28.9°القدس
28.66°رام الله
27.75°الخليل
30.97°غزة
28.9° القدس
رام الله28.66°
الخليل27.75°
غزة30.97°
الأربعاء 09 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.36

خبر: "التسعيرة"..أزمة بين المواطن وسائق الأجرة

"وزارة المواصلات تحدد تسعيرة جديدة للمواصلات الداخلية بمدينة غزة"، عنوان خبر انتشر على صفحات المواقع الإلكترونية الفلسطينية قبل أيام، وسرعان ما تداوله المواطنون لينتشر الخبر بينهم كانتشار النار في الهشيم، ودعم نشره الهالة الإعلامية التي استعانت بها المواصلات الفلسطينية لتعريف المواطن بـ"التسعيرة". والأمر كعادته انقسم عليه المواطن الفلسطيني، فمن مواطن بسيط يوافق على التسعيرة، إلى صاحب سيارة أجرى يرفض –وبشدة- الالتزام بها، ومن ممتعض ومنزعج من الوزارة لأنها لم توف بوعودها المتعلقة بمراقبة السائقين غير الملتزمين، إلى صاحب "تاكسي" لا ينفك من مجادلة الناس وطردهم خارج سيارته. "فلسطين الآن" لمست الحالة التي أصبح فيها المواطن الغزيّ بعد التسعيرة، سواء كان هذا المواطن راكباً أو صاحبَ سيارة أجرة، لتتجول بينهم وتستوضح آراءهم، ولتتبين عن حقيقة الأمر أهو من المواطن (الراكب والسائق)؟ أم من المسئول عن تنزيل التسعيرة ورقابته للسائقين؟ [color=red][b][title]المواطنون: لا يوجد التزام بالتسعيرة[/title][/b][/color] المواطن أحمد أبو عودة، يشتكي عدم التزام السائقين بالتسعيرة، وقال: "كل يوم في إلنا مشكلة مع سواق شكل. أنا المفروض وفق التسعيرة أركب من مخيم الشاطئ إلى ساحة الجندي المجهول بشيقل واحد فقط ، لكن السائق لا يعترف بها، ويقول لي: إذا مش عاجبك انزل!!". ولفت أبو عودة إلى أن المواصلات نشرت رقماً للتبليغ عن السائقين غير الملتزمين، لكن منذ أن أقرّت التسعيرة الجديدة لم يلتزم سائق بها، ويضيف: "لو أردنا التبليغ ما راح نخلص اتصالات على الوزارة". أما المواطن جمعة جربوع، فقال: "المشكلة تكمن في مراقبة وزارة المواصلات للسائقين، لأني لغاية الآن كل سائق بركب معه وأنا مواصلاتي من الجامعة لغاية العيون المفروض تكون بشيقل واحد، لكن السائق يجبرني على دفع 2 شيقل، وأنا مجبر لأنه لا يوجد بديل". وتابع: "بالإضافة لما سبق، التسعيرة الجديدة لا تحدد مناطق بعينها مثل منطقة الشمالي في معسكر الشاطئ، والسائقين يعتبرونها منطقة خارجة عن نطاق الشاطئ، وبالتالي مواصلتها 2 شيقل وليس شيقل واحد، وحجة السائق إن منطقة الشمالي كانت تذكر في المرات السابقة أما الآن فلا". ذلك كان على مستوى المواطن الذي يركب الأجرة، أما أصحاب "التكاسي"والذين حاورهم "فلسطين الآن" كان لهم رأي آخر، فتذمرهم يفوق كل حد، منهم من لا تعجبه التسعيرة نفسها، ومنهم من هو غير راض عن الوزارة، وآخرون امتعضوا أسلوب جمعية السائقين التي وافقن على التسعيرة. [color=red][b][title]السائقون: التسعيرة ظلمتنا[/title][/b][/color] السائق محمد النحال، والذي يمقت التسعيرة ويرفضها، قال: "لا أعلم على أي أساس وضعت التسعيرة، فنحن نعاني من غلاء البنزين والسولار، ومناطق بعيدة حسبتها الوزارة بشيقل، وهذا غير عادل، وهذا يعقد الحياة علينا ويجعلها أكثر صعوية". وأضاف لـ"فلسطين الآن": نحن نعمل طول النهار لنرجع بالكاد ما يكفي عيالنا وطعامهم وكسوتهم، وبعد التسعيرة لا ندري كيف ستكون الأمور، ولكني لا أقبلها ولا يمكن أن أسير عليها". أما السائق فضل كلاب، فقال: " أنا أوافق على التسعيرة، لكن بشرط أن تقوم وزارة المواصلات بملاحقة سيارات الملاكي التي تشاركنا أرزاقنا، لا زلنا لليوم نراهم ومعهم سيارات حديثة والراكب يفضلهم علينا، والتسعيرة ضيقت الخناق علينا. فما العمل؟". وأضاف: "جمعية السائقين لا تفقه عن السائقين شيء، ولا تعلم أن شوارعنا لا تعمر فيها السيارات لأنها غير معبدة بطريقة جيدة، ما يكلفنا قطع غيار للسيارة". وتابع كلاب: "نحن مظلومون من المواطن الذي يعتقد بأنا نجمع الذهب من وراء الشيقل، ومظلومون في الضرائب والترخيص من الحكومة، ومظلومون من شوارعنا التي لا تبقي سياراتنا على حالها". [color=red][title][b]المواصلات: التسعيرة عادلة[/b][/title][/color] وكان الناطق باسم وزارة المواصلات خليل الزيان قال في تصريح خاص لـ"فلسطين الآن" أن وزير النقل والمواصلات "أسامة العيسوي" التقى بقيادة شرطة المرور، وأصدر تعليماته بالبدء بتطبيق القرار ومتابعة تنفيذه ومحاسبة السائقين المخالفين، موضحاً أن الوزارة راعت عدداً من المعايير الهامة عند تحديد التسعيرة الجديدة. وتابع الزيان: "راعينا أربعة معايير هامة جداً، وهي أولاً / سعر الوقود، حيث وضعنا حداً أعلى لسعر لتر الوقود بأن يكون ثمنه 4 شواقل –وهو أقل من هذا السعر-، وثانياً / عدد النقلات التقديرية للسائق بناء على إفادة أعضاء جمعية أصحاب المركبات ممن حضروا الاجتماع، وثالثاً/ المسافة التي تقطعها السيارة، ورابعاً/ تكاليف السيارة من تأمين وترخيص وصيانة". وتبقى "التسعيرة" محل جدال في حياة الغزيين بين مؤيد لها ومعارض، وبين مستفيد ومتضرر، ولكل فئة تساؤلاتها المشروعة التي لا جواب عليها، لأن الأوضاع المعيشية والاقتصادية تفرض ذلك.