أجرى موقع "بازفيد" الإخباري الأمريكي تحقيقا، خلص إلى أن شبكة مراكز الاحتجاز الصينية في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية)، يمكنها استيعاب أكثر مليون شخص من سكان المنطقة، ذات الأغلبية المسلمة، مرة واحدة.
وأوضح الموقع، أنه حسب المساحات الأرضية لـ347 مجمعا، اعتبر أنها "تحمل بصمات السجون ومعسكرات الاعتقال" في المنطقة، وقارنتها بمعايير بناء السجون والمعتقلات في الصين، والتي تحدد مقدار المساحة المطلوبة لكل شخص محتجز أو مسجون.
واستخدم التحقيق صور الأقمار الصناعية والوثائق والشهادات لتحديد تلك المراكز، وحصرها، وحساب مساحاتها.
وأشارت تقديرات سابقة، بما في ذلك تقدير مستقر من بيانات حكومية مسربة عمرها ثلاث سنوات، إلى أن ما مجموعه أكثر من مليون مسلم قد تم اعتقالهم أو سجنهم خلال السنوات الخمس الماضية، مع إطلاق سراح عدد غير معروف خلال تلك الفترة.
وتلك المعتقلات أو مراكز الاحتجاز، بحسب التقرير، كافية لاحتجاز أو حبس شخص واحد على الأقل من بين كل 25 من سكان شينجيانغ، في وقت واحد، وهو رقم أعلى بسبعة أضعاف من قدرة الاحتجاز الجنائي في الولايات المتحدة، الدولة التي لديها أعلى معدل اعتقال رسمي في العالم.
ولفت التقرير إلى أن هذه القدرة الاستثنائية من المحتمل جدا أن تكون أقل من حجمها الحقيقي، وذلك لسبب بسيط، بحسبه، وهو أنها تفترض أن السلطات الصينية تلتزم بالفعل بمعاييرها للمساحة المخصصة لكل معتقل، رغم شهادات سابقة أكدت وجود اكتظاظ خانق هناك.
ومنذ العام الماضي، كشفت تحقيقات "بازفيد" عن تشييد الصين بشكل محموم بنية تحتية دائمة للاحتجاز الجماعي في شينجيانغ؛ للمساعدة في تنفيذ "حملتها الوحشية من الاحتجاز، والمراقبة، والعمل القسري، والقمع التي تستهدف الأويغور والكازاخ والأقليات المسلمة الأخرى"، بحسب التقرير.
وتعكس النتائج، وفق التقرير، ما قاله الباحثون ومسؤولو الأمم المتحدة والحكومات الغربية منذ فترة طويلة، بشأن حملة الاعتقال التي تشنها الصين في شينجيانغ، ووصفها بأنها أكبر حملة تستهدف أقلية دينية منذ المعسكرات النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على أسئلة من الموقع الأمريكي بهذا الخصوص، لكنها وصفت سابقا التقديرات الخاصة بوجود مليون مسلم محتجز في شينجيانغ بأنها "كذبة لا أساس لها"، وقالت إن منشآتها تلك إنما هي "مراكز تدريب وتعليم مهني" مصممة "لاجتثاث الأفكار المتطرفة".
وبحسب التقرير، فقد بدأت حملة حبس المسلمين في شينجيانغ عام 2016، حيث تحولت العديد من المدارس والمباني العامة الأخرى إلى مراكز احتجاز مؤقتة، لكنها سرعان ما تطورت إلى شبكة معقدة من السجون والمعسكرات المشيدة حديثًا، والتي تغطي كل ركن تقريبًا من منطقة شينجيانغ الشاسعة، وذات الكثافة السكانية المنخفضة بالمقابل.
وبحلول نيسان/ أبريل 2021، بلغت مساحة المرافق التي فحصها "بازفيد" مجتمعة أكثر من 206 مليون قدم مربع، أو حوالي 19.2 مليون متر مربع.
كما حصل الموقع على وثائق عامة تحدد معايير البناء، وتظهر كيف تخطط الحكومة لسجونها بتفاصيل دقيقة، من حجم القضبان على النوافذ إلى تباعد الأضواء على طول المحيط إلى ارتفاع أبراج المراقبة.
وتم تصميم الزنازين لتتسع لما بين ثمانية إلى 16 شخصا، بمساحة تتراوح بين 5 و7 أمتار مربعة للفرد.
وخلص تحليل "بازفيد" إلى أنه وفقا للمعايير الموضحة في الوثيقة، فإن هنالك مساحة لاحتجاز 1014883 شخصا في جميع أنحاء شينجيانغ، على الأقل، وهذا لا يشمل أكثر من 100 سجن ومراكز احتجاز أخرى تم بناؤها قبل عام 2016، ومن المرجح أنها لا تزال تعمل.