقترح على المخابرات في رام الله استغلال حراك المتقاعدين العسكريين الموجه ضد التمييز الذي تمارسه رام الله تجاه غزة وتحويل الفعالية الى مبايعه لرئيس السلطة محمود عباس.
حيث اجتمع ابو الحصين مع الناشط في الدفاع عن حقوق العسكريين المتقاعدين عاطف ابو العزوم للترتيب للنزول في الشارع بعد اخذ موافقة من داخلية غزة وتحويل مسار الفعالية من التهجم على سياسة التمييز الى مبايعه "ابو مازن" وافتعال مشاكل مع داخلية غزة.
ويبقى السؤال.. هل تنجح مخابرات السلطة في نقل المعركة إلى قطاع غزة؟، هذا القطاع الذي مازال يلملم جراحاته بعد معركة القدس.!
وهل مطلوب من أبناء فتح في قطاع غزة أن يدفعوا ضريبة التمييز من جهة وأخطاء أجهزة السلطة في رام الله من جهة أخرى؟
ثم يدفعوا ضريبة النزول للشارع من قبل داخلية غزة؟!