23.34°القدس
23.1°رام الله
22.19°الخليل
21.98°غزة
23.34° القدس
رام الله23.1°
الخليل22.19°
غزة21.98°
الإثنين 19 مايو 2025
4.72جنيه إسترليني
5.02دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.97يورو
3.56دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.72
دينار أردني5.02
جنيه مصري0.07
يورو3.97
دولار أمريكي3.56

خبر: هروب الأدمغة الاسرائيلية وتأثيرها على (اسرائيل)

لعب البحث العلمي دوراً فاعلاً في نجاح النموذج العصري للتجربة الإسرائيلية، ولولاه لما استطاعت (إسرائيل) في هذه السنين القليلة من عمر الشعوب أن تصل إلى ما وصلت إليه، ولذلك فإن تتبع السيرة العلمية لها، أمر جدير بالدراسة؛ لأنه يمثل أحد مقومات الأمن القومي لـ(اسرائيل). بالرغم من أن (إسرائيل) تتفاخر بأنها بين الدول الأكثر تقدماً على الصعيد العلمي، إلا أنها في العقود الأخيرة تعاني فعلياً من ظاهرة "هروب الأدمغة"، فإن "هجرة الأدمغة" تعتبر ظاهرة سلبية مضاعفة. وبحسب آخر المعطيات فإن أكثر من 14% من الأكاديميين حملة شهادات الدكتوراه في العلوم الدقيقة هاجروا في السنوات الأخيرة من (إسرائيل). كما أن واحداً من كل خمسة من حملة شهادة الدكتوراه في الرياضيات يقيم خارج (إسرائيل) منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما يعني أن نسبة هجرة العقول في تزايد. هذه الظاهرة تقض مضاجع قادة (اسرائيل)، و تدفعهم إلى تطوير "قبة حديدية" أكاديمية على شاكلة منظومة القبة الحديدية ضد الصواريخ. وتحدثت التقارير عن أن "القبة الحديدية" ضد الصواريخ ما كان لها أن تنتج من دون التفوق العلمي الذي يبدو أن (إسرائيل) تتجه لخسارته إذا استمر نزف الأدمغة القائم. وتبين أن المؤسسات التعليمية الاسرائيلي تخرّج سنوياً آلاف المهندسين المطلوبين للعمل في أرجاء العالم، والذين قد يشكل استمرار هجرة الشباب منهم خطراً شديداً على الدولة العبرية. وبحسب المعطيات الشائعة في (إسرائيل) فإن ما لا يقل عن 750 ألف اسرائيلي من حملة الشهادات العليا يعيشون ويعملون في الخارج، وأن هذا العدد يتزايد سنوياً، ليس فقط عددياً وإنما نوعياً أيضاً. والحديث يدور أساساً عن هروب الأكاديميين والأطباء والمهندسين والعلماء إلى الخارج. وتبدأ رحلة الهروب أساساً بالسعي إلى نيل شهادة الدكتوراه في الولايات المتحدة أو كندا أو بريطانيا على وجه الخصوص، ثم يحصلون على عمل أفضل من المعروض عليهم في (إسرائيل) يبقيهم في الخارج. تنظر (إسرائيل) لهذه الظاهرة بقلق كبير على اعتبارها خسارة إستراتيجية. فقسماً كبيراً من الجيل الشاب ذهب ليبحث في الخارج ليس فقط عن فرص عمل أفضل، وإنما أيضاً عن فرص تطور علمي أفضل. ويُحذر أكاديميون صهاينة من أنه إذا لم تستوعب الحكومة واقع أن الاختراعات التي تتباهى بها (اسرائيل) هي نتاج تراكم علمي امتد عقوداً في الماضي، فإنها ربما بعد عقد أو عقدين لن تجد ما تتباهى به. ولذلك فإذا كانت لا تريد خسارة المستقبل، عليها منذ الآن التركيز على تمويل الأبحاث والوظائف لإبقاء الشباب الواعد كأساس صلب لأي تطوير علمي مستقبلي. وبحسب معطيات دائرة الإحصاء المركزي الإسرائيلي فإن أكثر من 14% من حملة الدكتوراه في العلوم والهندسة يعيشون في الخارج منذ أكثر من ثلاث سنوات، لم يعودا فيها. وأن خمسة في المئة من عموم الأكاديميين ممن نالوا شهاداتهم بين العامين 1985 و2005 يعيشون في الخارج، كما أن 10,5% من حملة الدكتوراه يعيشون في الخارج. وهذا المعطى يتناول 360 ألف إسرائيلي نالوا شهاداتهم في الفترة المذكورة. وتضع هذه المعطيات (اسرائيل) في مقدمة الدول التي تعاني من هروب الأدمغة، خصوصاً الباحثين الأكاديميين والصناعيين. ووفق معطيات دائرة الإحصاء المركزي فإن 4,8% من حملة الشهادة الجامعية الأولى يبقون في الخارج مقابل 4,2% من حملة الماجستير. ولكن النسبة تغدو أعلى بين حملة شهادات العلوم والهندسة، وتصل إلى 6,7% للشهادة الأولى، و8,5 للشهادة الثانية. وتظهر الإحصائيات أن خريجي الرياضيات، وعلوم الكومبيوتر، والفيزياء، والبيولوجيا، والزراعة والهندسة يتركون (اسرائيل) أكثر من خريجي العلوم الاجتماعية والأدب، واللغات، والفنون، والقانون، وإدارة الأعمال. والواقع أنه لا يمكن فهم خطورة هذه المعطيات في (إسرائيل) من دون معرفة الجهود التي تبذلها المؤسسات الرسمية والعلمية الإسرائيلي لمنع هذا التسرب. فهناك خطط سنوية لـ"استرداد" و"إعادة" العقول لتوظيفها في دولة الكيان. ولكن كثيرين يعتقدون أن الجهود ووسائل إعادة العقول ليست كافية. هروب الأدمغة هاجس أخر يقلق (إسرائيل) التي تعتمد في أمنها علي أفضل الوسائل التقنية في مواجهة أعدائها فهل سنشهد في عام 2013 والأعوام المقبلة تراجع للتقنيات الحديثة في (اسرائيل) ووسائلها الأمنية المتقدمة بعد هروب الأدمغة العلمية المبتكرة.