28.34°القدس
28.1°رام الله
27.19°الخليل
30.09°غزة
28.34° القدس
رام الله28.1°
الخليل27.19°
غزة30.09°
الأربعاء 09 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.36

آوى العياش و أحيا القسام..

خبر: جهاد القائد وابنه..ما لم يعرفه كثيرون

يواصل براء نزار ريان حديث الخواطر عن الوالد القائد قبل استشهاده ومواقف مؤثرة لعائلة تربت على موائد القرآن وارتوت من سيرة محمد العدنان ، ويتحدث في خاطرته الخامسة عن جهاد "أبو بلال" ما يثبت أنه من أعمدة العمل الجهادي في فلسطين ، ثم يتحدث عن حياة غسان وعشقه لحياة الرباط والجهاد التي ورثها عن أبيه ومات على ما أحب. يقول براء في خاطرته التي عنونها "[color=red]جهاد الشهيد نزار ريان .. ما لم يعرفه كثيرون".[/color]. لا يُذكر الوالد رحمه الله، إلا وتحضر في الأذهان صورته بالبزّة العسكرية، يتنقل بين المجاهدين ورشاشه في يده قد صغّرته جسامةُ الوالد حتى صار أشبه بالمسدّس. يظنّ الناس حين يرون هذه الصور أن دور نزار ريان في الجهاد كان معنويًا رمزيًا، والحقّ أنه كان من أعمدة العمل الجهاديّ في فلسطين. يطول الحديث عن جهاده، وقد اشترى بندقيته الأولى دينًا ثمّ سدّه من حرّ ماله، وقاد المسيرة الأولى التي أشعلت انتفاضة عام سبعة وثمانين، غير أنني أذكر مواقف خاصّة، وبعضها لم يسبق نشره. فمنها أنّه شارك في محاولة خطف وقتل جنديّ صهيونيّ برفقة الشهيد زكريا الشوربجي، وقد خطف الصهيونيّ ولم يتمّ القتل بسبب ظروف طرأت خلال العملية. وكان أكبر بذله في إيواء المطاردين من كبار المجاهدين، فما منهم أحدٌ إلا أقام في بيته محميًّا كريمًا، وكان على رأسهم المجاهدان الكبيران الشهيدان يحيى عياش وعدنان الغول. وكان لهؤلاء في بيتنا قصص جميلة، أكتفي بذكر قصة للمهندس عياش في بيتنا، إذ دخل دارنا ذات ليلة، فأتيناه بملاءة يجعلها تحته، وكانت منسوجة من مادة فيها دفء ونعومة، كما أنها تسخن إذا وصلت بالكهرباء. وكان بعض أهل بيتنا غفل فغسلها بالماء فتوقفت آلة التسخين فيها؛ فلما أتينا بها المهندس رحمه الله قال: ما هذا؟ قلنا: ملاءة كانت تسخن بالكهرباء وتعطلت، لكنها ذات جودة نسيج، فجئناك بها تضعها تحتك! فقال: أنا كهربائي. وأصلحها رحمة الله عليه، وظلت الملاءة تعمل ببركة يده إلى أن قصفت دارنا. وقد اعتقل عند السلطة الفلسطينية مرارًا بسبب إيواء المطاردين. وكان يحبهم ويتولاهم حتى إنه كان هو الذي صلى على الشهيد يحيى عياش بعشرات الآلاف الذين شيعوه. وكان الوالد حينذاك في ريعان الشباب. ولما اشتعلت انتفاضة الأقصى كان له دورٌ كبير في إحياء كتائب القسام من جديد، وكان يقوم بأعمال لا يفعلها دكتور أستاذ جامعيّ من شراء السلاح، والتعامل مع تجاره، وغير ذلك. وذات مرّة خطب خطبة دعا فيها للتبرع من أجل المجاهدين، ثم أخذ المال فاشترى فيه أسلحةً، ثمّ ذهب بها إلى الشيخ صلاح شحادة حيث كان يبني كتائب القسام من الصفر، فقال له الوالد: نريد هذه القطعة للأخ فلان، فرفض الشيخ صلاح، فلم يعترض الوالد أو يحتجّ. فلمّا خرج الوالد من عنده، قال الشيخ صلاح لمن حوله: أرأيتم.. شيخنا جنديّ، هو أتى بها، ونحن نرفض طلبه فيسمع ويطيع، تعلموا الجندية. وكان دوره في تسليح المجاهدين كبيرًا، وكان شغفه في شيئين، توزيع السلاح وبناء المساجد، رحمة الله عليه. وأغرب ما كان في جهاده رحمه الله أنه كان عنصرًا رسميًا في كتائب القسام برتبة جنديّ، له مجموعة وأمير ويلتزم بانضباط بالرباط وسائر الأنشطة، ويشهد الله أنني لم أر في شباب القسام الصغار أنشط منه، كان يجهز أغراضه للرباط قبل ساعتين، ويرتدي كامل عدته قبل ساعة، فإذا حان موعد الرباط كان أول الواصلين. وكان رحمه الله مشتركًا في أول دورة للدفاع الأرضي ضد الطيران، وتدرّب على مضاد 14.5 مع أول دفعة، ثمّ كان رحمه الله من أوائل مطلقي النار على الطائرات الحربية الصهيونية من المضادات الأرضية. كانت أول مرّة تستهدف بها طائرات العدو، وكان الصاعد على سيارة المضادّ الأرضيّ استشهاديًا بكل معنى الكلمة، لكنه أصرّ أن يكون ولما انتهى جمع الظروف الفارغة الضخمة