أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن صراع الاحتلال الإسرائيلي مع إيران يواصل التطور في ساحات مختلفة في العالم، في الوقت الذي يسعى فيه حزب الله لتسليح قواعد له في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ونوهت "هآرتس" في تقرير للخبير العسكري، عاموس هرئيل، أنه "في مركز الانشغال بالمسألة الإيرانية، توجد المفاوضات حول الاتفاق النووي التي تواجه عقبات في هذه الأثناء".
وأوضحت أنه "من خلف الكواليس، استمر التوتر بين إيران وفروعها وبين إسرائيل، في ساحات مختلفة وهو يواصل التسبب في عدد كبير من الحوادث"، زاعمة أنه "تم تشخيص محاولة إيرانية في بروكسل لفحص الحماية حول طائرة تابعة لشركة "إل عال" الإسرائيلية، في حين، تسبب هجوم سايبر في إيران في تشويش كبير في حركة القطارات، وعلى حدود لبنان أحبطنا عملية لتهريب السلاح مرتبطة بحزب الله".
واعتبرت الصحيفة، أن حادث بروكسل هو "الأكثر خطورة؛ حيث وجدت قرب مكاتب "إل عال" حقيبة مشبوهة، وتبين أنه تم تركها هناك من قبل مسافرة إيرانية، وتم إخلاء المكان من المسافرين، والطائرة المسافرة تمت إعادتها بتوجيه من المطار لتهبط في بروكسل، والمسافرة الإيرانية تم أخذها للتحقيق، ولم يجدوا معها سوى أشياء عادية، ولكن أجهزة الأمن الإسرائيلية على قناعة، بأنها محاولة لفحص ترتيبات الأمن حول مكتب الاستقبال تمهيدا لتنفيذ عملية محتملة".
وأشارت إلى أنه في كانون الثاني/ يناير الماضي، انفجرت عبوة ناسفة قرب السفارة الإسرائيلية في نيودلهي، في "عملية نسبت لحرس الثورة الإيراني، بواسطة شبكة هندية محلية، وكانت هناك محاولات مشابهة لجمع معلومات قبل تنفيذ عمليات، تم تشخيصها مؤخرا حول أهداف إسرائيلية أخرى في العالم".
ونوهت "هآرتس"، إلى أن "هناك حسابا مفتوحا حول سلسلة أحداث تنسبها طهران لإسرائيل، منها: اغتيال عالم الذرة الايراني محسن فخري زادة، وقوع عدة انفجارات في منشآت نووية إيرانية، كما أن طهران ضربت عدة مرات سفنا إسرائيلية في شمال المحيط الهندي على حدود الخليج".
ولفتت إلى أن "الهجمات الإيرانية تظهر كردود على الهجمات المنسوبة لإسرائيل للمس بالسفن التي هربت النفط الإيراني إلى سوريا، وفي الخلفية تجري أيضا معركة سايبر بين الطرفين؛ تضمنت هجمات متبادلة خلال السنتين الأخيرتين، وفي نهاية الأسبوع حدثت تشويشات شديدة في حركة القطارات بإيران".
الضوء الأحمر
في نهاية الأسبوع، وقعت حادثة على الحدود مع لبنان، و"تمكن الجيش الاسرائيلي من إحباط عملية تهريب سلاح إلى الداخل الإسرائيلي في منطقة قرية الغجر، وتم ضبط 43 مسدسا، بعضها قابل لتركيب كاتم للصوت عليه، هذه هي عملية التهريب الأكبر في السنتين الأخيرتين"، بحسب الصحيفة التي زعمت أنه "منذ بداية 2021 تم إحباط خمس عمليات تهريب للسلاح والمخدرات على الحدود الشمالية، وهذه المعطيات تضاف إلى ارتفاع واضح في محاولات تهريب السلاح من حدود اخرى، بالأساس من مصر والأردن".
واتهم جيش الاحتلال "بصورة استثنائية"، الحاج خليل حرب، وهو من النشطاء التنفيذيين القدامى في حزب الله، بالمسؤولية عن محاولات تهريب السلاح عبر الحدود، وقالت الصحيفة "إذا كان هناك أي اساس لهذه الادعاءات، فإن انشغال حرب المباشر في التهريب، يمكن أن يدل على أمر من أمرين؛ إما أن الوضع الاقتصادي في لبنان صعب لدرجة أنه يدفع ناشطا عملياتيا لمحاولة كسب المال، أو انه تختفي خلف عمليات التهريب نوايا تخريبية".
وأفادت "هآرتس"، أنه "في 2012، كشف جهاز "الشاباك" عن عملية تهريب كبيرة لعبوات ناسفة قام بها حزب الله، تم اكتشافها في الناصرة، علما بأن الهدف النهائي لعملية التهريب لم يتم اكتشافه على الاطلاق".
ورجحت أن "حزب الله أو إيران ينشغلون في إنشاء وتسليح قواعد في الداخل الإسرائيلي (فلسطين المحتلة عام 1948)، التي يمكن تشغيلها عند الحاجة من اجل تنفيذ عمليات في المستقبل"، منوهة أن "حرس الثورة الإيراني، تعود على التخطيط للمدى البعيد، والنظام في طهران توجد له مصلحة في أن يوجد لنفسه إمكانيات للرد، على خلفية السلسلة الطويلة من الاحداث المحرجة له، بدءاً من المس بالمنشآت النووية وعلماء الذرة وانتهاء بسرقة الأرشيف النووي".
ورأت أن محاولات "تهريب السلاح، يجب أن تشعل الضوء الأحمر في الجانب الإسرائيلي، وفقط تشخيص الهدف النهائي لعملية تهريب السلاح، سيمكننا من تشخيص هل ما حدث هنا كان محاولة تهريب جنائية أم أنه من وراء الحادث توجد نوايا أخرى".