أكدت مصادر طبية فلسطينية في مدينة طولكرم أن أعداد الإصابات النشطة في المحافظة فاقت الـ 250 إصابة، بينهم 50 من طلاب المدارس، فيما أن العدد الحقيقي هو أكبر من ذلك في ظل عزوف المواطنين عن القيام بالفحص الطبي أو تلقي اللقاح.
فيما تم تعطيل الدراسة في إحدى مدارس بلدة عنبتا، بعد تسجيل عدد من الإصابات بين الطلبة، كما وسجلت محافظة نابلس 190 إصابة صباح اليوم الخميس، وسط غياب الإجراءات الحكومية في تطويق الوباء ومنع تفشيه.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كمال الشخرة في تصريحات صحفية صباح اليوم الثلاثاء الماضي، "هناك عزوف كبير جداً عن إجراء فحوصات كورونا، وأعداد الإصابات في ازدياد يومي ويوجد إدخال للمشافي، وهناك بعض المرضى على أجهزة التنفس الاصطناعي، والوضع لا يطمئن بسبب الانتشار الواسع للفيروس في العالم".
تصريحات الشخرة وتحذيراته من خطورة الوضع الوبائي في الضفة لم يأتي صدفةً، فقد شكلت فضيحة صفقة اللقاحات الفاسدة التي أبرمتها وزارة الصحة مع الاحتلال وبتنسيق من هيئة الشؤون المدنية التي يرأسها حسين الشيخ، أبرز علامات الإنذار لدى المواطنين من تلقي اللقاح.
فضيحة اللقاحات
وكشف مصدر فلسطيني أن صفقة تبادل اللقاحات الفاسدة بين السلطة والاحتلال تمت تحت اشراف حسين الشيخ وزير الشئون المدنية في حكومة محمد اشتية، وبتنسيق كامل مع رئاسة السلطة والوزراء في رام الله.
ونقلت صحيفة الخليج أونلاين، عن مصدر مطلع على جوانب كبيرة من كواليس صفقة اللقاحات الفاسدة وأنه جرى التحضير لها منذ ٣ اسابيع، حيث ابلغ الجانب الإسرائيلي الجانب الفلسطيني عبر الوزير حسين الشيخ عن توفر فائض في اللقاحات، ويمكن تسهيل وصولها للسلطة الفلسطينية.
المصدر أشار إلى حسين الشيخ اراد تسجيل انجاز من شأنه زيادة ثقة الرئيس عباس به، فعلى الفور أبلغ الشيخ الرئيس عباس، ورئيس الوزراء اشتية بأنه نجح في تحقيق انجاز نوعي على صعيد تأمين اللقاحات من الجانب الإسرائيلي، وأن هذا الانجاز من شأنه أن يحسب لصالح السلطة الفلسطينية ويرمم صورتها أمام الجمهور الفلسطيني في ظل تراجع ثقة الجمهور بالسلطة والرئيس عباس.
وزارة الصحة الفلسطينية من جانبها لم تعمل وفق البروتوكول المعروف في توريد الأدوية، من حيث ترسية العطاءات وفحص الأدوية، وخضعت لتوصية جهاز المخابرات ضرورة توريد اللقاحات على الفور.
المتحور دلتا يضرب بقوة
مدير صحة أريحا طارق حواش أكد في تصريحات صحفية صباح السبت الماضي، أن إصابات كورونا بدأت في الانتشار في الضفة وخاصة بعد ارتفاع الاصابات بين المواطنين، موضحاً أن 75% من الاصابات الموجودة الحالية هي من طفرة "دلتا" سريعة الانتشار.
وكشف حواش عن وجود توجه لإصدار تعليمات وخاصة مع زيادة الحالات واختلاط المواطنين في الأفراح وبيوت العزاء والأماكن العامة، وبين أن 15 إصابة تم تسجيلها من القادمين من الخارج.
معاقبة الموظف
في خطوة تعكس حالة التهرب من الفشل الذي يسيطر على ملف مكافحة وباء كورونا، أعلن محمد اشتية رئيس حكومة حركة فتح، عن قرار يناقشه مجلس وزرائه يقضي بإعطاء إجازة بدون راتب لمن يرفض تلقى التطعيم من الموظفين الرسميين إلى حين الإعلان عن انتهاء الوباء.
إعلان اشتية جاء في مستهل جلسة حكومته اليوم الثلاثاء، والذي يأتي على وقع تفشي طفرة دلتا بالضفة، ورفض المواطنين الذهاب لإجراء فحص كورونا، أو تلقي اللقاح وذلك بعد فضيحة صفقة اللقاحات الفاسدة التي أبرمتها وزارة الصحة مع الاحتلال.
عقاب الموظف جاء كخطوة من تلك الحكومة للهروب من فشلها من مواجهة الوباء، على الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي قدمت لها من قبل الدول المانحة والمؤسسات الدولية.