روى الأسير المهندس ضرار أبو سيسي تفاصيل اختطافه من "أوكرانيا" على يد عناصر من جهاز الموساد الإسرائيلي في الثامن عشر من شباط 2011. ويتهم جهاز الشاباك الإسرائيلي أبو سيسي (43 عاما) بتطوير أنظمة الصواريخ والقذائف الموجهة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة والانتماء إلى كتائب القسام وذلك بالتوازي مع عمله كمهندس في شركة كهرباء غزة. كما تضمنت لائحة الاتهام التي صدرت بحقه أنه تلقى تدريبات خاصة ومكثفة على يد خبير أوكراني بأكاديمية "خاركوف" الهندسية العسكرية يدعى "كونستانتين بتروفيتش"، وان هذا الشخص خبير في نظم التحكم في صواريخ سكود. وفي التفاصيل، قال أبو سيسي لمحامي مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان خلال زيارته في عزل سجن "عسقلان": "قبل اختطافي بأيام معدودة قررت السفر مع زوجتي وأحد أطفالي إلى أوكرانيا من أجل تقديم الأوراق المطلوبة للحصول على الإقامة هناك، لأن زوجتي "نور" تحمل الجنسية الأوكرانية، وبعد التأكد من جميع الأوراق حزمت أمتعتي وتوكلت على الله". في هذه الأثناء قرر أبو سيسي السفر من غزة إلى مصر ومنها إلى الأردن بغرض زيارة والديه والاطمئنان عليهما، ومن ثم يسافر من الأردن إلى أوكرانيا. وأشار أبو سيسي إلى أنه وفور وصوله إلى الأراضي المصرية بعد اجتيازه معبر رفح الحدودي شعر بتحركات غريبة من حوله، وأن عددا من الأشخاص تابعوه حتى وصوله إلى مطار القاهرة، ولم يستبعد أبو سيسي أن يكونوا عناصر من المخابرات المصرية. [color=red][b][title]في ضيافة المخابرات الأردنية[/title][/b][/color] بعد ذلك سافر من مصر إلى الأردن، وهناك في المطار كان بانتظاره عدد من عناصر المخابرات الأردنية الذين قاموا وبعد التحقق من هويته الشخصية باعتقاله مباشرة وعصبّوا عينّيه ونقلوه إلى احد مراكز التحقيق، وهناك حققوا معه بشكل متواصل لمدة 14 ساعة ثم تحرزوا عليّه ومنعوه من السفر إلى أوكرانيا لمدة 5 أيام، وبقي طوال هذه المدة محتجزا من الصباح وحتى منتصف الليل، وكانوا يسمحوا له فقط بالمبيت عند أهله. وذكر أبو سيسي انه في اليوم الخامس من احتجازه أخبرته المخابرات الأردنية بقرار ترحيله إلى أوكرانيا ولم يسمحوا له بالعودة إلى غزة، حيث فضّل ذلك بعد ما حصل معه في الأردن. يقول: "بعد ذلك سافرت بواسطة القطار من أوكرانيا إلى مدينة "خاركوف"، وهناك قدّمت أوراقي الرسمية للجهات المختصة ثم طلبت من زوجتي وطفلي العودة إلى الأردن ومنها إلى غزة، وهذا ما كان، ثم بعد ذلك اتصلت على شقيقي يوسف في هولندا وأخبرته بأنني ارغب بلقائه في العاصمة الأوكرانية كييف". وتابع "في يوم الجمعة ليلة السبت شاركت باحتفال ديني في ذكرى المولد النبوي إقامته الجالية الإسلامية في إحدى مساجد مدينة "خاركوف"، وبعد انتهاء الاحتفال ركبت القطار متجها إلى "كييف" لملاقاة شقيقي يوسف حسب الاتفاق الذي كان بيننا". [color=red][b][title]في القطار[/title][/b][/color] وبعد ساعة من ركوبه القطار جاء إلى مقصورته ثلاثة رجال شرطة أوكرانية، وأخذوا منه جواز سفره، وبعد تفحصه طلبوا منه النزول إلى المحطة القادمة للتأكد من قانونية وجوده في أوكرانيا. وتابع: "بعدها صادروا مني جميع الأغراض التي كانت بحوزتي ثم وضعوني في مقصورة خاصة داخل قطار برفقة رجل شرطة حتى أوصلوني إلى مدينة "بولتافا"، وخلال الطريق قلت لهم أن ما تفعلوه معي هو إجراء غير قانوني وأنني لم ارتكب أي مخالفة، إلا أنهم ردوا عليّ بالضحك والاستهزاء". [color=red][b][title]ضرب وركل وتفتيش عاري[/title][/b][/color] بعد وصول أبو سيسي إلى "بولتافا" هناك كان بانتظاره "جيش" من الشرطة يقدر بالعشرات كما قدرهم، قاموا بضربه وركله في جميع أنحاء جسده، ولا تزال آثار الضرب بادية حتى اليوم في ركبته. بعد ذلك قاموا بتعصيب عينيه وقيدوا قدميه ويديه ووضعوه بعنف داخل سيارة برفقة اثنين من رجال الشرطة (...) استمر المشوار أكثر من 5 ساعات، وبعد ذلك أنزلوه من السيارة إلى منزل وفتشوه بشكل كامل بعد تعريته من جميع ملابسه. وأضاف: "كان بانتظاري 5 محققين عرّفوا على أنفسهم أنهم من المخابرات الإسرائيلية، ثم بدءوا بطرح الأسئلة لمدة تزيد عن 6 ساعات متواصلة، وبعدها أغمضوا عيني ووضعوني في حافلة صغيرة". [color=red][b][title]رحلة الطائرات[/title][/b][/color] وبعد رحلة استغرقت عدة ساعات سمع أصوات طائرات، فعرف أبو سيسي انه في مطار، ثم قاموا بوضعه داخل حجرة صغيرة جدا في إحدى الطائرات بحيث لم يستطع الجلوس ولا الوقوف، وبقي على وضعية القرفصاء لمدة 5 ساعات وهو معصوب الأعين ومقيد اليدين والقدمين، وخلال ذلك شعر أبو سيسي باختناق وأغمي عليه. وأكمل: "بعد ذلك أنزلوني من الطائرة وانتظرت في إحدى الغرف لمدة ساعة وبعدها واصلت الطائرة رحلتها لمدة ساعتين، ثم أنزلوني من الطائرة ووضعوني في حافلة صغيرة واصلت سيرها لمدة تزيد عن ساعة، وبعدها أنزلوني من الحافلة ونقلوني إلى إحدى الزنازين، ثم اخبروني أنني معتقل لدى المخابرات الإسرائيلية في مركز تحقيق "بتاح تكفا"، وهناك بدأت مرحلة جديدة من المعاناة والتحقيق المتواصل والقاسي".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.