بحسب الإعلانات الرسمية التي تصدرها السلطات، فإنه لا توجد أي إصابة بفيروس كورونا في تركمانستان منذ بداية الجائحة أواخر عام 2019.
وتقول شبكة "سي إن إن" الأميركية في تقرير لها إن تركمانستان (دولة تقع في آسيا الوسطى) واحدة من 5 دول في العالم لم تبلغ عن وجود أي إصابة بفيروس كورونا حتى الآن.
ورفض رئيس تركمانستان، قربانقلي بردي محمدوف، التقارير التي تتحدث عن وجود إصابات بالوباء في بلاده، معتبرا إياها "مفبركة"، وذلك خلال كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
لكن هل فعلا تركمانستان خالية من الإصابات؟
تقول منظمات مستقلة وصحفيون وناشطون من خارج تركمانستان إن هناك أدلة على أن البلاد تواجه موجة ثالثة من جائحة كورونا، أدت إلى إغراق المستشفيات بالمصابين، ووفاة العشرات منهم.
ويقول هؤلاء إن الرئيس محمدوف يقلل من خطر الوباء القاتل في محاولة للحفاظ على صورته أمام الجماهير.
وصرح رسلان تركمان، وهو صحفي منفي من بلاه ويعيش حاليا في هولندا، إنه علم بوفاة 60 شخصا على الأقل من جراء تداعيات الإصابة بمرض فيروس كورونا داخل تركمانستان.
وأضاف أنه تحقق من أسباب وفاة هؤلاء بعد مراجعة سجلات صحية، كشفت عن تلف شديد في الرئة، بما يتفق مع تداعيات الإصابة بمرض "كوفيد-19" الذي يسببه الفيروس.
وقال: "بدلا من قبولها والتعاون مع المجتمع الدولي، قررت تركمانستان وضع رأسها في الرمال".
ومنذ بداية الجائحة، أصرت تركمانستان نفي وجود أي إصابة بكورونا على أراضيها، حتى في الوقت الذي كان الوباء يتفشى بسرعة كبيرة في الدول المجاورة.
وعلى سبيل المثال، أبلغت إيران، جارة تركمانستان عن وجود أكثر من 5 ملايين إصابة بكورونا، وفقا لبيانات الصحة العالمية.
وتقول نائبة مديرة قسم أوروبا وآسيا الوسطى في هيومن رايتس ووتش، راشيل دنبر: " عندما تنظر إلى ما يحدث في البلدان الأخرى في المنطقة (من تفشي الوباء)، فكيف يمكن أن تكون تركمانستان مختلفة؟".