31.12°القدس
30.33°رام الله
29.97°الخليل
32.54°غزة
31.12° القدس
رام الله30.33°
الخليل29.97°
غزة32.54°
الأربعاء 09 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.36

خبر: المستعربون.. قراهم وهمية ليكتسبوا الملامح الفلسطينية

هي وحدة تتسلل بين أوساط المواطنين المستهدفين في بيوتهم أو في الشوارع والتظاهرات، في محاولة لإبطال نشاطهم ومواجهتهم لقوات الاحتلال , "المستعربون" (مستعرفيم) كلمة عبرية تشير للصهاينة الذين يعملون في وحدات أمنية صهيونية مهمتهم الاختراق والقيام بعمليات اغتيال أو اختطاف. وتمتاز هذه الوحدة بأنها تضم اليهود الذين يتكلمون العربية بطلاقة ويطلقون اللحى تشبها بـ"الجهاديين"، وبذلك يسهل عمليه اختراق حركات أفراد المقاومة الفلسطينية، حيث كان لها دور بارز باغتيالات القادة والقبض على العديد من المقاومين. وكشفت "هآرتس" بالنسخة الانجليزية عن "وحدة مستعربين" تسمى "شمشون" تعمل في غزة وأخرى تدعى "دوفدوفان" (كريز) في الضفة وقد أسسها أيهود باراك بالإضافة إلى ثالثة تسمى "يمام" وهي تابعة لحرس الحدود. ولا تتوفر أرقام دقيقة حول ضحايا وحدات "المستعربين"، لكن بحسب كتاب "المستعربون فرق الموت الصهيونية" لمؤلفه "غسان دوعر" فقد قتلت أفراد تلك الوحدات 422 فلسطينياً ما بين عامي 1988 و2004. وزير الجيش الإسرائيلي أيهود باراك، أدخل تعديلات جوهرية على ضوابط تجنيد المستعربين كقوات خاصة في الجيش الإسرائيلي ، مستفيدا من تجربته حين كان ضابطا في القوات الخاصة، التي شاركت في اغتيال القادة (أبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر) في بيروت عام 1973، وتنكر وقتها بزي امرأة عربية لتسهيل دخوله إلى المبنى الذي كان يتواجد فيه قادة منظمة التحرير الفلسطينية. وبناء على ذلك، جرى اختيار المجموعات الأولي من المستعربين حين تم تشكيل وحدات (دوفدوفان) رسميا عام 1986 من العناصر التي تجيد التنكر بالزي العربي وتستطيع التكلم باللغة العربية بكفاءة عالية، وملامحهم لا تختلف كثيرا عن ملامح الفلسطينيين، فبشرتهم سمراء و"سحنتهم" شرقية بحيث لا يثيرون حولهم الشكوك أثناء توجههم لتنفيذ المهام الموكلة إليهم , ولا حاجة بأن يتقن جميع أفراد هذه الوحدات اللغة العربية، فالعملية التي يقومون بها لا تستغرق أكثر من دقائق وأحيانا هناك مهام لا تحتاج للحديث، إلا أن أهمية استعمال بعض الكلمات تنقذهم من الوقوع في مأزق قد يكشف هويتهم. وكما قال المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" بالنسخة الانجليزية ، "بعد أن استقرت تشكيلات المستعربين كوحدات نظامية خاصة في الجيش الإسرائيلي ، وأصبح الشاباك يعتمد عليه بشكل كبير لتكون ذراعه الميدانية، فإن انتقاء المجندين في هذه الوحدات غالبا ما يكون من بين المكلفين بتأدية الخدمة العسكرية الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاما". وتابع: "يمكن أن يجند أبناء الكيبوتسات أو الدروز من أصحاب البنية القوية والجسم الرياضي بشرط ألا تتجاوز أعمارهم العشرين عاما، غير أنه في كل الأحوال