روى مسؤول في الإعلام الخارجي في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تفاصيل مقترح عرضه القذافي على مجموعة من الصحفيين استضافهم ربيع عام 1996.
ملابسات إعلان القذافي قبل ربع قرن رغبته في الترشح للانتخابات الإيطالية! صحيفة تايمز تنقل عن سيف الإسلام تأكيده أنه ينوي الترشح في الانتخابات الرئاسية.
وذكر المسؤول الليبي السابق أن القذافي التقى مندوبين عن "الصحف الإيطالية الكبرى، لاريبوبليكا، ولاستامبا، وكورييري ديلا سيرا، ووكالة آكي للأنباء" في سقط رأسه سرت، بعد رحلة طويلة وشاقة بسبب الحصار الجوي المفروض على ليبيا حينها بسبب قضية طائرة لوكربي.
وأفيد بان هذه الاجتماع مع 5 صحفيين إيطاليين "وكان من بينهم صحفي مصري إيطالي"، عقد في خيمة نصبت "بساحة كتيبة الساعدي بمنطقة بوهادي على أطراف سرت الجنوبية".
وأبلغ القذافي حسب الرواية الليبية ضيوفه من الصحفيين الإيطاليين، أنه "دعاهم ليعلن من خلالهم رغبته في الترشح للانتخابات العامة في إيطاليا، بحكم كونه مواطنا إيطاليا، مثله مثل كل الليبيين بموجب قانون صادر زمن الحكم الفاشي، يقضي بضم لـــيـبـيـــا إلى إيطاليا، واعتبارها جزء من أراضي ومياه وأجواء إيطاليا، وفرض الجنسية الإيطالية على الليبيين"، مضيفا في هذا السياق أن "هذا القانون لم يتم إلغاؤه، وأنه بموجبه وبموجب المراسيم المماثلة له يعتبر مواطناً إيطالياً، من حقه الترشح والتصويت والتمتع بكل حقوق المواطنة الإيطالية".
وتقول هذه الرواية أن القذافي استفاض "في الحديث في ذات الموضوع، ولم يُعط الصحفيين الإيطاليين أية فرصة للأسئلة والحوار في مواضيع أخرى، وأنهى اللقاء الذي استغرق نحو ساعة بتوجيه الشكر لهم والاعتذار منهم عن مشاق السفر".
أما الرواية الإيطالية التي صاغها انطونيو فيراري، من صحيفة كورييري ديلا سيرا فتقول إن القذافي، دعا شر قبيل الانتخابات الإيطالية، في عام 1996 نهاية شهر فبراير بعض الصحفيين الإيطاليين والخبراء في المنطقة، لعرض أحدث أفكاره العجيبة، واقترح على ضيوفه الإيطاليين في تلك المناسبة تكوين ثلاثة أحزاب إيطالية جديدة، واحد لليهود الليبيين الذين غادروا بلاده عام 1967؛ وثان لأحفاد الليبيين الذين جرى نفيهم إلى إيطاليا في الحقبة الاستعمارية، وثالث للإيطاليين الذين طردوا من ليبيا عام 1969.
وقال فيراري إن القذافي أبلغهم حينها أنه قلق على مستقبل إيطاليا، وانه يتخوف من انتفاضة للفاشية ضد أصدقائه من السياسيين الإيطاليين، "برلسكوني وبرودي وداليما وأندريوتي"، وأكد لهم: "تحتاجون إلى ثلاثة أحزاب ليبية جديدة".
وروى هذا الصحفي الإيطالي أن القذافي في بداية الاجتماع صافحه قائلا: "كورييري ديلا سيرا، نعم؟ قالوا لي أمس أنك كتبت مقالا ضدنا"، وتابع فيراري قائلا: " نظرت إليه وهو يضحك بسعادة بالغة. كنت أعلم جيدا أن المقال الذي نشرته صحيفتي يتعلق بمصنع ليبي للأسلحة الكيماوية".