وضعت أجهزة الأمن الإسرائيلية الصحفيين والكتاب الفلسطينيين والعرب ضمن أبرز قائمة المستهدفين للتجنيد كعملاء خلال الفترة الأخيرة، وذلك يرجع للحرية التي يتمتع بها الصحفي في عمله ميدانياً. وشهدت الفترة الأخيرة تكثيف المخابرات الإسرائيلية الاتصال على الصحفيين الفلسطينيين بعدة أساليب أهمها عرض التجنيد المباشر أو بطريقة غير مباشرة عبر فتيات يتحدثون معهم أو عبر مراكز دراسات دولية تريدهم أن يعملوا معهم. وأفاد عدد من الصحفيين الذي يتنقلون عبر المعابر الإسرائيلية أن المخابرات "الشاباك" عرضت عليهم العمل معها مقابل تقديم تسهيلات لهم. فيما أفاد صحفيون وكتاب آخرون أن المخابرات حاولت تجنيدهم بشكل غير مباشر تحت مسميات مراكز دراسات عالمية. وقال د. صالح النعامي الصحفي المختص في الشئون الاسرائيلية عبر صفحته على الموقع الاجتماعي الفيس بوك :"احذروا بعض عروض العمل التي تقدمها مؤسسات أجنبية غربية، أو مؤسسات عربية تدعي الارتباط بمؤسسات بحثية غربية، والتي الهدف منها الحصول من الصحافيين على معلومات استخبارية لتوظيفها في الحرب ضدنا". وأشار الباحث الذي سافر لعدد من دول العالم مؤخراً بأن الأمر يبدأ باتصال أو حتى بلقاء الأجنبي، الذي يقدم نفسه كمسئول مؤسسة بحثية مع الصحافي المستهدف ويبدو العرض "بريئاً " لأول وهلة، حيث يكون الطلب في البداية معلومات عامة يقدمها الصحافي بشكل اعتيادي. وبين النعامي أن الأمر يتطور ليطلب الأجنبي أو المؤسسة البحثية منه أن يستغل " مصادره الخاصة " في تقديم معلومات لا يمكنه نشرها باسمه. ونبه إلى أنه ربما تكون بعض هذه المؤسسات قائمة بالفعل، لكنها تكون حلقة وصل بين الصحافي وأجهزة استخبارية ( اسرائيلية أو أمريكية أو أوروبية ). من ناحية أخرى أفاد الكاتب الفلسطيني حسام الدجني عبر صفحته الشخصية أن المخابرات الإسرائيلية بدأت تستخدم أسلوب مراكز البحث والدراسات لإسقاط الكّتاب وجمع المعلومات. وقال الدجني :" مرحبا أستاذي.... نحن نتابع كتاباتك باستمرار ونريد ان نتعاقد معك... فتسألهم من أنتم... فيقولون نحن مركز استشاري يعمل في الخليج العربي او أوروبا، ونتابع القضايا الفلسطينية والعربية ولذلك اختارك مجلس إدارة المركز لتكون أحد باحثينا براتب شهري يبدأ من ألف دولار". وأضاف:" رائع وماذا هي اهتماماتكم...؟ قضايا الساعة... الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني والعسكري في المنطقة التي تعيشها .... طيب ممكن موقعكم الإلكتروني أو رقم هاتفكم.... قد يزودوك بموقع الكتروني وأسماء مجلس إدارة وهمية.... وعندما تضغط في الأسئلة تصل إلى نتيجة أن من تحادثهم هم المخابرات الصهيونية". وأشار إلى أن الاحتلال يتعامل مع كل طبقة بحسب ما يراه مناسباً لتفكير وعقل هذه الطبقة فمن الصعب أن يطلب من إنسان مثقف أن يصبح عميلا لأجل المال فيقوم بالالتفاف عليه ابتكار طريقة أخرى للإيقاع به. [title] لماذا الصحفيين؟[/title] وتفترض الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية والغربية أن لدى الصحافي الفلسطيني والعربي قدرة على الوصول لمعلومات تحتاجها في بناء احتياطاتها واستعداداتها لمواجهة تداعيات التحولات في العالم العربي، سيما معلومات عن الحركات الإسلامية. وتستخدم المخابرات الاسرائيلية نظام العلاقة غير المباشرة بين الصحافي والجهاز الاستخباري، وقد تصبح مباشرة بعد أن يتم توريط الصحفي عبر خطة ترسمها الجهة الاستخبارية. [title]نصائح[/title] ندعو الصحفيين لرفض هذه العروض وعدم التفكير فيها، لأنها قد تدفعهم للتفكير بها ومن ثم تصبح أقصر الطرق نحو الخيانة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.