فإن خدمة المجندين في وحدات المستعربين لا تتجاوز عاما واحدا، بعد فترة التدريب الخاصة لأسباب سيكولوجية ونفسية تتعلق بمهام وواجبات هؤلاء المجندين، والتعليمات التي يزودون بها لاحقا، والتي تسمح لهم بالضغط على الزناد دون قيد أو شرط". وقد سمحت قيادة الجيش الإسرائيلي بتجنيد الدروز والبدو في هذه الوحدات ابتداء من نيسان (ابريل) 1992، نتيجة زيادة الاعتماد على المستعربين لقمع الانتفاضة. [title]التدريب والتسليح[/title] قرية عربية على سفح جبل، بين دكاكين متراصة ومسجد يتوسط القرية، بجانبه مدرسة خطت على جدرانها الشعارات الوطنية، وعدد من السيارات في أزقة ضيقة، وامرأة قروية ومزارع يكد ويتعب. لكن إن اقتربت أكثر من معالم هذه القرية حتى تكتشف أنها مصنوعة من الجبص والرجال يغيرون شخصياتهم باستمرار. هذا نموذج لقرية اصطنعها الجيش الصهيوني في معسكر (أدام) الواقع شمال طريق القدس تل أبيب، معدة لتحاكي واقع المجتمع الفلسطيني السريع، حيث توجد مدرسة يتدرب فيها أفراد القوات الخاصة ووحدات المستعربين حتى يتعايشون مع نمط الحياة الفلسطينية ويكونوا أكثر إطلاعا على العادات والتقاليد بالضفة الغربية وقطاع غزة، وأن لا يثيروا الشكوك فيهم حينما يقومون بأعمال اختطاف وتصفية داخل المجتمع الفلسطيني الحقيقي. وتستغرق فترة تدريب المجند في المعسكر ما بين اثني عشر وخمسة عشر شهرا، منها أربعة أشهر ونصف من التدريب الأساسي على الرماية، ثم ستة أسابيع في مدرسة مكافحة الإرهاب، وفيها يتدرب الجنود على استخدام الأسلحة الخفيفة سريعة الطلقات في المناطق الريفية والسكنية، إلى جانب التركيز على القنص ودقة الإصابة باستخدام الذخيرة الحية. وفي المرحلة الثالثة من التدريب والتي تمتد بين شهر وأربعة أشهر، يتم الاستعانة بممثلين محترفين وشركات المسرح والسينما لتأهيل وتدريب الجنود على "الاستعراب"، أي التنكر والتخفي والماكياج والتمثيل. ويعقب هذه المرحلة، تدريب عملي في أحد المناطق العربية في فلسطين المحتلة عام 1948، كأن يتم التنكر كبدوي أو امرأة بدوية تنتقل من محطة الحافلات المركزية بتل أبيب إلى مدينة بئر السبع مثلا. كما تشمل هذه المرحلة دورة تجميل ليوم واحد في صالونات الحلاقة بمدينة تل أبيب. أما المرحلة الرابعة، فتتضمن تعلم اللغة العربية والتقاليد والعادات الاجتماعية الفلسطينية في معسكر تدريب شعبة الاستخبارات العسكرية (آمان) قرب مفترق جيليلوت شمال تل أبيب، على الطريق السريع إلى حيفا لمدة ثلاثة أسابيع. ويتلقى المجند خلال فترة التدريب أيضا، إرشاداً مكثفاً خاصاً حول الأسلحة النارية، وتكتيكات مناهضة لحرب العصابات، والقتال (الفردي) وطرق الخطف السريع، وإطلاق النار علي الجزء الأعلى والجسم، بالإضافة إلي التدريب الجسماني واللياقة البدنية. وعلى لسان ضابط في وحدة المستعربين لقناة (إسرائيل) الثانية:"أسلوبنا يعتمد على عملنا الذي يتركز على سحب الشخصية التي تشكل خطر على أمن دولة (إسرائيل) دون المس بباقي السكان". وأضاف: "نستخدم الوسائل اللازمة والأسلحة لانجاز المهام بأسرع وقت ممكن".