من السيارة وأحضرها إلى البيت، وقال هذه تاريخ يوم من أيام الله، وحدث كبير. ولم يترك رحمه الله بابًا من أبواب الجهاد من إطلاق صواريخ أو حفر أنفاق أو غير ذلك إلا شارك فيه، وبقيت البندقية رفيقته إلى أن قضى، وهذه بالأعلى صورة بندقيته قد وجدت سليمةً في ركام منزله غير بعيد عن جثمانه الطاهر. [color=red]رباط غسان وجهاده[/color] وينتقل براء من حياة والده الجهادية إلى حياة أحد أشقائه "غسان" كان حياة وتاريخا ، حسب قوله. يقول الراوي براء: كان غسان رحمه الله شابًا نشأ في طاعة الله، قلبه معلّق بالمساجد والميادين، وكان له فيها صولات وجولات، وإني لأذكر ليلة رباطه الأول، كما أحضر ليلتي هذه، كان وجهه يتلألأ سعادة وبشرًا، قد تزيّن أتمّ التزيّن، على رأسه عصبة، وعلى ذراعه عصبة، وعلى سلاحه عصبة، نقش عليها جميعًا لا إله إلا الله، وكانت ليلته تلك أجمل من ليلة عرس. كان يومها في الرابعة عشرة. غير أنه كان له بذلٌ وسابق تضحية، إذ كنتُ يومًا في بعض المواجهات مع الاحتلال بالحجارة، فنظرتُ إلى ناحية فرأيت دبابة، والأولاد يتعلّقون بمدفعها ويرجمون الحجارة على من بداخلها من الفتحة الصغيرة، فقلتُ يا لهؤلاء المجانين، فما أتممتُ كلمتي حتى جاءني خبرُ إصابة غسان، كان طفلًا في الابتدائية، فقلتُ: أين أصيب؟ فقالوا: مع أولئك المجانين الذين كانوا يتعلقون بالدبابة. اخترقت الرصاصة ركبته، غير أن الله شفاه وعافاه، ولم يكد يشفى حتى حضرت معركة أهل الجنة، إذ حاصر الصهاينة مجموعة كبيرة من المجاهدين في محيط مسجد النصر ببيت حانون، فتنادت النساء المجاهدات، فانطلقن ففككن الحصار عنهم بأيديهنّ واستشهد منهنّ وأصيب. وكان في الحاضرات نساء أهل بيتنا، وذكرت لي أختي ولاء (الوحيدة من بين سبع أخوات استشهدن إلا هي) أنها وضعت يدها على الدبابة حين كرّت عليهنّ. وكان غسّان يومها مع الأشبال والحرائر، فأصيب في عينه، فذهبت في سبيل الله. وبتُّ عنده تلك الليلة فقال لي: أتدري يا براء، ماذا وقع في قلبي حين شعرتُ حرّ الطلقة في عيني؟ فقلتُ: مه؟ قال: قلت في نفسي: يا الله .. كيف راح أقنص؟! فتحسستُها فإذا هي اليسرى، فقلتُ: الحمد لله، الآن أقنص مباشرةً، لا أحتاج لإغماض عيني! (القناص يغمض اليسرى ويبقي اليمنى مفتوحة، فرأى غسان نفسه بعد الإصابة جاهزًا على الدوام). وكان غسان منذ طفولته قناصًا بارعًا، ولما ذهبت عينه في سبيل الله، وقال ما قال، أوعز والدي لمسئوليه أن يأخذوه في كل دورة قنص، وأن عليه ثمن الرصاص، فكان غسان من أبرع القناصين والله يشهد. ثمّ لما وقعت حرب الفرقان، أدرك منها خمس ليال، رابطها جميعًا، وكان يتحايل على المسئولين حتى يبقى في موقع رباطه ولا يغادره، وكان حقه ليلة فكان يرابط كل ليلة، حتى صدرت الأوامر صريحة في آخر ليلة من حياته من قيادة المنطقة لغسان بالاسم أن ينصرف من رباطه هذه الليلة ويعود في الغد. فصعب الأمر على غسان وبقي يرجو زملاءه في المجموعة أن يتستروا عليه ويبقوه دون علم القيادة، فرفضوا، ثمّ عنّت لهم صفقة. كانوا قد كمنوا ثلاث ليال في شقة سكنية قريبة من نقاط التماس، وكانوا يأكلون في الصحون والمواعين ولا يغسلونها لشدة البرد، حتى اتسخت جميعًا ولم يبق صحن يأكلون فيه. فقالوا: يا غسّان، إن شئت فاغسل الصحون كلها، ونحن نبقيك ونتستر عليك، فقال: أفعل إذن. وبات ليلته يجلي بالماء شديد البرودة، حتى لا ينصرف من الرباط. فكانت آخر ليلة له في دنيانا. عاد إلى المنزل في العاشرة صباحًا، وعزم على الراحة ثم العودة إلى الرباط عند غروب الشمس، فاستُشهد بُعيد أذان العصر. وكان غسّان رحمه الله قد ظهر خيرُه وبرّه، وتجلّى عظيم شأنه وأمره، فكانت مصيبتنا فيه أكبر من غيره، وحسبنا الله ونعم الوكيل. قتلوه يا لشبابه *** ما إن تكامل واتّسق حتى تسيل دماؤه *** دفقًا يمور بإثر دفق بقي أن أقول إن البطل غسان _سفير آل ريان لديكم اليوم_ قد استشهد عن ست عشرة سنة. [color=red]حيثنا إليكم يتواصل مع مواقف مؤثرة في حياة آل ريان.[/color] [url=http://paltimes.net/details/news/30701/]لقراءة الحلقات السابقة[/url]