خبر: خلينا نعيش "التغيير"
11 سبتمبر 2011 . الساعة 07:13 ص بتوقيت القدس
لم أكن منتبها حين سمعت أبو يزن وهو يتحدث عن الروتين والملل, والأشياء اليومية المعتادة التي يفعلها كل يوم, وكل ساعة, تجعله في حالة من الكآبة الدائمة . ما لفت انتباهي حقاً في كلام أبو يزن حين قال بصوت عالي صارخاً " نفسي أعيش الإنشكاح الإنبعاجي" لمدة أسبوع, تقدمت نحوه وسألته .... أبو يزن: شو الإنشكاح الإنبعاجي ؟ نظر أبو يزن إلي متحذلقا, فقد شعر نفسه للحظات أنه أفلاطون, أو ابن خلدون, وبدأت عليه علامات الفلسفة وعلم النفس, فقال: هو أن تعيش حراً, وبطريقة مختلفة جداً عن ما تحياه في حياتك اليومية . سألته مرة أخرى: أبو يزن ممكن تفسري المصطلح بــ "البلدي"؟ قال: هو أن تفعل ما تفعله كل يوم ولكن بطريقة مختلفة, مثلاً أن تأخذ إجازة من العمل وتقضيها بطريقة مختلفة مع الأهل, أن تغير طريقة كلامك بفترة مع الناس, أن تغير طريقة لبسك, طريقة نومك, طريقة أكلك,. قلت له: آه فهمت ما تقصده, التغيير مهم وضروري جداً, والأفضل أن نفكر في الأشياء من الجانب. قال أبو يزن: نعم أنا من الأسبوع القادم "نيو أبو يزن" قلت له ضاحكاً: هل ستأتي للعمل بستايل جديد, شعر سبايكي مثلاً, حذاء طويل يشبه حذاء السندباد.... ضحك وقال: سأتعامل مع الناس بطريقة مختلفة, أحبابي, أعدائي, مع زوجتي أولادي, سأمنح نفسي والجميع حرية أفضل, سآكل بطريقة مختلفة, مرتين يومياً فقط, سأمارس رياضة الجري لمدة أسبوع كامل صباحاً, وبعد الفجر نحو البحر, سأصمت حين يتكلم الجميع, سأحاول تهميش و"تطنيش" الحمقى, كأني لم أسمعهم, سأغير لون جدران المنزل, وشكل غرفة النوم, ترتيب الأثاث في البيت, حذائي اللعين.... وبعد أسبوع من تغيير نمط حياتي بالكامل, من الممكن أن أحكم على النتائج وأرى المناسب. أخرجت ورقة وكتبت عليها, "التغيير حلو", وألصقتها على مكتب أبو يزن, نظر إلي مبتسماً ووقع أسفل الورقة كاتباً" خلينا نعيش التغيير".