يترقب أطفال الأسيرة الفلسطينية نسرين أبو كميل من مدينة غزة، بكل شوق ولهفة، لحظة إطلاق سراح والدتهم المعتقلة لدى "إسرائيل" منذ 6 سنوات، وذلك من خلال رزنامة على جدار منزلهم تشير إلى جدول زمني لعدد الأيام المتبقية على موعد إطلاق سراحها من السجون الإسرائيلية.
تحمل الرزنامة أعدادًا مرتبة تنازليًا من مئة إلى واحد، ويقوم أبناء الأسيرة أبو كميل يوميا بشطب يوم من التقويم الزمني الذي أعدوه، وعيونهم تصبو إلى الرقم 1 يوم الحرية واللقاء المنتظر الذي اتفقوا فيما بينهم أن تمحوه والدتهم بنفسها، وتقول الفتاة داليا أبو كميل، ابنة الاسيرة نسرين أبو كميل، إنها تنتظر يوم حرية والدتها بعدما حرمت منها طوال السنوات الـ6 الماضية، وقد قامت وأخواتها بفكرة إنشاء رزنامة آخر مئة يوم من لقاء والدتهم، وإنها تعد الأيام والساعات من أجل هذا اللقاء، ومشاركتها الحياة من جديد، إذ لم يكن عمرها حينما اعتقلت والدتها يتجاوز 6 سنوات.
مرت أيام صعبة على عائلة الأسيرة أبو كميل، وتحمّل حازم أبو كميلـ، زوج الأسيرة نسرين، مسؤولية الفتيات الصغار والعناية بهن، ويقول أبو كميل: "مرت 6 سنوات بصعوبة بالغة على العائلة، فقد حاولت أن أكون الأب والأم في نفس الوقت والذي فاقم المعاناة المنع من الزيارة أو الاتصال بزوجتي"، وتقول الفتاة الصغرى دينة: "كلما أفكر في هذا الأمر، تتسارع نبضات قلبي، ويتملكني شعور ممزوج بالفرحة، والحسرة على سنوات فراق والدتي"، وتتذكر المناسبات والأعياد، حيث تكون فرحة العائلة منقوصة بسبب الفراق، ومع ذلك فهي وأخواتها متحمسات لإنهاء عد الأيام والوصول إلى يوم اللقاء.
اعتقلت الأسيرة أبو كميل في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، لدى مغادرتها غزة عبر حاجز إيرز/ بيت حانون شمالي القطاع، وحكم عليها في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، بالسجن لمدة 6 سنوات، مع احتساب مدة التوقيف، وكانت الأسيرة متوجهة إلى إسرائيل لزيارة عائلتها في مدينة حيفا، ومع قرب انقضاء مدة سجنها تتناقص الأيام المتبقية في رزنامة العائلة وقد بقي 74 يوم على انتهاء المدة وأيام الجدول الزمني الذي أعدته الفتيات الثلاث، وتقول داليا: "نفتقد حنان الأم على الدوام، فنحن نعيش ألم الفراق وألم التفكير في الظروف القاسية التي تعانيها الأم داخل السجون الإسرائيلية، وما تتسبب به من تأثير نفسي وجسدي عليها، ونتمنى أن ينتهي كل شيء قريبا ونرى والدتنا بيننا وتبقى الرزنامة ذكرى لعد اللقاء ويبقى الرقم 1 ذكرى للحرية".