قال مصدر أمريكي مطلع إن المملكة العربية السعودية وضعت الولايات المتحدة في مأزق بسبب الدعوى القضائية التي رفعتها المملكة ضد المسؤول الأمني السعودي السابق سعد الجبري في أمريكا.
واعتبر المصدر الذي اعتاد الخدمة في الحكومة الأمريكية وعلى دراية بالقضية والاستخبارات، في تصريحات لـCNN الأمريكية، أن القضية "تبدو ثأرًا شخصيًا"، لافتا إلى أن المعلومات السرية التي يمكن الكشف عنها تشمل العلاقات الاستخباراتية والعمليات والمصادر والأساليب السرية.
وأضاف أن الكشف عن المعلومات قد يكون محرجًا أيضًا، لا سيما للمسؤولين في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، بالنظر إلى الطبيعة "غير اللائقة" في كثير من الأحيان لعالم الاستخبارات. وتابع بالقول "إنه الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. لا تريد الكشف عن هذه الأشياء".
وقال: "السعودية لم تضع الولايات المتحدة فقط في موقف صعب، بل أعطت الأولوية للخلاف مع الجبري على علاقة البلدين. يبدو لي ثأرًا شخصيًا للغاية وليس له مصالح طويلة الأمد للمملكة والولايات المتحدة والتعاون الاستخباراتي في المستقبل".
ويدعي الجبري أن ولي العهد السعودي أرسل فريقا لقتله والتخلص منه بسبب قربه من الأمير محمد بن نايف الذي حل محمد بن سلمان مكانه في ولاية العهد في 2017، ولأنه يعرف الكثير من المعلومات المهمة والحساسة.
وغادر الجبري السعودية في عام 2017، وهو حاليا يعيش في تورونتو. ولم توافق كندا على تسليمه للسلطات السعودية.
وقال مسؤولون سعوديون معنيون إنهم يحاولون تقديم الجبري للعدالة في إطار الحملة التي ينفذها الأمير محمد بن سلمان لمكافحة الفساد.
وتقول السلطات في المملكة العربية السعودية إن الجبري متورط مع بعض أقاربه ومعاونيه، في قضية فساد كبرى بأكثر من 11 مليار دولار، كشفت التحقيقات الأمنية أنه ومعاونوه استولوا عليها من أموال الدولة.
وقد أدار الجبري صندوقا خاصا لوزارة الداخلية يستخدم للإنفاق الحكومي على جهود مكافحة الإرهاب، حيث تتبعت الصحيفة المكافآت التي كانت تمنح للجبري وآخرين، وفقا للوثائق التي راجعتها وكذلك المقابلات التي أجريت مع المسؤولين السعوديين ومع المقربين من الجبري.
وخلال 17 عاما أشرف فيها على الصندوق، تدفق نحو 19.7 مليار دولار من خلاله، حيث يقول المحققون السعوديون إن 11 مليار دولار تم إنفاقها بشكل غير صحيح، بما في ذلك حسابات مصرفية خارجية يسيطر عليها الجبري وعائلته وشركاؤه.
رفض ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مزاعم بأنه أرسل فرقة اغتيال من النخبة لقتل مسؤول مخابرات سعودي سابق منفي في كندا، وقال إنه محصن من الملاحقة القضائية بغض النظر عن ذلك، حسبما كشفت مستندات قضائية.
قدم مايكل كيلوج، محامي ولي العهد، يوم الاثنين، طلبا لرفض دعوى سعد الجابري أمام محكمة محلية في واشنطن العاصمة، نافيا مزاعم مسؤول التجسس السابق، وقال إن ولي العهد محصن من الملاحقة القضائية الأمريكية باعتباره أحد كبار المسؤولين في دولته.