20.55°القدس
19.97°رام الله
17.19°الخليل
21.33°غزة
20.55° القدس
رام الله19.97°
الخليل17.19°
غزة21.33°
الجمعة 26 ابريل 2024
4.76جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.08يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.76
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.08
دولار أمريكي3.8

“مطبخ ستي”.. أكثر من عقدين وفدوى تمتهن صناعة “كعك العيد”

 روان الأسعد- مع حلول العيد تبدأ التحضيرات له على قدم وساق، خاصة كعك العيد، وهو الأكثر حضوراً، كونه من العادات والموروث القديم، ومن أبرز أجواء العيد التي تضفي السعادة والبهجة وتبدع ربات البيوت في صنعه.

أما فدوى ناطور (٥٠ عاماً) من مدينة طولكرم، فتتقن عمل كعك العيد ليس لأسرتها فحسب، وإنما كمصدر دخل لها منذ واحد وعشرين عاماً.

تقول فدوى: بدأت عمل الكعك منذ واحد وعشرين عاماً، وكانت البداية بمحض الصدفة، فبعد انفصالي عن زوجي منذ ٢٢ عاماً لم أكن أنهيت دراستي الجامعية، ولا أحمل إلا شهادة الثانوية العامة، ومع ظروف الانتفاضة لم أجد أي عمل.

وتتابع: على رغم أنني كنت أشتغل بالمطرزات والصنارة كهواية لي، إلا أن الأوضاع الاقتصادية مع الانتفاضة لم تتح لي أي فرصة عمل، وأنا أم لأربعة أبناء، وكنت متميزة في صنع الكعك والمعمول منذ صغري، وكانت هوايتي أن أصنع كعك العيد للعائلة، وفي يوم تذوقت جارة لنا طعم الكعك طلبت مني أن أصنعه لها، وأصرت أن آخذ ثمنه، وبعدها شجعتني كثيراً على أن أقوم بصناعته وبيعه بالعمل من المنزل والإنتاج لإعالة نفسي واستخدام قدرتي على إنجاز كميات كبيرة واتخاذه مشروعاً لي ومصدر دخل.

الاقتصار على أفراد العائلة في البداية
وتضيف: بالفعل أطلقت على المشروع اسم “مطبخ ستي”، وكان مقتصراً في البدايات على أفراد العائلة والجيران والمعارف والأصدقاء، ثم امتد في كل عام بشكل أوسع، على رغم أنني لم أنشئ صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، واقتصرت على تنزيل صور منتجاتي على صفحتي الخاصة على فيس بوك، وأصبحت أستقبل طلبات كثيرة لأن الناس عرفوي.

وتتابع: بسبب مذاق الكعك المميز ازداد زبائني، وبدأت أُعد أيضاً فطائر الزعتر والمفتول، وفي تلك الفترة لم تكن مشاريع الطبخ المنزلي منتشرة كهذه الأيام، وكانت والدتي قبل أن تتوفى تساعدني في إعداد الطلبيات وتجهيزها، ومع انتشار المشاريع المنزلية اليوم فإنني أحافظ على زبائني، ولا يزال العدد يزداد، لأن ما يميز كعكي الجودة والشكل والطعم، فأنا أولاً لا أستخدم إلا المنتجات الوطنية في إعداده، ولا أستخدم أي منتج إسرائيلي أو أجنبي، كما أنني لا أستخدم القوالب لتشكيل حبات المعمول، بل أقوم بعملها يدوياً بالملقط، على رغم أنه متعب أكثر ويأخذ وقتاً أطول مني، إلا أنني أراه أجمل، والطعم مميز، وهذا رأي كل من تذوقه، والنظافة هي أهم شيء في أي مشروع طبخ منزلي، وأنا عادةً أجعل زبائني يدخلون مطبخي الذي أُعد فيه الكعك ليتأكدوا من النظافة، والحمد لله العمل متواصل داخل المنزل بما يتوفر لديّ من معدات.
وتكمل فدوى: أهم ما يميز الكعك طريقة التصنيع والطهي، فهي تلعب دوراً كبيراً في النكهة المميزة، إضافة إلى جودة المواد الخام، وأنا فخورة جداً لأن كعكي منتج وطني ١٠٠٪ ومبدئي “الربح القليل والسمعة الممتازة”، والكعك أو “المعمول” الذي أصنعه ليس مقتصراً على حشوه التمر، على رغم أنه الأكثر طلباً، وكذلك أُعده بحشوة الجوز أو الفستق الحلبي، كما أصنع كعك الأساور، ودائماً الجودة أساس المنافسة.

الظروف الاقتصادية أثرت على الطلب
وتقول: قبل سنوات كنا نحقق أرباحًا وفيرة، أما الآن فقد عزفت الكثير من الأسر عن الشراء بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة منذ جائحة كورونا، ما قلل كميات الانتاج كثيراً، فقد كنت أبدأ بتجهيز الطلبيات قبل خمسة عشر يوماً من حلول العيد، وأصنع ما يقارب ٣٤ كيلوغراماً في الموسم.

وتضيف: أما الآن فأصبحت الكمية أقل من النصف، ولم تتجاوز ١١ كيلوغراماً، إضافة إلى أن حجم الطلبيات في عيد الفطر يكون أكبر من عيد الأضحى، فمن المتعارف عليه أن عيد الفطر هو عيد الكعك والمعمول، وعيد الأضحى هو عيد اللحوم، إلا أن كعك العيد يبقى زينة السفرة ومصدر البهجة في استقبال المُهنئين والزوار.

وتتابع فدوى: كما أقوم خلال العام بصناعة الكعك حسب طلب الزبائن، إضافة إلى أنني أقوم بتجهيز بعض الأكلات، مثل لفّ ورق العنب وتجهيز الكوسا وغيرهما، ورغم حبي الشديد لعملي فإنه لا يعيل أُسرة كاملة، إلا أنني أحقق اكتفاءً ذاتياً من خلاله واستقلالاً مادياً، كون أبنائي متزوجين ويعيلون أنفسهم، وهذا العمل مصدر رزق رئيس لي، ونجاحه دفعني إلى الاستمرار به.
وتتابع: كنت أطمح إلى توسيع المشروع، وأن يكون لي مكان مخصص للعمل، إلا أنني لم أحصل على دعم لتوسيعه ولأقوم بتشغيل سيدات أُخريات معي، خاصة بعد وفاة والدتي.

واختتمت السيدة فدوى ناطور حديثها بتمنيها أن تجد دعماً من الجهات المسؤولة التي تدعم لمشاريع الصغيرة وتوفر لها مكانًا فيه كافة المعدات كي تبقى مستمرة، ويكبُر مشروعها لتتمكن من الخروج من المنزل إلى فضاء الصناعة الوطنية لأنها تمتلك القدرة والجوده التي تتيح لها المنافسه بالجودة والسعر، ولتوفر فرص عمل لسيدات بحاجة لهذا العمل، خاصة أنها حالياً لا تنتج كميات كبيرة كالمحال التجارية، كونها أولاً لا تمتلك رأس المال الكافي، ولأن كعك العيد إذا طالت مدة صناعته قبل استهلاكه يتغير طعمه، كما تطمح لأن يضم مطبخ “ستي” كل أصناف المأكولات الشعبية، حيث يوجد فرق بين ما تصنعه بيدك وبين ما تشتريه من السوق دون معرفة مصدره.

المصدر: فلسطين الآن