قال الأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي" في مؤتمر صحفي عقده في مطار القاهرة السبت10/9 لدى عودته من دمشق "تم الاتفاق على خطوات للإصلاح" في سورية. جاء ذلك إثر زيارة استغرقت بضع ساعات للعاصمة السورية اجتمع خلالها "العربي" مع الرئيس "بشار الأسد". وأضاف العربي " طالبنا بحوار مفتوح بين كل فئات الشعب السوري بصرف النظر عن الانتماءات لتحقيق المصالحة الوطنية، وهناك خطوات للإصلاح تم الاتفاق على عناصرها ستعرض على مجلس الجامعة العربية" الذي يعقد دورته العادية نصف السنوية الاثنين في القاهرة. وأوضح أنه أطلع الرئيس السوري على نتائج اجتماعات مجلس الجامعة العربية، مضيفاً أنه أصر على "ضرورة إيجاد مخرج للأزمة القائمة وضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف وحقن دماء الشعب السوري الشقيق وحق الشعب السوري بكل فئاته في الإحساس بإجراء تغييرات حقيقية على الأرض". ومضى الأمين العام قائلاً :"أكّدت على الإسراع وعلى أهمية رؤية انجازات على الأرض وإحساس الشعب السوري بالتغيير الفوري". وأوضح أن الرئيس السوري "أطلعه على سلسلة من الإجراءات والمراسيم والقرارات التي أصدرتها الحكومة السورية وهذا ما سيتضمنه تقريري إلى مجلس الجامعة". وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية :"إن العربي أكد خلال اللقاء حرص الجامعة والدول العربية على أمن واستقرار سورية ورفض الجامعة لكل أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية". كما أكد الأمين العام بحسب ما ذكرت الوكالة رغبة الجامعة في مساعدة سورية على تجاوز هذه المرحلة التي تمر بها مؤكداً "أن الجامعة العربية لن تكون أبداً ممراً لاتخاذ قرار ضد أي دولة عربية". وقالت الوكالة إنه:" تم الاتفاق على عدد من الخطوات العملية لتسريع عملية الإصلاح في سورية". بدوره أشار الرئيس الأسد إلى ضرورة "عدم الانسياق وراء حملات التضليل الإعلامي والتحريض التي تستهدف سورية منبهاً إلى ما يجري من تزوير للحقائق في محاولة لتشويه صورة سورية وزعزعة الأمن والاستقرار فيها". وقالت المصادر الرسمية السورية :"إن دمشق لا ترفض المساعي العربية لكنها لا تقبل تدخلاً في شؤونها". وكانت سورية قد اعتبرت أن مبادرة الجامعة العربية التي تتشكل من 13 نقطة تشكل انتهاكاً للسيادة السورية وتدخلاً في شؤون سورية الداخلية. وكان المحتجون السوريون قد طالبوا خلال مظاهرات يوم الجمعة في أنحاء البلاد من المجتمع الدولي حمايتهم من هجمات قوى الأمن والجيش السوري. [title]استمرار شلال الدم[/title] من جهة أخرى استمرت العمليات وسقط 12 شخصاً خلال عمليات أمنية في وسط وشمالي وجنوبي سورية حسب أوساط المعارضة. فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "ثمانية مواطنين قتلوا خلال عمليات عسكرية وأمنية جرت لملاحقة مطلوبين في حي "البساتين" غرب حي "بابا عمرو" في حمص كما قتل شاب في قرية "خان السبل" جنوب "سراقب" الواقعة في محافظة "ادلب" خلال إطلاق رصاص من عناصر تقف على حاجزٍ أمني". وأضاف المرصد "قتل مواطنان اثنان وأصيب 13 آخرون بجروح إصابات أربعة منهم حرجة اثر إطلاق قوات الأمن الرصاص على متظاهرين تجمعوا مساء السبت أمام مبنى بلدية نمر" في محافظة درعا. من جهتها أشارت لجان التنسيق المحلية إلى "ان سيدة قتلت فجر السبت في إطلاق نار جنوب سراقب" مشيرة إلى "حشود عسكرية تتمركز على أطراف المدينة". كما نفذت قوى الأمن معززة بقوات عسكرية عملياتها حملة مداهمة في قرية هيت الواقعة على الحدود السورية اللبنانية" بحسب المرصد. وأشار المرصد إلى أن أجهزة الأمن "قامت باعتقال 9 أشخاص خلال الحملة" لافتا إلى أن الحملة "ترافقت مع تحطيم أثاث بعض المنازل". وأضاف أن "السلطات السورية سلمت اليوم جثماني شقيقين من قرية الرامي في محافظة ادلب إلى ذويهما، احدهما عسكري منشق". وتابع أن "أجهزة الأمن كانت اعتقلتهما الخميس خلال مداهمة قرية ابلين مسقط رأس المقدم حسين هرموش" احد ابرز الضباط المنشقين احتجاجا على أعمال القمع. وأسفرت العملية حينها عن مقتل ثلاثة جنود منشقين واعتقال آخرين بحسب ناشطين حقوقيين. وكان المرصد أفاد الجمعة أن قوات الأمن "قامت بتسليم جثة "محمد هرموش" الشقيق السبعيني للمقدم "حسين هرموش" إلى عائلته أثناء الليل بعد ساعات من اعتقاله" إثر العملية نفسها.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.