نظم أهالي شهداء بلدة بدو غرب القدس وجموع من أهالي الشهداء المختطفة جثامينهم من أنحاء الضفة الغربية ظهر اليوم الخميس، وقفة أمام مقر الصليب الأحمر في رام الله للمطالبة باسترداد جثامين أبنائهم المحتجزين لدى الاحتلال.
وشارك في الوقفة أهالي الشهداء من مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس المحتلة، بمشاركة القيادي في حركة حماس حسين أبو كويك والمرشحة عن قائمة "القدس موعدنا" فادية البرغوثي.
واجب المساندة
وبدوره، اعتبر القيادي حسين أبو كويك أن احتجاز الاحتلال لجثامين الشهداء جريمة نكراء في ظل صمت العالم أجمع والمؤسسات الدولية، مطالبًا الجميع للمشاركة بالضغط على الاحتلال لاسترداد جثامينهم.
ومن جانبها أكدت المرشحة عن قائمة القدس موعدنا فادية البرغوثي على أن التواجد مع ذوي الشهداء المختطفة جثامينهم هو واجب على كل فرد فلسطيني.
وشددت البرغوثي على أن "هذا الجرم الصهيوني يضع الفلسطيني أمام عبء كبير وأمام واجب إلزامي بمساندة هذه الحملة والمشاركة في حشود داعمة لذوي الشهداء.".
وقالت: "يظن الاحتلال الذي ارتكب جريمته الأولى باغتيال الشهداء أنه سوف يوهن الإرادة الفلسطينية باحتجاز جثث الشهداء لكنه واهم، فمن ضحى بروحه لن يعبأ باحتجاز جسده، هذا الاحتجاز مؤلم للعائلات التي ترغب بمعرفة مصير أبنائهم ومواراة جثامينهم الطاهرة الثرى".
وأكدت على أن "هذه الثلة من الشهداء قدمت واجبها تجاه الوطن وحان الوقت لأبناء الوطن كافة تقديم واجبهم لهؤلاء الشهداء ولذويهم، ونحن في أوقات تستدعي منا جميعاً الوقوف بجانب الفلسطيني حياً أو شهيداً وأن لا نترك تلك الجثامين الطاهرة بين يدي هذا المجرم الغاشم.
وأضافت البرغوثي: "جملة مؤلمة قالتها والدة إحدى الشهداء أن أمنية واحدة تجمعنا هنا وهي دفن جثامين أبنائنا"، مردفة: "ما أشد قسوة هذا الحلم الموجع فالأمهات في العالم يحلمن حلماً موحداً برؤية أبنائهن خيرة الشباب والشابات والأم الفلسطينية تحلم بتقبيل جثمان ابنها ومواراته الثرى".
أهمية الحراك الشعبي
ومن جهته، أكد جهاد حميدان عم الشهيد محمود حميدان المحتجز جثمانه الشهر الماضي، أن الاحتلال اعتاد على مواصلة الانتهاكات بحق الأرض والمقدسات والشباب الفلسطيني.
وشدد حميدان متحدثا بالنيابة عن عائلات شهداء القدس المختطفة جثامينهم على ضرورة وضع حد لممارسات الاحتلال، متسائلا: "هل هناك جريمة أبشع من سرقة جثامين وأعضاء البشر؟".
وأشار حميدان إلى أن الحراك الشعبي نجح في وقف اعتداءات الاحتلال ووضع حد لها كما حدث في وقفة الشيخ جراح وهبة باب العمود وغيرها.
وطالب حميدان بضرورة استمرار الاعتصام والوقوف إلى جانب أهالي الشهداء وعدم إغلاق خيم الاعتصام إلا بإغلاق الملف بشكل كامل.
ودعا حميدان منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية لتسليط الضوء على هذه القضية لأجل استرداد جثامين الشهداء، لافتا أنه لا يمكن السكوت على ما وصفه بـ"الأسلوب القذر التي تتبعه قوات الاحتلال للانتقام من الشهداء وذويهم".
ليسوا أرقاما
كما وأكد والد الشهيد بهاء عليان أنه لا يجب التعامل مع الشهداء المحتجزة جثامينهم على أنهم أرقاما، لافتا أن الجانب القانوني استنفد مع الاحتلال ولا فائدة مرجوة من محاكم الاحتلال التي تمثل الاحتلال نفسه.
وبيّن عليان أنه ومنذ عام 2015 لم يتم الإفراج عن شهيد واحد بسبب جهود بذلت من قبل محكمة الاحتلال انما بتأثير الشارع وهي الجهة الوحيدة التي تفرض على الاحتلال الاستجابة للمطالب.
وأردف عليان: "إذا لم يدفع الاحتلال الثمن المناسب لن يفرج عن أي شهيد محتجز، وهذه الوقفة لا يجب أن تكون أمام الصليب لأنه لم يفدنا رغم أنه أرسل لهم كتب كثيرة".
وبيّن عليان أن الشارع هو وحده من يعيد جثامين الشهداء خاصة من خلال الحملة الوطنية التي أفرزت نفسها بنفسها وتمثل كل الشارع الفلسطيني.
وتابع عليان: "هذه الحملة تنطق باسم الشهداء، فلا تدعو أمهات الشهداء وحدهم"، داعيا كافة الجماهير لضرورة الاهتمام الكافي رغم ما يثقل كاهل الشعب الفلسطيني من القضايا الأخرى كالاستيطان والأسرى وغيرها إلا أنه يجب أن يكون للشهداء مقابر يكرمون بها.
ثلاجات ومقابر
يشار إلى أنه ومع استشهاد الفتى أمجد أبو سلطان من بيت لحم واختطاف جثمانه يرتفع عدد الجثامين المحتجزة في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام منذ انتفاضة القدس عام 2015 وحتى اليوم إلى 89 جثمان شهيد وهو الرقم الأعلى حتى اللحظة، إضافة لـ 253 جثمان شهيد في مقابر الارقام منذ عشرات السنين.
وكان نشطاء فلسطينيون دشنوا –في وقت سابق- حملة لاسترداد جثامين الشهداء طالبوا فيها بضرورة التحرك الجاد والحاسم للضغط على الاحتلال والجهات المعنية للإفراج عن الجثامين التي يحتجزها منذ سنوات في مخالفة للمواثيق والقوانين الدولية.