تتفاخر المؤسسة الأمنية للسلطة متمثلة بجهاز الوقائي بالسرعة الجنونية، والوقت القياسي القصير، باعتقالها منفذ عملية قتل المستشار القانوني بالمالية العسكرية "عكرمة مهنـا" ليصعد محافظ طولكرم عصام أبو بكر نافشًا ريشـه متباهيًا بإنجاز الوقائي التاريخي!
ازدواجية السلطة في التعامل مع قضايا القتل، ليست غريبة ولا جديدة، فقضية نزار بنات ما زالت عالقة، ولم يتم الكشف عن المسؤولين المعروفين والمنفذين الحاقدين من أجهزة المخابرات والوقائي، رسميًا من السلطة، لامتصاص الغضب الشعبي ولإطفاء بركان الغليان في صدور عائلة بنات وذويــه.
"حاميـها حراميها" "أشكيك لمين يلي أبوك القاضي" أمثال شعبية تجسّد حالة المؤسسة الأمنية للسلطة الفلسطينية، التي له باع طويل من الإجرام بحق الشعب الفلسطيني ونشطائه، بالشراكة مع الاحتلال، في عمليات المداهمة والاعتقال والتنسيق الأمني والباب الدوار وقضايا القتل والإعدامات وغيرها..
"عرب الجلود ولو نزعت صدورهم.. لوجدت كسرى حامل الأحقادِ" .. ماذا تختلف أجهزة السلطة والاحتلال، فكلاهما سيف مسلط على رقاب الشعب الفلسطيني في الضفة، وكلاهما متآمر على القضية الفلسطينية وعلى القدسِ وعلى المقاومةِ وعلى غزة وعلى أموال الإعمار.. غير أن السلطة أشد مكرًا وخبثًا لأنها تتخفى خلف العلم الفلسطيني وخلف دعم القضية الفلسطينية وخلف المشروع الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية والمتحدثة باسم الشعب الفلسطيني والحامية والمناصرة للقضايا الفلسطينية.
لقد أمعنت السلطة في عدوانها على الشعب الفلسطيني، واستخفّت العقول، ومارست التضليل والكذب، من لجانِ تحقيقٍ وهميةٍ بدْءًا من تشكيل لجانٍ تابعة لها، ولا يٌستبعد أن يكون أحد الجناةِ مشترك في لجان التحقيق، ووصولًا للنتائج التي يكون مصيرها الأدراج المظلمةِ.. لأن الرؤوس تخاف أن يطالها الانتقاد والتقصير حال محاكمة الأذناب.
ما ميّز قضية نزار بنات، أنها وللمرة الأولى تستمر إلى هذا الحد من الزخمِ والمتابعة والمظاهرات والمسيرات، وإصرار المحامين والحقوقيين والنشطاء وأهل المغدور، على المضي قدمًا في طريق المساءلة والمحاسبة والقصاص من القتلة، ولا شيء سوى القصاص، حتى تحقيق مطالبهم العادلة، لأنهم يعلمون أن قضية نزار بنات لو مضت هباءً منثورًا فسيكون نزار ثانٍ وثالثٍ ورابع.. وسيكون المعارضون على مقصلة السلطة والمتنفذين في أجهزتها الحاقدة والظالمة.
ولوْ طال زمنُ الظالمين، فحتمًا سيبزغُ فجرٌ مُسفرٌ تعدُو بهِ المظالمُ وأصحابُها تنتزعُ حقوقَها انتزاعًا من رقابِ القتلة المجرمين، وما زال دماءُ نزار تغلي كالبركانِ، تُوصي بالثأرِ وبالقصاصِ، فأنّى للظلمةِ أن يهنؤون، سيلاحقكم نزار في حياتِكم ويطل عليكم كوابيس رعبٍ تقض مضاجعكم، وسيلاحقكم في قبوركم وستشعرون بالرعبِ والعار في أكفانِكم.. وسيطل عليكم أمام يوم الحساب.. حينها لن ينفع ندمٌ ولا اعتراف!