"لا تمت قبل أن تكون ندا".. عبارة لطالما خطها الشهيد صدام حسين بني عودة على صفحته في "فيس بوك" ومركبته التي يقتنيها، لتعكس بذلك ملامح الندّية والتضحية المتجذرتان في أعماق الشاب المقاوم الثائر.
لم يرتضِ "بني عودة" لنفسه أن يبقى متفرجًا على مشهد اقتحام قوات الاحتلال لمدينة طوباس فجر اليوم الثلاثاء واعتقالها العديد من المواطنين الآمنين في بيوتهم، ليكمن مع إخوانه المجاهدين للقوة المقتحمة ويخوض معها اشتباكًا مسلحًا عنيفًا.
وخلال تلك الاشتباكات، قضى بني عودة (26 عامًا) من طوباس، بعد إصابته برصاصة اخترقت كتفه الأيسر والقلب واستقرت في رئته اليسرى.
ولد الشهيد بني عودة في بلدة طمون وعاش وسط عائلة لقّنته معاني الانتماء للوطن وفي سبيل ذلك تعرض كما غيره من أفراد العائلة للاعتقال والملاحقة.
جذوة المقاومة مستمرة
وسبق أن أصيب "بني عودة" برصاص الاحتلال مرات عدة قبل استشهاده خلال المواجهات التي كانت تشهدانها طوباس وطمون، حيث كتب يومًا بعد أن أصيب بالرصاص: "لا يهمني أين ومتى سأموت بقدر ما يهمني أن يبقى الوطن".
ويؤكد عزام بني عودة أن شقيقه صدام كان يتمنى الشهادة كل يوم. وتابع: "هذا حال كل فلسطيني، فما دام الاحتلال موجودًا فإن جذوة المقاومة ستبقى مستمرة".
ولفت الانتباه إلى أن شقيقه خريج كلية الروضة للتمريض في نابلس ويعمل في مجال الزراعة.
شعب معطاء
وعقب فازع صوافطة القيادي في حركة حماس بمحافظة طوباس على استشهاد الشاب بني عودة قائلا: "باستشهاد المجاهد صدام يثبت هذا الشعب أنه سيبقى معطاء مضحيا باذلًا الغالي والنفيس في سبيل الله والوطن".
وأضاف صوافطة: "لم يمض وقت طويل على خروج صدام من السجن بعد أن أمضى عدة شهور في الأسر، حتى عاد مجددًا إلى ميادين المقاومة إلى جانب إخوانه المقاومين ليتصدوا لقوات الاحتلال".
وشدد على أن "خيار المقاومة هو الخيار الوحيد الكفيل لإعادة حقوقنا وردع الاحتلال".
وكشف عن وجود وصية للشهيد بلف جثمانه براية حركة المقاومة الإسلامية حماس التي ينتمي إليها.
بدورها، نعت حركة حماس، شهيدها البطل الأسير المحرر "صدام حسين بني عودة، الذي ارتقى في ميدان العز والشرف خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال".
وقالت حماس في بيان نعي: "إننا إذ ننعى الشهيد البطل، لنجدد العهد والبيعة مع شعبنا على الاستمرار في طريق المقاومة حتى دحر الاحتلال عن كل فلسطين الحبيبة".
وتوجهت بالتحية لذوي الشهيد وأهالي محافظة طوباس، التي كانت سباقة على الدوام في تقديم الأبطال بين شهيد وأسير وجريح في معركة الدفاع عن الوطن.